ليس تعثراً وانما انقلاب

ليس تعثراً وانما انقلاب
أخبار البلد -   اخبار البلد - نبيل عمرو
 

الامريكيون والاوروبيون والاسرائيليون، يكثرون من التحذير بأن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار.


والوصف البلاغي الذي نحته المبعوث الامريكي هادي عمرو للحال، والذي اعتبر وضع السلطة ومناطقها ومن يعيشون فيها كغابة جافة يمكن ان يحرقها عود ثقاب، التقط في جميع انحاء العالم ليس كمجرد تحذير مبالغ فيه بل كنداء مفتوح لكل من لديه القدرة والاستعداد لمد يد العون كي لا تحترق الغابة ويختنق ساكنوها.

اما الاوروبيون الاكثر لطفا من الامريكيين في التعامل مع السلطة فلا يختلفون كثيرا في الرؤية، صحيح انهم لم يستخدموا مصطلح الغابة والحريق الا انهم لا يخفون خشيتهم من الانهيار، وصاروا أكثر ميلا لمنح الاولوية للحلول الاسعافية، مع تأجيل يائس للطروحات السياسية كتلك التي دأبت اوروبا على التذكير بأهميتها وفي قلبها حل الدولتين.

الامريكيون والاوروبيون الذين قاموا بمهام مجلس ادارة المشروع السياسي الذي انتجته اوسلو في البدايات يحيلون الان الجزء الاكبر من العمل الاسعافي العاجل لاسرائيل ويرجونها بلغة الالتماس ان تخفف من قبضتها الخانقة على الرقبة الفلسطينية الرقيقة، كأن تعيد النظر في الاقتطاعات الهائلة من اموالهم القليلة اصلا، وان تضاعف عدد تصاريح العمل داخل اسرائيل وان ترفق قدر ما تستطيع بغزة التي تكابد حصارا قديما يتجدد وتعاني معه من بطء في اعادة اعمار ما دمرته الحرب الاخيرة فوق ما لم يُعمَّر من مخلفات الحروب السابقة.

اظهرت اسرائيل استجابة فورية للنداءات الامريكية والاوروبية معلنة انها على اتم الاستعداد للتعاون في اي امر يدخل في نطاق الترتيبات الاسعافية والاقتصادية شريطة ان تبتعد كليا عن اي اشارات سياسية ولو لفظية، وفي هذا السياق امطر المسؤولون الاسرائيليون المقاطعة بوابل من الاتصالات الهاتفية المهنئة بعيد الاضحى المبارك مع تركيز على اظهار استعداد اسرائيل للدخول في محادثات مباشرة لاستعادة الثقة ما يذكر بزمن جس النبض الذي سبق تجربتي مدريد واوسلو في سالف الزمان ، وهنا يتعين علينا التدقيق في المصطلح الذي صار العنوان الرئيس لترميم العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية التي انتقلت من الشراكة في بدايات المشروع الى العداء الشامل في نهاياته واعني به مصطلح استعادة الثقة. كيف يراه الاسرائيليون وكيف يمارسونه كسياسة وترتيبات وبالمقابل كيف يراه الفلسطينيون وعلى ضوء التجربة، هل هنالك ما يغري في المضي فيه كشركاء؟

الاسرائيليون الذين استقبلوا الدعوات الامريكية والاوروبية للاسهام في انقاذ السلطة من الانهيار يرون انهم حصلوا على هدية ثمينة لطالما تمنوها وسعوا اليها كأساس لمعالجتهم للملف الفلسطيني فقد بدأت الامور عمليا تتبلور وبدرجة شديدة الوضوح نحو اولوية الحل الاقتصادي مع نزول درجات عن مضمونه القديم ليصبح اسعافيا عاجلا هدفه انقاذ الشريك القديم او المتقادم ولذلك ثمنا سياسيا يتعين الاقرار به فكما عودتنا اسرائيل خلال احتلالها طويل الامد ومتعدد الاوجه فهي لا تقوم بأي عمل خيري لوجه الله والانسانية بل لابد وان تتقاضى لقاء اي خطوة اسعافية مهما تضاءلت ثمنا سياسيا مبالغا فيه. السلطة الفلسطينية التي سلّمت المبعوث الامريكي قائمة طلبات لابد من تنفيذها كشرط لاستعادة الثقة سوف يواصل المسؤولون فيها اعلان رفضهم للحل الاقتصادي بديلا عن السياسي الا ان الرفض لا يكفي لمجرد اعلانه فالامر يبدو اذا ما مضت فيه اسرائيل قدما من جانب واحد هو اساس الانقلاب الجذري الذي وصلت اليه الصيغة التي ما تزال معتمدة من جانب السلطة ولا مجال لالغائها … صيغة اوسلو .


اسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين لا تنتظر منهم اية موافقة على اي امر تقوم به في سياق تنفيذها لاجنداتها الخاصة لهذا فإن انتقال الالويات الى الاسعافي ثم الاقتصادي سيكون سياسة احادية الجانب وليس للفلسطينيين فيها الا الاذعان كما تريد اسرائيل او المقاومة كما يتوجب على الفلسطينيين.

ان ما يجري بشأن غزة والقدس والضفة ليس تعثرا لمشروع او عملية سياسية بل انقلاب جذري على مرحلة بأسرها كانت فيها اوسلو بنصوصها ومعطياتها بسلبها وايجابها هي عنوان ومضمون كل ما حدث على الساحة الفلسطينية.

 
شريط الأخبار انس عامر المصري مبارك الماجستير الدكتور مؤيد الكلوب: لا تلتفتوا إلى الإشاعات وتأكدوا من المعلومة من مصادرها هيئة الاوراق المالية تجيب عن (9) اسئلة تتعلق بالانجازات والتشريعات والشكاوى والقرارات والتساؤلات خبراء يحذّرون من استخدام «الميكروويف» في تسخين بعض الأطعمة... تعرف عليها 4 شخصيات فلسطينية "ثقيلة" تُطالب حماس بالإفراج عنها، من هي؟ أجواء باردة نسبيًا في اغلب المناطق اليوم وغدًا وفيات الاردن الاثنين 20-1-2025 "اللحوم الفاسدة" على طاولة النواب اليوم الاثنين التلفزيون السوري: اشتباكات بين قوات الإدارة السورية الجديدة وقسد بدير الزور رئاسة الوزراء تعلن عن وظائف قيادية شاغرة إعلام عبري: حماس منحت المحتجزات هدية مرفقة بـ"شهادة تخرج" الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين تقر خطة استجابة سريعة لمرحلة ما بعد وقف العدوان في غزة وزيرة النقل تلتقي أصحاب حافلات نقل عام لبحث مشكلاتهم ومطالبهم “حي الطفايلة” يتجهز و”تكية أم علي” تتحرك.. 1200 طبيب يريدون “السفر لغزة” واستقبال الجرحى بالمئات قريبا سهام أبو عبيدة تردي الكيان الصهيوني "قتيلًا"... عويل وبكاء في تل أبيب... ورسالة للأردن تحرير مرتقب لـ90 أسيرًا ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل: أسماؤهم وتفاصيلهم خبراء إسرائيليون: استمرار مركبات حماس في غزة دليل على الفشل العسكري الشركة المتحدة للاستثمارات المالية والبنك الأردني الكويتي يوقعان اتفاقية تقديم خدمات الحفظ الأمين شكوى بحق رئيس جامعة خاصة .. بين الذكاء الاصطناعي والخس!! الحرس الثوري الإيراني: اليوم أهم أيام التاريخ.. يوم ذل وهوان لإسرائيل