ترسمُ الأحداث المهمة التي يمرُ بها العالم ملامح الجيل الذي يعاصرها وتترك هذه الأحداث بصمتها على حياة هذه الأجيال، وتسهم في تشكيل شخصياتهم وطبيعة نظرتهم الى الحياة ومن هنا جاءت تسمية الأجيال نسبة الى الأحداث التي مرت بها خلال فترة حياتها المبكرة حيث يُجمع العلماء أن هذه الفترة من حياة الإنسان هي الأهم في قولبة شخصيته.
فالحرب العالمية الثانية تركت آثاراً نفسية كبيرةعلى جيل الثلاثينيات والأربعينيات ولم تفلح هذه الأجيال في التخلص منها حتى نهاية حياتهم. أما الجيل الذي عاش نكبة فلسطين فقد تركت هذه النكبة ندوباً عميقة في وجدانهم عصية على النسيان، وهذا ما أهلهم لحمل اسم جيل النكبة.
ولن تشذ جائحة (كورونا) عن القاعدة حيث يُعتقد على نطاق واسع أننا سنشهد قريباً ظهور الآثار النفسية لهذه الجائحة على جيل الشباب، هؤلاء الشباب اليافعين الذين فقدوا عامين من سنين أعمارهم في عزلة اجتماعية قاسية، وهذه المدة على قِصرها، إلا أنه من المتوقع أن تترك بصماتها وصبغة خاصة في حياتهم لسنوات قادمة.
فرغم أن فئة الشباب هي الأقل عرضة للإصابة بـ(الفيروس) إلا أنهم الأكثر تضرراً من العزلة التي فرضتها الجائحة من عدة نواح مختلفة أهمها الناحية النفسية، حيث تشير الدراسات التي أُجريت في عدد من الدول وخاصة في أوروبا ان حوالي(65 %)، من هذه الفئة العمرية مُعرضون للإصابة بالاكتئاب مقارنة بـ(15 %)، في أوقات ما قبل الجائحة .
فهذه الجائحة التي بدأت كحالة طارئة تتعلق بالصحة العامة، ثم ما لبثت أن تحولت الى أزمة نفسية طالت الجميع وبشكل خاص كان تأثيرها الأكبر على الأطفال واليافعين، فقد أظهر تقرير (لليونسيف) نُشر مؤخراً أن عام (كوفيد19) قد شهد تزايداً مقلقاً في عدد الأطفال الجائعين والذين يعانون من العزلة والفقر والاستغلال، كما شهد هذا العام تزايداً ملحوظا في عدد الأطفال الذين يعانون من التوتر والقلق، وهذه التأثيرات حتماً ستترك آثاراً عميقة في نفسياتهم.
كما أدت الجائحة إلى إغلاق المدارس لقترة طويلة تجاوزت العام، مما حرم مئات الملايين من الأطفال حول العالم من حقهم في التعلم، وزادت من حجم الهوة في التعليم بين الأغنياء والفقراء حيث لم يستطع الأطفال في الدول النامية من الحصول على التعليم الافتراضي.
لكن من جهةٍ أخرى، قد تشكل الجائحة فرصة للبعض للاستفادة من الصدمة الإيجابية التي سببتها لاكتساب مرونة قد تساعدهم في التعامل مع مصاعب الحياة، وهذا ما خلص إليه عالم الاجتماع (غلين ايلدر) من خلال تجربته الاجتماعية الشهيرة والتي امتدت لعدة عقود تابع من خلالها حياة بعض الأشخاص الذين عايشوا ما يعرف بالكساد العظيم الذي ضرب العالم في ثلاثينيات القرن الماضي، ونشر نتائجه في كتابه الشهير «أطفال الكساد العظيم». لقد خلص (ايلدر) إلى أن ما مر به هذا الجيل من صعوبات تمثلت في فقدان الأهالي لأعمالهم واختلال المكانة الاجتماعية للأسر وانكماش الدخل وانهيار العملة، كل هذه العوامل كونت شخصيات قلقة وخائفة من المستقبل لكنها وجدت في الانكباب على التعلم والإنجاز والجد في العمل فرصة للتقليل من هذه المخاطر وبالتالي تحقيق الأهداف، وفي نفس السياق فإن النكبة الفلسطينية العام( 1948) أنتجت جيلا مجتهداً، مكباً على العلم والجد اكسبه سمعةً طيبة على مستوى الوطن العربي وأصبح هذا الجيل من الفلسطينيين مضربُ المثل في مستوى التعليم والجد، وساهم في وضع الأسس للعملية التعليمية في معظم الدول العربية.
من السابق لأوانه أن نرسم صورة واضحة لما سيكون عليه جيل (كورونا)، لكننا نغلب أن تأثيراتها ستتناسب مع شدة هذه الجائحة والاجراءات التي اتخدتها مختلف الدول لمواجهتها، ومدى تأثر هؤلاء الأطفال بهذه الاجراءات، كما أن الدول مدعوة الى استخلاص العبر من دروس الماضي والعمل على تحويل هذه الأزمة الى فرصة حقيقية لتحقيق النجاح بالسعي والتصميم على بناء مستقبل أشد صلابة وثباتا.
فالحرب العالمية الثانية تركت آثاراً نفسية كبيرةعلى جيل الثلاثينيات والأربعينيات ولم تفلح هذه الأجيال في التخلص منها حتى نهاية حياتهم. أما الجيل الذي عاش نكبة فلسطين فقد تركت هذه النكبة ندوباً عميقة في وجدانهم عصية على النسيان، وهذا ما أهلهم لحمل اسم جيل النكبة.
ولن تشذ جائحة (كورونا) عن القاعدة حيث يُعتقد على نطاق واسع أننا سنشهد قريباً ظهور الآثار النفسية لهذه الجائحة على جيل الشباب، هؤلاء الشباب اليافعين الذين فقدوا عامين من سنين أعمارهم في عزلة اجتماعية قاسية، وهذه المدة على قِصرها، إلا أنه من المتوقع أن تترك بصماتها وصبغة خاصة في حياتهم لسنوات قادمة.
فرغم أن فئة الشباب هي الأقل عرضة للإصابة بـ(الفيروس) إلا أنهم الأكثر تضرراً من العزلة التي فرضتها الجائحة من عدة نواح مختلفة أهمها الناحية النفسية، حيث تشير الدراسات التي أُجريت في عدد من الدول وخاصة في أوروبا ان حوالي(65 %)، من هذه الفئة العمرية مُعرضون للإصابة بالاكتئاب مقارنة بـ(15 %)، في أوقات ما قبل الجائحة .
فهذه الجائحة التي بدأت كحالة طارئة تتعلق بالصحة العامة، ثم ما لبثت أن تحولت الى أزمة نفسية طالت الجميع وبشكل خاص كان تأثيرها الأكبر على الأطفال واليافعين، فقد أظهر تقرير (لليونسيف) نُشر مؤخراً أن عام (كوفيد19) قد شهد تزايداً مقلقاً في عدد الأطفال الجائعين والذين يعانون من العزلة والفقر والاستغلال، كما شهد هذا العام تزايداً ملحوظا في عدد الأطفال الذين يعانون من التوتر والقلق، وهذه التأثيرات حتماً ستترك آثاراً عميقة في نفسياتهم.
كما أدت الجائحة إلى إغلاق المدارس لقترة طويلة تجاوزت العام، مما حرم مئات الملايين من الأطفال حول العالم من حقهم في التعلم، وزادت من حجم الهوة في التعليم بين الأغنياء والفقراء حيث لم يستطع الأطفال في الدول النامية من الحصول على التعليم الافتراضي.
لكن من جهةٍ أخرى، قد تشكل الجائحة فرصة للبعض للاستفادة من الصدمة الإيجابية التي سببتها لاكتساب مرونة قد تساعدهم في التعامل مع مصاعب الحياة، وهذا ما خلص إليه عالم الاجتماع (غلين ايلدر) من خلال تجربته الاجتماعية الشهيرة والتي امتدت لعدة عقود تابع من خلالها حياة بعض الأشخاص الذين عايشوا ما يعرف بالكساد العظيم الذي ضرب العالم في ثلاثينيات القرن الماضي، ونشر نتائجه في كتابه الشهير «أطفال الكساد العظيم». لقد خلص (ايلدر) إلى أن ما مر به هذا الجيل من صعوبات تمثلت في فقدان الأهالي لأعمالهم واختلال المكانة الاجتماعية للأسر وانكماش الدخل وانهيار العملة، كل هذه العوامل كونت شخصيات قلقة وخائفة من المستقبل لكنها وجدت في الانكباب على التعلم والإنجاز والجد في العمل فرصة للتقليل من هذه المخاطر وبالتالي تحقيق الأهداف، وفي نفس السياق فإن النكبة الفلسطينية العام( 1948) أنتجت جيلا مجتهداً، مكباً على العلم والجد اكسبه سمعةً طيبة على مستوى الوطن العربي وأصبح هذا الجيل من الفلسطينيين مضربُ المثل في مستوى التعليم والجد، وساهم في وضع الأسس للعملية التعليمية في معظم الدول العربية.
من السابق لأوانه أن نرسم صورة واضحة لما سيكون عليه جيل (كورونا)، لكننا نغلب أن تأثيراتها ستتناسب مع شدة هذه الجائحة والاجراءات التي اتخدتها مختلف الدول لمواجهتها، ومدى تأثر هؤلاء الأطفال بهذه الاجراءات، كما أن الدول مدعوة الى استخلاص العبر من دروس الماضي والعمل على تحويل هذه الأزمة الى فرصة حقيقية لتحقيق النجاح بالسعي والتصميم على بناء مستقبل أشد صلابة وثباتا.