كغيره من الأوبئة سيختفي كورونا وسينساه الجميع يصبح ذكرى كما حصل مع الانفلونزا الإسبانية والطاعون وشلل الأطفال، فالإنسان بطبيعته قادر على الإبتكار والإكتشاف وبالتالي فقد وجد المطاعيم المناسبة للكورونا الذي اعتبره البعض الوباء الذي سيفني البشرية، فقد أخذ بالتحول ليصبح الإنسان قادر على التعايش معه وبالتالي فقد قوته وسطوته وهيبته، ليتحول من رعب كبير إلى مرض موسمي كالانفلوزنا الموسمية التي تقتل أكثر من مليون إنسان في شتى دول العالم، لكنها ليست بالوباء الفتاك.
فعلى طريق الطاعون الذي قتل ابو عبيدة عامر بن الجراح سيكون مصير النجم أحمد راضي، فقد انتهى الطاعون من العالم ويتذكره الكثيرون حين يذكرون أبي عبيدة، وهكذا سيتذكر العراقيون والعرب وباء كورونا بأنه من قتل أحمد راضي، بل سيتذكرون الكورونا حين يتحدثون عن إبداعات راضي وفنونه وأهدفه الجميلة وإنجازته التاريخية، وحين ينتهون من سرد القصص الجميلة سيتذكرون كيف مات وأن "الكورونا" هو السبب، لذا سيبقى ذكر راضي خالداً فيما من الوباء سيبصح مجرد ذكرى.
فهكذا هم من يصنعون التاريخ يعيشون فينا للأبد ويختفي صناع الموت بفضل الزمن أو الإبداع العلمي البشري، وفي كلتا الحالتين ستكون نهاية "كورونا" فيما يتحول أحمد راضي شيئاً فشيئاً إلى اسطورة تاريخية يتعلق بها الأطفال ويقرأها الشباب، وسيصبح ابن العراق كمن سبقوه من اساطير كجلجامش وأنغشير وميسانيبادا، وسيتم بناء العديد من الملاحم التاريخية على ما قدمه راضي عبر تاريخه الكروي ليصبح ضمن اساطير الإبداع والألق، ليصبح مقررا على من يقرأون التاريخي العراقي الجميل.
لقد ساهم راضي في صناعة كرة القدم الجميلة الانيقة البعيدة عن العنف، فكان يداعب الكرة كأنها حسناء جميلة، فيتغزل بها تارة ويداعبها تارة أخرى لترافقه بكل حنو حتى تدخل الشباك معلنةً الفرح في القلوب العاشقة للإنجاز، نعم لقد خسر الجميع بوفاة أحمد راضي ذلك الشاب الذي ما كبر في قلوب عشاقه إلا حباً وفرحاً ، وكانوا ينظرون إليه دوماً على أنه ذاك الفتى الذي لن يهرم إلا أن للموت طرقاً لا يعرفها أحد، ليكون الفراق الذي أبكى عشاقه لكنهم لن ينسونه وسيبقون يتذكرونه كونه طائر النورس الذي يهبط بالفرح من السماء.