هل آن أوان فك العلاقة العضوية التي ربطت بين حلف الناتو وتركيا بعد عقود طوال من التحالف؟
ما تسرب سراً عن اجتماعات الحلف الأخيرة التي جرت مؤخراً في بروكسل، يعطي انطباعاً بأن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود، وأن العقول المفكرة في الأطلنطي ربما باتت تتملكها قناعة مفادها أن وجود تركيا أصبح عبئاً لا فائدة منه، وأن هناك بدائل لوجيستية لقواعد تركيا في مناطق قريبة من الأهداف التي تتطلع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا للحفاظ عليها كثوابت لا متغيرات. فلماذا لا يعد خبر إنهاء وجود تركيا ضمن صفوف الناتو أمراً مثيراً؟
بدا واضحاً أن الرئيس الأميركي جوزيف بايدن عازم علناً على حل مسألة تركيا التي يعتبرها ملحة، وجاء لقاؤه مع إردوغان ظاهرياً في هذا السياق، لكن العارفين ببواطن الأمور يدركون تمام الإدراك أن سيد البيت الأبيض له وجهة نظر غير إيجابية بالمرة في حاكم تركيا، وقد وصفه أكثر من مرة بالديكتاتور، وأدان سياساته علناً.
أكثر من مصدر إخباري تابع شؤون قمة الأطلسي الأخيرة، حمل من الأخبار ما يشير إلى أن مناقشات معمقة، قد جرت ولو بشكل سري في الكواليس، حول الدور التركي، وتقاطعاته مع مستقبل حلف الناتو، وإن كان التكتم هو سيد الموقف حتى الساعة.
في اللقاءات الأميركية الأوروبية الأخيرة والخاصة بمجموعة السبع، ثم حلف الناتو، خلص الحلفاء إلى أن روسيا والصين عقبتان رئيسيتان، وأنه لا بد من مواقف واضحة وصريحة تجاههما في المدى الزمني القريب 2030.
في هذا السياق لا تبدو تركيا شريكاً مريحاً، أو فاعلاً خلاقاً ضمن سياسات الناتو التقدمية، بل على العكس من ذلك إذ أضحت خنجراً في الخاصرة.
يمكن للمرء أن يعدد أخطاء تركيا التي تقارب الخطايا بالنسبة للناتو، وكيف أنها تعرقل مسيرته.
ما تسرب سراً عن اجتماعات الحلف الأخيرة التي جرت مؤخراً في بروكسل، يعطي انطباعاً بأن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود، وأن العقول المفكرة في الأطلنطي ربما باتت تتملكها قناعة مفادها أن وجود تركيا أصبح عبئاً لا فائدة منه، وأن هناك بدائل لوجيستية لقواعد تركيا في مناطق قريبة من الأهداف التي تتطلع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا للحفاظ عليها كثوابت لا متغيرات. فلماذا لا يعد خبر إنهاء وجود تركيا ضمن صفوف الناتو أمراً مثيراً؟
بدا واضحاً أن الرئيس الأميركي جوزيف بايدن عازم علناً على حل مسألة تركيا التي يعتبرها ملحة، وجاء لقاؤه مع إردوغان ظاهرياً في هذا السياق، لكن العارفين ببواطن الأمور يدركون تمام الإدراك أن سيد البيت الأبيض له وجهة نظر غير إيجابية بالمرة في حاكم تركيا، وقد وصفه أكثر من مرة بالديكتاتور، وأدان سياساته علناً.
أكثر من مصدر إخباري تابع شؤون قمة الأطلسي الأخيرة، حمل من الأخبار ما يشير إلى أن مناقشات معمقة، قد جرت ولو بشكل سري في الكواليس، حول الدور التركي، وتقاطعاته مع مستقبل حلف الناتو، وإن كان التكتم هو سيد الموقف حتى الساعة.
في اللقاءات الأميركية الأوروبية الأخيرة والخاصة بمجموعة السبع، ثم حلف الناتو، خلص الحلفاء إلى أن روسيا والصين عقبتان رئيسيتان، وأنه لا بد من مواقف واضحة وصريحة تجاههما في المدى الزمني القريب 2030.
في هذا السياق لا تبدو تركيا شريكاً مريحاً، أو فاعلاً خلاقاً ضمن سياسات الناتو التقدمية، بل على العكس من ذلك إذ أضحت خنجراً في الخاصرة.
يمكن للمرء أن يعدد أخطاء تركيا التي تقارب الخطايا بالنسبة للناتو، وكيف أنها تعرقل مسيرته.
هناك أكثر من بداية، على سبيل المثال يمثل السعي التركي لاقتناء صواريخ روسية من نوعية «إس 400»، تهديداً لطائرات الحلف، ثم الدور الماورائي في دعم الدواعش وشراء نفطهم المسروق، وتالياً تقديم خدمات لوجيستية للجماعة الإرهابية، عطفاً على التهديد المتواصل بفتح البوابات التركية على أوروبا، بهدف تهديد أمنها عبر إغراقها بملايين اللاجئين، وفي القلب منهم المئات من الإرهابيين.
تركيا تمارس كذلك سياسات عدوانية تجاه الأكراد، الفريق الذي يدعمه الناتو، والذي قدم مساعدة واضحة في مواجهة داعش السنوات الماضية.
عطفاً على ما تقدم، فإن سياسات تركيا تجاه عدد من الدول الأعضاء في الناتو مثل اليونان وقبرص، تجاوزت حد الاستفزاز وبلغت دائرة عدم الاستقرار، وعند لحظات بعينها، خيل للناظر أن صداماً عسكرياً بعينه حادث لا محالة بين بروكسل وأنقرة، من جراء التنقيب التركي عن الغاز في مياه اليونان وقبرص الإقليمية.
أما إشكالية الديمقراطية فحدث عنها ولا حرج، لا سيما أن الأوضاع المعيشية في الداخل التركي تتدهور، ويصاحبها تأزم في الحياة السياسية وتضييق على المعارضين.
وعلى صعيد السياسات الخارجية، يوقن الناظر للخريطة الدولية أن تركيا أضحت صانعة مشاكل كما الحال في الأراضي الليبية، وأنها لم تعد تقيم وزناً لفكرة السيادة، كما رأى العالم في زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار لليبيا مؤخراً، من غير إعلام السلطات الليبية، ولا تزال تبعث بمرتزقتها من جديد، بدلاً من سحب التابعين لها والدائرين إرهابياً في فلكها من الميليشيات والمرتزقة. فهل تلعب تركيا دوراً متواطئاً مع روسيا لتدمير الناتو أو على الأقل لإضعاف حضوره عالمياً؟
في أواخر مايو (أيار) المنصرم، اتهم معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي، تركيا بالتآمر والسعي لتخريب حلف الناتو، عبر التواطؤ مع حليفتها روسيا، وذكر المعهد في تقرير له أن تركيا استخدمت أساليب متعددة لحماية بيلاروسيا من حملة عقوبات واسعة من قبل أوروبا وأميركا، على خلفية اعتراض طائرة مدنية واعتقال صحافي معارض.
أما صحيفة وول ستريت جورنال، فقد اعتبرت أن القيصر الروسي فلاديمير بوتين، يعمل جاهداً لدق إسفين بين تركيا والناتو، بهدف واضح للعيون وهو نزع أنقرة عن سياق الأطلنطي، ومن غير تفكير مباشر في ضمها يوماً ما إلى تحالف عضوي جوهري مع موسكو، فالروسي لا يأمن شر التركي أبداً، وتاريخ الروس يحمل من الضغائن للأتراك ما لا يمكن أن ينسى.
لم تعد تركيا حليفاً للناتو يستحق المخاطرة أو الصمت على أدواره غير البناءة، بل المحبطة والمعوقة لاستراتيجية الناتو، ويوماً تلو آخر تبدو القيمة اللوجيستية لتركيا تتناقص، فقد كان لقاعدة أنجرليك على سبيل المثال في خمسينات وستينات القرن المنصرم أهمية كبرى، لكن اليوم ومع الصواريخ الذكية، والطائرات المسيرة، وشبكات هجوم الليزر الفضائية وسيطرة الناتو على البحار، تتضاءل أهمية أنقرة، عدا عن ظهور حلفاء أشارت إليهم التسريبات، يمكن أن يصبحوا بديلاً جيداً.
الخلاصة... التلاعب التركي على المتناقضات لا يفيد.
تركيا تمارس كذلك سياسات عدوانية تجاه الأكراد، الفريق الذي يدعمه الناتو، والذي قدم مساعدة واضحة في مواجهة داعش السنوات الماضية.
عطفاً على ما تقدم، فإن سياسات تركيا تجاه عدد من الدول الأعضاء في الناتو مثل اليونان وقبرص، تجاوزت حد الاستفزاز وبلغت دائرة عدم الاستقرار، وعند لحظات بعينها، خيل للناظر أن صداماً عسكرياً بعينه حادث لا محالة بين بروكسل وأنقرة، من جراء التنقيب التركي عن الغاز في مياه اليونان وقبرص الإقليمية.
أما إشكالية الديمقراطية فحدث عنها ولا حرج، لا سيما أن الأوضاع المعيشية في الداخل التركي تتدهور، ويصاحبها تأزم في الحياة السياسية وتضييق على المعارضين.
وعلى صعيد السياسات الخارجية، يوقن الناظر للخريطة الدولية أن تركيا أضحت صانعة مشاكل كما الحال في الأراضي الليبية، وأنها لم تعد تقيم وزناً لفكرة السيادة، كما رأى العالم في زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار لليبيا مؤخراً، من غير إعلام السلطات الليبية، ولا تزال تبعث بمرتزقتها من جديد، بدلاً من سحب التابعين لها والدائرين إرهابياً في فلكها من الميليشيات والمرتزقة. فهل تلعب تركيا دوراً متواطئاً مع روسيا لتدمير الناتو أو على الأقل لإضعاف حضوره عالمياً؟
في أواخر مايو (أيار) المنصرم، اتهم معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي، تركيا بالتآمر والسعي لتخريب حلف الناتو، عبر التواطؤ مع حليفتها روسيا، وذكر المعهد في تقرير له أن تركيا استخدمت أساليب متعددة لحماية بيلاروسيا من حملة عقوبات واسعة من قبل أوروبا وأميركا، على خلفية اعتراض طائرة مدنية واعتقال صحافي معارض.
أما صحيفة وول ستريت جورنال، فقد اعتبرت أن القيصر الروسي فلاديمير بوتين، يعمل جاهداً لدق إسفين بين تركيا والناتو، بهدف واضح للعيون وهو نزع أنقرة عن سياق الأطلنطي، ومن غير تفكير مباشر في ضمها يوماً ما إلى تحالف عضوي جوهري مع موسكو، فالروسي لا يأمن شر التركي أبداً، وتاريخ الروس يحمل من الضغائن للأتراك ما لا يمكن أن ينسى.
لم تعد تركيا حليفاً للناتو يستحق المخاطرة أو الصمت على أدواره غير البناءة، بل المحبطة والمعوقة لاستراتيجية الناتو، ويوماً تلو آخر تبدو القيمة اللوجيستية لتركيا تتناقص، فقد كان لقاعدة أنجرليك على سبيل المثال في خمسينات وستينات القرن المنصرم أهمية كبرى، لكن اليوم ومع الصواريخ الذكية، والطائرات المسيرة، وشبكات هجوم الليزر الفضائية وسيطرة الناتو على البحار، تتضاءل أهمية أنقرة، عدا عن ظهور حلفاء أشارت إليهم التسريبات، يمكن أن يصبحوا بديلاً جيداً.
الخلاصة... التلاعب التركي على المتناقضات لا يفيد.