الصحافة كلمة تقع في اللغة في موضع محيّر وخطير ، بين المصحف والتصحيف ,فالمصحف مقدّس لانه كلام الله ” وانا له لحافظون ” والتصحيف ، تحريف ” يحرفون الكلم عن موضعه ” وما بين المحفوظ بالوعد والمحرّف بالقصد ولدت الصحافة .
وعلى شدة الضنك في المكتوب عن الصحافة في الاردن ، ميلادها وشهادة المنشأ الا انها محاطة منذ الولادة بطهر البعد عن التحريف والاقتراب برغبة من التعريف , وسألج من باب التعريف الى كشف التحريف الذي اصاب زميلين بنيرانه وما زال الحبل على الجرار ومن التاريخ ابدأ فهو الاحوط والاضمن فهذا حديث بوح شخصي لفترة رأيت فيها وشاهدت وسمعت .
ولعلي من القلائل المحظوظين الذين اقتربوا بوجد من التابعين او الوارثين المهنة من الجيل الذي اسس الصحافة الحديثة , فقد اقتربت عن بعد مشفوع برهبة ,من المرحوم محمود الكايد اول الطهر ومدرسته , واكرمني برسالة ما زالت معلقة على صدر بيتي ، وشرفت بالجلوس مرتين او اكثر مع المرحوم حسن التل واكتويت بلسعتين من جورج عيسى وربما اكثر ، وهذه الاسماء مع جمعة حماد ومحمود الشريف وكامل الشريف ورجا العيسى وابراهيم سكجها ، كلهم في ذمة الله والتاريخ بنت الصحافة التي نتفيأ ظلالها اليوم بعد ان اكمل جيل التابعين مسيرة تلعثمت حيناً وتلكأت احايين .
فقد اغتيلت ” آخر خبر ” باسم سكجها بسطوة رأس المال فآثر الخروج بحروق الحروف بدل التنعم الحرام بالسحت من الالوف , وآثر احمد سلامة - شافاه الله وعافاه - من الصحافة بربحها وتجارتها بدل انصياعها لحرفه واماراتها فهو امير الحرف بلا منازع .
واستكان الخال عبد الله العتوم لنمرة حمراء , قبل ان يستفيق ذات غدر وتواطؤ, ويغادر الوظيفة بسيارة صفراء .
وجلس عبد الوهاب زغيلات رئيساً لتحرير الرأي قبل ان يغادرها بما يشبه المؤامرة ، واظنني كنت قريباً جداً من التابعين الثلاثة الاوائل بما يؤهلني للكتابة عن تلك المرحلة .
وللتمهيد لا بد من الكتابة عن فاصلة ومفصل صحفي ظهرت فجأة قادها طبيب جنوبي النشأة ، اسمها شيحان اثارت واسست موجة الصحف الاسبوعية المؤودة , قبل ان تنهض على جوار رصيفها منارة ضخمة اسمها ” العرب اليوم ” شاطرت الرأي والدستور صناعة الاعلام اليومي وكانت ” الاسواق ” مثل شارع الجاردنز تعبير عن سوق ناشيْ بفعل العائدين من الكويت فرحلت , وانداح كادرها الى الامصار والتخوم في شارع الصحافة او اسواق الخليج الصحفية .
خرجت عن النص قليلاً او شطحت وسأعود الى بدء الحكاية ” التحريف والتعريف ” فآصل الصحافة في الاردن تعريف بالاساس ، تعريف وأكاد اغامر واقول ترويج ” لامارة وحوزة ” قادها عبد الله بن الحسين من المسجد الحسيني في عمان وضم اليها فقهاء الاقصى وعلماء التلاوة في الحرم الابراهيمي , قدمت نموذجاً في الوئام والاعتدال ، نموذج استقام مع الحسين ردحاً طويلاً وورثه ابا الحسين معززاً كريماً , فصارت الفكرة مع الجغرافيا حاصل جمع طهر هو معنى الاردن لغةً ومنهجاً ومسلكاً .
وبفعل التلكؤ والتلعثم والتأتأة من السياسيين الطازجين وفي غمرة خصخصة كل شيء فإن رأس المال في القطاع الخاص ,مد لسانه ليلعق كل شيء , فبدأ يؤسس صحافته المرئية والمسموعة والمقرؤة ، و بعض الرأسماليين الذين نهبوا الثروة وهم في مواقعهم الرسمية .. عادوا بزيهم الجديد في القطاع الخاص هم ، هم ، دون وجل او خجل للاستيلاء على كل شيء بعد ان اهلّوا انفسهم بأحكام التعايش والعولمة .
فهناك رأسمالي متحكم ومعه مجموعة من اشباهه ” ملينو ” من مال الدولة ويعودون ” بحزب ومطبعة ” مع الاعتذار لقائل الجملة والعبارة , وموجات اثير وحروف وجماهير مخدوعة يريدون جمع المال مع جاه الاعلام وهذا كله وحش فاتك , فكيف تكون الصحافة بيد سوق التجار وكانت , وبقي الاعلام الرسمي او شبه الرسمي يتيم على مائدة ليئم وهذه غاية المنتهى للوحوش الجدد .
صارت الصحافة تحمي وترّوج لكل ما هو بشع وقبيح وتعكس الصورة بكل بشاعتها فيصير الملكي جمهوري ويمشي ويضطر الاصيل لان يكون ذليلاً ليمشي .
انه قاع الاشياء المقلوبة .. تصبح قمة وصاروا , وارتدت الصحافة ثوب الاثارة والتعري وشربت القدح المأجور والقدح المخمور , وانضم الى الجوقة صحافات العلب الليلية .. موصولة بحبل سري ترضع من حلمات تمويل اجنبي وتعبث باصابعها في النحور والصدور فتصير المرأة حكاية ، والطفل حكاية والطلاق حكايا الحكايا ..
دراسات واستطلاعات ومراكز مثل دود الارض وذباب الاغوار .. لتصبح الاقليات وغرف النوم والمحاصصة والحقوق المنقوصة والعقول المعقوصة كلها عرضة لدراسات تحت باب ” إخلع نعلك انت في حضرة حقوق الانسان ”
وسط هذا الركام والسخام خرج ” الكركي ” رياض الحروب مسربلاً بالقيد وبعض الخطايا والاخطاء الى خارج السور ، بعد ان اعطى للحرية الصحفية طعماً ونكهة ، فبلغ الخوف الحناجر وتسارعت نبضات القلب هلعاً , وكان الحظ والحظوة ان رأس المال هذه المرة وطنياً بإمتياز وصاحب البنك الاهلي ظل اهلاً لاهله , وحافظ على الطعم واضاف , وبنى على الصرح مداميكاً وأناف .
وسط هذا الزحام برزت اصواتا وجدت في جدار رجائي الصلب سندا وانطلقت تحاكي الوطن بمفردة تختلف معها ولكن لا تختلف عليها , وبرز شاب اسمه فهد الخيطان على الضفة السياسية وناغمه شاب اسمه سلامة الدرعاوي على الضفة الاقتصادية فصارا كل حكاية العرب اليوم البهية .
كل ما سبق كان استحضارا للكتابة عن زملاء اربعة حفروا الصخر وانبتوا ظلالا وارفة , في زمن ما عاد فيه الحرف جمر , فقد ابتكر اولهم طريقا في الاعلام الجديد لاثبات الحضور بعد ان اصابت رتابة الصحيفة الرسمية عضلاته المهنية بالضمور , فكانت ” عمون ” حكاية سمير الحياري وكلمة السر المهنية ” للباشا ” الاكثر عرضة للهمز واللمز بالعلاقة مع الرتب والمراتب حتى صار ” الباشا ” تأطير ضمني للهمز قبل ان يعتلي منصة ” فوربس ” متوجا بالنجاح والجوائز فالف بركة ومباركة .
واخر اضلاع المربع او التالي للغالي كما تقول مباسم الجدّات الطاهرات , هو محمد التل إبن العم حسن , الذي يتفرد بأنه رئيس التحرير الوحيد الذي حفر بصمت مثل دودة القز كي يعيد حياكة حرير الدستور , ام الصحف ورائدتها , بعد ان كاد الغبار او اعتلى الغبار رسالتها وصوتها , والاهم استرداد مشاكسة قلمه المملوء بحبر حسن التل , فروحه المتوثبة مثل كلمته كسرت الابواب الموصدة في الجريدة الاعرق وفتح نوافذها للهواء وما يزال .
شبان اربعة رسموا وهجا في شارع صاحبة الجلالة , غاب اثنان منهما قسرا او قهرا او إذعان برغبة لشرط الضمير , وبقي اثنان منهم , احدهما غامر بالارادة بعد ان باعدت الحكومة بينه وبين رئاسة التحرير بسوء الادارة . وما انفك ابو سعد الدستور ممسكا بوهج الحرف , على وعد ان يعود الغائبين الى مشاطرتنا فنجان قهوتنا الصباحية .
فهد وسلامة عودا سريعا فنحن على موعد مع الفجر حتما , وقهوتنا مرّة دون سكر حروفكما .
وعلى شدة الضنك في المكتوب عن الصحافة في الاردن ، ميلادها وشهادة المنشأ الا انها محاطة منذ الولادة بطهر البعد عن التحريف والاقتراب برغبة من التعريف , وسألج من باب التعريف الى كشف التحريف الذي اصاب زميلين بنيرانه وما زال الحبل على الجرار ومن التاريخ ابدأ فهو الاحوط والاضمن فهذا حديث بوح شخصي لفترة رأيت فيها وشاهدت وسمعت .
ولعلي من القلائل المحظوظين الذين اقتربوا بوجد من التابعين او الوارثين المهنة من الجيل الذي اسس الصحافة الحديثة , فقد اقتربت عن بعد مشفوع برهبة ,من المرحوم محمود الكايد اول الطهر ومدرسته , واكرمني برسالة ما زالت معلقة على صدر بيتي ، وشرفت بالجلوس مرتين او اكثر مع المرحوم حسن التل واكتويت بلسعتين من جورج عيسى وربما اكثر ، وهذه الاسماء مع جمعة حماد ومحمود الشريف وكامل الشريف ورجا العيسى وابراهيم سكجها ، كلهم في ذمة الله والتاريخ بنت الصحافة التي نتفيأ ظلالها اليوم بعد ان اكمل جيل التابعين مسيرة تلعثمت حيناً وتلكأت احايين .
فقد اغتيلت ” آخر خبر ” باسم سكجها بسطوة رأس المال فآثر الخروج بحروق الحروف بدل التنعم الحرام بالسحت من الالوف , وآثر احمد سلامة - شافاه الله وعافاه - من الصحافة بربحها وتجارتها بدل انصياعها لحرفه واماراتها فهو امير الحرف بلا منازع .
واستكان الخال عبد الله العتوم لنمرة حمراء , قبل ان يستفيق ذات غدر وتواطؤ, ويغادر الوظيفة بسيارة صفراء .
وجلس عبد الوهاب زغيلات رئيساً لتحرير الرأي قبل ان يغادرها بما يشبه المؤامرة ، واظنني كنت قريباً جداً من التابعين الثلاثة الاوائل بما يؤهلني للكتابة عن تلك المرحلة .
وللتمهيد لا بد من الكتابة عن فاصلة ومفصل صحفي ظهرت فجأة قادها طبيب جنوبي النشأة ، اسمها شيحان اثارت واسست موجة الصحف الاسبوعية المؤودة , قبل ان تنهض على جوار رصيفها منارة ضخمة اسمها ” العرب اليوم ” شاطرت الرأي والدستور صناعة الاعلام اليومي وكانت ” الاسواق ” مثل شارع الجاردنز تعبير عن سوق ناشيْ بفعل العائدين من الكويت فرحلت , وانداح كادرها الى الامصار والتخوم في شارع الصحافة او اسواق الخليج الصحفية .
خرجت عن النص قليلاً او شطحت وسأعود الى بدء الحكاية ” التحريف والتعريف ” فآصل الصحافة في الاردن تعريف بالاساس ، تعريف وأكاد اغامر واقول ترويج ” لامارة وحوزة ” قادها عبد الله بن الحسين من المسجد الحسيني في عمان وضم اليها فقهاء الاقصى وعلماء التلاوة في الحرم الابراهيمي , قدمت نموذجاً في الوئام والاعتدال ، نموذج استقام مع الحسين ردحاً طويلاً وورثه ابا الحسين معززاً كريماً , فصارت الفكرة مع الجغرافيا حاصل جمع طهر هو معنى الاردن لغةً ومنهجاً ومسلكاً .
وبفعل التلكؤ والتلعثم والتأتأة من السياسيين الطازجين وفي غمرة خصخصة كل شيء فإن رأس المال في القطاع الخاص ,مد لسانه ليلعق كل شيء , فبدأ يؤسس صحافته المرئية والمسموعة والمقرؤة ، و بعض الرأسماليين الذين نهبوا الثروة وهم في مواقعهم الرسمية .. عادوا بزيهم الجديد في القطاع الخاص هم ، هم ، دون وجل او خجل للاستيلاء على كل شيء بعد ان اهلّوا انفسهم بأحكام التعايش والعولمة .
فهناك رأسمالي متحكم ومعه مجموعة من اشباهه ” ملينو ” من مال الدولة ويعودون ” بحزب ومطبعة ” مع الاعتذار لقائل الجملة والعبارة , وموجات اثير وحروف وجماهير مخدوعة يريدون جمع المال مع جاه الاعلام وهذا كله وحش فاتك , فكيف تكون الصحافة بيد سوق التجار وكانت , وبقي الاعلام الرسمي او شبه الرسمي يتيم على مائدة ليئم وهذه غاية المنتهى للوحوش الجدد .
صارت الصحافة تحمي وترّوج لكل ما هو بشع وقبيح وتعكس الصورة بكل بشاعتها فيصير الملكي جمهوري ويمشي ويضطر الاصيل لان يكون ذليلاً ليمشي .
انه قاع الاشياء المقلوبة .. تصبح قمة وصاروا , وارتدت الصحافة ثوب الاثارة والتعري وشربت القدح المأجور والقدح المخمور , وانضم الى الجوقة صحافات العلب الليلية .. موصولة بحبل سري ترضع من حلمات تمويل اجنبي وتعبث باصابعها في النحور والصدور فتصير المرأة حكاية ، والطفل حكاية والطلاق حكايا الحكايا ..
دراسات واستطلاعات ومراكز مثل دود الارض وذباب الاغوار .. لتصبح الاقليات وغرف النوم والمحاصصة والحقوق المنقوصة والعقول المعقوصة كلها عرضة لدراسات تحت باب ” إخلع نعلك انت في حضرة حقوق الانسان ”
وسط هذا الركام والسخام خرج ” الكركي ” رياض الحروب مسربلاً بالقيد وبعض الخطايا والاخطاء الى خارج السور ، بعد ان اعطى للحرية الصحفية طعماً ونكهة ، فبلغ الخوف الحناجر وتسارعت نبضات القلب هلعاً , وكان الحظ والحظوة ان رأس المال هذه المرة وطنياً بإمتياز وصاحب البنك الاهلي ظل اهلاً لاهله , وحافظ على الطعم واضاف , وبنى على الصرح مداميكاً وأناف .
وسط هذا الزحام برزت اصواتا وجدت في جدار رجائي الصلب سندا وانطلقت تحاكي الوطن بمفردة تختلف معها ولكن لا تختلف عليها , وبرز شاب اسمه فهد الخيطان على الضفة السياسية وناغمه شاب اسمه سلامة الدرعاوي على الضفة الاقتصادية فصارا كل حكاية العرب اليوم البهية .
كل ما سبق كان استحضارا للكتابة عن زملاء اربعة حفروا الصخر وانبتوا ظلالا وارفة , في زمن ما عاد فيه الحرف جمر , فقد ابتكر اولهم طريقا في الاعلام الجديد لاثبات الحضور بعد ان اصابت رتابة الصحيفة الرسمية عضلاته المهنية بالضمور , فكانت ” عمون ” حكاية سمير الحياري وكلمة السر المهنية ” للباشا ” الاكثر عرضة للهمز واللمز بالعلاقة مع الرتب والمراتب حتى صار ” الباشا ” تأطير ضمني للهمز قبل ان يعتلي منصة ” فوربس ” متوجا بالنجاح والجوائز فالف بركة ومباركة .
واخر اضلاع المربع او التالي للغالي كما تقول مباسم الجدّات الطاهرات , هو محمد التل إبن العم حسن , الذي يتفرد بأنه رئيس التحرير الوحيد الذي حفر بصمت مثل دودة القز كي يعيد حياكة حرير الدستور , ام الصحف ورائدتها , بعد ان كاد الغبار او اعتلى الغبار رسالتها وصوتها , والاهم استرداد مشاكسة قلمه المملوء بحبر حسن التل , فروحه المتوثبة مثل كلمته كسرت الابواب الموصدة في الجريدة الاعرق وفتح نوافذها للهواء وما يزال .
شبان اربعة رسموا وهجا في شارع صاحبة الجلالة , غاب اثنان منهما قسرا او قهرا او إذعان برغبة لشرط الضمير , وبقي اثنان منهم , احدهما غامر بالارادة بعد ان باعدت الحكومة بينه وبين رئاسة التحرير بسوء الادارة . وما انفك ابو سعد الدستور ممسكا بوهج الحرف , على وعد ان يعود الغائبين الى مشاطرتنا فنجان قهوتنا الصباحية .
فهد وسلامة عودا سريعا فنحن على موعد مع الفجر حتما , وقهوتنا مرّة دون سكر حروفكما .