قد لا نهتم كثيرا بعالم الفاكهة وخصوصا مع موسم الصيف والذي تتعدد فيه أنواع من الفاكهة والتي نتذوقها بسرعة ودون التدبر في ملكوت الله وجمالها المتمثل في اللون، الطعم والرائحة، ولعل من مباهج الحياة النظر إلى عالم الفاكهة بأسلوب متجدد من شكر الله على نعمه والاستمتاع بثمار الفاكهة لذيذة وجميلة في أوانها الطبيعي وجمعها من الشجر مباشرة.
تقدم فسيولوجيا النبات العديد من المعلومات حول طبيعة ومراحل النمو والنضج في عالم النبات والفاكهة على وجه الاهتمام والمتابعة ولعل طبيعة البيئة الزراعية التي نعيشها، يمكن لها تزويدنا بما يحلو ويطيب بالكثير من ثمار الفاكهة مثل: المشمش، الخوج، الدراق، البرقوق، الكرز، العنب، البطيخ، الشمام، تفاح، أجاص، تين، توت، صبر، وقائمة تشمل جميع الانواع والأصناف التي تنزل للسوق وتباع بحوقة من الألحان الشعبية جنبا إلى جنب مع أنواع الخضار الصيفية والتي تحتاج هي الأخرى للاهتمام والعناية وبالطبع الأكل والتذوق بشهية وحمد.
جمال عالم الزراعة بالإضافة للجانب العلمي مفيد جدا في مجالات كثيرة ومنها الجانب الصحي والنفسي والروحي، ولعل من ينظر للعنب على سبيل المثال يجد نموذجا من الجمال في ألوان أصناف العنب ومذاقها والتي تمتاز بها مدن معينة في العالم دون غيرها وتعتبر هوية وبطاقة تعريف بها.
نحتاج عند الشراء وقبل ذلك وعند القطاف والمراحل المتتابعة في موسم الصيف النظر بعمق وروية لمعنى النضج لثمار الفاكهة والتي تبدأ مثل البشر بالتلقيح والعقد وتوفر الظروف المناسبة للنمو من ضوء وماء وهواء وعناصر غذائية وعلاقة وثيقة بينها وبين المزارع، ولعلنا نشير إلى التوازن الهرموني في النبات والمخزون الكافي من الموسم السابق من درجات البرد والظلام للمرور إلى النمو من جديد والانطلاق لرحلة الحياة والعطاء على مر موسم وثمر لذيذ وجميل.
نحتاج بالفعل للتدقيق قليلا في جمال الفاكهة وبديع خلقها وتوفرها كنعم ظاهرة وباطنة تقدم كضيافة وترحاب عند الزيارات واللقاءات والمناسبات الخاصة ليكون لها ذاكرة خاصة ومميزة مثل تلك الصور التي ما تزال حاضرة في البال عندما كانت البيوت والمجالس أكثر بساطة وبركة وطيبة.
هنالك العديد من المهتمين بعالم الفاكهة ممن يقومون بالتقاط صور لها ولفت الأنظار لجمالها، وهنالك من اختصاصي التغذية من يرشدون إلى الفوائد الصحية لثمار الفاكهة وهي كثيرة ومنوعة وبعض منها تحول لمستحضرات ووصفات ينصح بها لمعالجة بعض الأعراض والنواقص.
بطبيعة الحال ثمة من يقومون بتجفيف ثمار الفاكهة عند توفرها بكثرة في موسم الصيف، ولا نزال نذكر ونتذوق تلك الثمار المجففة عقب مواسمها الطازجة ومذاقها الشهي ونحفظ تلك الذاكرة الشعبية للزبيب وقمر الدين والملبن والعديد من الأصناف المجففة الأخرى والتي ما يزال طعمها تحت الأسنان!.
فاكهة لذيذة وجميلة ولها فوائد ثمة على الصحة والحياة؛ لا بد من تناولها والاستمتاع بطعمها وحتى كما في مبادرة سابقة، تجميع بذورها والقائها في مناطق التنزه الشاسعة علها تكبر وتصبح شجرة مثمرة وتطرح فاكهة في وقت ما.
تريح الفاكهة النفس بما تحتويه من عناصر ومواد ما يزال العلم يكتشف منافعها وخصائصها، ولعل من المفيد مع تناولها العناية أكثر بالحمد والشكر وبذلك تدوم النعم، تلك في الدنيا ولعلنا نكون ممن يتذوقون فاكهة الجنة في دار الحق والمقام.
Fawazyan@hotmail.co.uk