لعنة الذكرى

لعنة الذكرى
أخبار البلد -  
اخبار البلد ـ هل من فائدة في استمرار إقامة طقوس التذكر الوطنية خصوصاً في حالات الانكسار والهزائم، أم أن نسيان أحداث ذهبت بخيرها وشرها فيه نجاة للأمم من أعباء ماضٍ لا تطيق حمله أو ليست لديها القدرة أو الرغبة في حمله؟ والتساؤل هنا عن الأمم وذاكرتها الوطنية، إذ لا ينطبق حديثي عن النسيان على الأفراد ولا أتمنى أن يؤخذ في هذا المنحى إلا لماماً.
 
أطرح هذا السؤال بمناسبة ذكرى يوم الخامس من يونيو (حزيران)، يوم هزيمة 1967. هزيمة ثلاثة جيوش عربية أمام الجيش الإسرائيلي، فهل التذكر والذكرى أمران مفيدان في الأحداث الوطنية الأليمة؟ أم أن النسيان هو الحل؟ بداية، لا يستطيع أحد الادعاء بأنه وجد حلاً لسؤال، أيهما أفضل للبشرية، استمرار إقامة طقوس التذكر الوطنية أم نسيان أحداث ذهبت بما لها وعليها؟ الذاكرة هنا هي مصدر خوف أحياناً ومصنع لهزات نفسية عميقة تجعل الأمم في حالة أقرب إلى البارانويا والتلفت حولها في كل لحظة، حتى عندما لا يكون للالتفاف ضرورة، ولكن الذاكرة المفتوحة على التأمل وزوايا النظر المختلفة ربما يكون لها فائدة في بناء الأوطان، خصوصاً في عصور ما بعد التدوين. ومع ذلك يصبح ضرورياً أن نمحص التاريخ من الأرشيف ومن التراث الشفهي ومن زوايا مختلفة بما فيها نظرة المهمشين إلى هذا التاريخ.
النسيان وليس التذكر مثلاً هو الذي جعل من الأميركيين أمة اليوم. فلو تذكروا باستمرار ما جرى في الحرب الأهلية بين الفيدراليين في الجنوب والاتحاديين في الشمال لما قامت للأمة الأميركية قائمة، ولما تسيدت أميركا العالم ولقرن من الزمان. إذاً، أليس من الأفضل ألا نتذكر هزيمة 1967 وننسى كل محاولات الفهم والدروس المستفادة؟ إذ لا دروس استفدنا منها حتى اليوم، فجوهر ما جرى كان نتيجة مجتمع تسلطي وطريقة اتخاذ القرار فيه، ومجتمع غير جاد في قراءة ما حدث بشكل أقرب إلى الموضوعية من خلال فتح الأرشيف والسماع لشهادات كل من شارك في الحرب، الجنود قبل الضباط، وبعد أكثر من نصف قرن لم نعرف ماذا جرى؟ أظن الإجابة واضحة لكل من عاش بين ظهرانينا ولكنني لست بصدد هذا هنا، ولا أريد أن أتذكر، فالذكرى لعنة ونقمة وقلما تكون نعمة في الأوطان المغلقة أو في الرؤوس المغلقة.
يوماً ما كنت ضمن الفريق الذي يدعو إلى التذكر والتفكر في لحظات الانكسار الوطنية، وكنت أظن أن قراءة التاريخ تجنبنا تكراره حسب الكليشيهات التي كانت متداولة في صباي، لكنني اليوم غير متأكد. فمثل غيري دخلت بوابة المجتمع حين الصغر والآن أقترب من الخروج من البوابة الأخرى شيخاً ولم أعرف عن مجتمعات مغلقة إلا النزر اليسير. عرفت بلداناً أخرى كثيرة وعرفت تاريخها من خلال الأرشيف الوطني والقراءات النقدية في الوثائقيات والمتاحف المرتبة من أكثر من منظور، لكنني لم أعرف ماذا جرى في وطن أنتمي إليه. فإذا كان الأمر كذلك فلماذا الإصرار على طقوس تضر ولا تنفع؟ لست من المغرمين بالذكريات المركبة تركيباً والمشوهة والتي تخدع ذاكرة الفرد وذاكرة الوطن، فالمشاركة في طقوس التكاذب أمر لا يليق بمن هم في أعمارنا.
كنت في السادسة من العمر عندما اندلعت الحرب، ومعرفتي بما جرى حينها لا تختلف عن معرفتي بها اليوم وذلك لأن الحرب جرت بعيداً وأخفى القوم عنا ما جرى ويخفونه الآن، فلماذا نحاول أن نتذكر ما كان مغشوشاً وما زال؟ إن التذكر في حالتنا لن يفيد كثيراً إلا إذا اقتربنا من الصدق في حقيقة ما جرى، فغير ذلك يسهم في تشويه ذاكرة الأشخاص والأوطان معاً.
 
شريط الأخبار ما هي أعراضه.. متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" ينتشر في 27 دولة حول العالم حرائق كبيرة واصابات مباشرة جراء الصورايخ التي أطلقتها المقاومة اللبنانية قرب مدينة حيفا فجر اليوم تحذير شديد من حالة الطقس بأول أيام الخريف وزارة الخارجية تدعو الأردنيين لعدم السفر إلى لبنان وتطلب من المتواجدين هناك المغادرة الحكومة: علينا مراجعة ملفات الاستثمار المحلي والخارجي القضية الفلسطينية بكل محاورها حاضرة في اجتماع الملك مع غوتيريش وفاة طفل غرقًا في بلدة جديتا بلواء الكورة "الوطني للمناهج": النسخة الأولى من الإصدارات تجريبية قابلة للتطوير والتعديل الأردن يدين استهداف مدرسة تؤوي نازحين جنوبي مدينة غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصا رئيس الوزراء: لن أترك أحداً دون دعم أو مساعدة لتمكينه من النجاح 6 وزراء "دولة" في حكومة حسان.. ما الهدف منهم؟ محللون وسياسيون يجيبون زخات أمطار متوقعة في هذه المناطق بالأردن الأحد الأردن يشارك بأعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التربية تمنع العقود الورقية للعاملين بالمدارس الخاصة .. وثيقة بالفيديو .. القسام تنشر مشاهد من استيلائها على آلية ومسيّرات للاحتلال خلود السقاف عملت وزارة من لا شيء واستبدالها يؤكد أن الاستثمار مجرد جائزة ترضية مبيضين يرد على منتقدي درس سميرة توفيق 60 ألف حالة زواج في الأردن خلال العام الماضي إنتخاب إياد التميمي رئيساً للجنة المالية في إتحاد شركات التأمين "الصحة اللبنانية": ارتفاع حصيلة ضحايا ضاحية بيروت الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي إلى 70 شهيدا