بحسب موقع المنتدى الاقتصادي العالمي أمس ، فقد خسرت القوى العاملة العالمية في 2020 وبسبب أزمة « كوفيد - 19» نحو ( 255 مليون ) وظيفة بدوام كامل ( وهو رقم منظمة العمل الدولية أيضا ) ، وما يقدر بنحو ( 3.7 تريليون دولار ) في الأجور ، و( 4.4%) من الناتج المحلي الاجمالي العالمي ، ما تسبب في خسائر فادحة في الارواح وسبل العيش .
هذا - بالنص - ما أورده المنتدى الاقتصادي العالمي - ونقلته « بترا « يوم أمس - بمناسبة بدء أعمال « القمة الثانية لاستعادة الوظائف « التي عقدها المنتدى الاقتصادي العالمي أمس الثلاثاء وتستمر حتى اليوم الاربعاء بمشاركة ( 1000مشارك ) من ( 108) دول - عبر الانترنت .
« القمة « وفي جلسة ستحمل عنوان « خطة استعادة الوظائف العالمية « - يتوقع أن تعقد اليوم - ستركز على الاهتمام والاستثمار في وظائف المستقبل الناشئة ، عالية الجودة ، وخلق أكبر عدد من فرص العمل .
معظم التقارير العالمية الصادرة تركز على « الوظائف بدوام كامل « لسهولة حصرها ، لكنها لا تستطيع حصر مئات الملايين من « وظائف الدوام الجزئي - بارت تايم « ومئات الملايين من وظائف « المياومة « الأكثر تضررا بسبب تداعيات جائحة كورونا ، مع ضرورة الاشارة الى أن ما خسره العالم من وظائف بدوام كامل في 2020 ، يعدّ أكثر بمعدل أربع مرات مقارنة مع فترة الأزمة المالية عام 2009!!
وبحسب « مدونات البنك الدولي « التي أطلقها حول « حصاد 2020 « ، فقد أفضت الجائحة إلى سقوط 88 مليون شخص آخر في براثن الفقر المدقع في 2020، كقراءة أولية ، متوقعا في سيناريو أسوأ ، ارتفاع الرقم إلى 115 مليوناً ، ووفقاً لأحدث نسخة من « تقرير الفقر والرخاء المشترك « ، فإن كثيراً من « الفقراء الجدد» يشتغلون على الأرجح في قطاعات الخدمات غير الرسمية، والإنشاءات، والصناعات التحويلية ، وهي القطاعات التي تأثَّر فيها النشاط الاقتصادي بشدة من جراء الإغلاقات العامة والقيود الأخرى على الحركة والانتقال.»
ارقام المنطقة العربية - وبحسب تقديرات « اسكوا « - فان العالم العربي خسر نحو ( 1.7مليون ) وظيفة في 2020 ، و( 42 مليار دولار ) من الناتج المحلي .
محليا - وبحسب المرصد العمالي الأردني التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، فقد خسر الاقتصاد الأردني خلال 2020 ما يقارب 140 ألف وظيفة، كنتيجة لتداعيات جائحة فيروس كورونا.
- وبحسب آخر بيان للبنك الدولي منذ ايام فتقديرات نسب البطالة بين الشباب الاردني بلغت نحو ( 50%) بسبب جائحة كورونا .
العالم كله مجمع على أن أكبر تداعيات جائحة كورونا طالت « الوظائف « وانعكست على معدلات البطالة والفقر ، بسبب الاغلاقات وتعطل سلاسل التوريد والانتاج ، .. والعالم اليوم يبحث عن حلول وعن تقليل للخسائر وانقاذ ما يمكن انقاذه من وظائف ، واستحداث ما يمكن وما كشفت عن اهميته « جائحة كورونا « من وظائف يجب التركيز عليها حاضرا ومستقبلا وهي تلك المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية والاتصالات وغيرها.
اردنيا ..لا بد من دق ناقوس الخطر ، وعدم الاكتفاء بمراقبة المشهد العالمي والاقليمي ، ولا بد من تعاون حقيقي بين الحكومة والقطاع الخاص ، لمساعدة القطاع الخاص على خلق وظائف تخفّف من نسب البطالة ،وتقديم مزيد من التسهيلات والحوافز الضريبية والجمركية والاستثمارية والتمويلية والحمائية للقطاع الخاص بكافة تخصصاته الصناعية والتجارية والانشائية والسياحية وكافة القطاع ، اذا أردنا حقيقة استعادة ما خسرناه من وظائف .