واليوم وبعد استيقاظ العالم على مشاهد القتل والخراب والتدمير وبعدما شهده العالم من استفاقة حقيقية للضمير الإنساني وفي ظل التطور التكنولوجي الحاصل أصبح من غير الممكن الاستمرار بتصدير ذات الرواية وبنفس الأساليب السابقة فالعالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يضج بصور الأطفال الأبرياء وأمهاتهم الذين قتلتهم القنابل الإسرائيلية، وصورة الأبراج المدنية التي تهاوت تضج بمواقع التواصل الاجتماعي وحجم الجريمة فسهولة نشر بشاعة الصور وحجم الجريمة أصبحت آداة حادة بيد كل إنسان مهما كان حجم معرفته أو مكانته العلمية فالمهم أن يكون لديه هاتف نقال يستطيع من خلاله نقل الصورة مباشرة من مكان الحدث، هذه التطورات الكبيرة هي من خلق هذه الحالة التضامنية الواسعة في مختلف انحاء العالم وهي ذاتها التي أشعلت الضوء الأحمر لدى عديد النخب الإسرائيلية التي تحدثت بوضوح عن فشل إسرائيل في نقل روايتها للعالم وكيف استطاع هذه المرة من الانتصار على جبهة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لهذا فقد اقترح مجموعة من الباحثين الإسرائيليين المرموقين تخصيص موازنة بمبلغ مليار دولار لتعزيز الرواية الإسرائيلية في العالم، وكذلك فقد انتقد عديد المحللين الإستراتجيين عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على التعامل مع الواقع الجديد وكيف فشل الناطق الإعلامي باسم الجيش في التعبير عن وجهة نظر إسرائيل أمام الإعلام العالمي ودعوا لتخصيص وحدة خاصة تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تكون مهمتها الدفاع عن إسرائيل في المحاكم الدولية.
من هنا لا يجب الإطمئنان لنجاحنا في هذه الساحة والبدء فورا بالعمل على تأطير جسم مختص فعال يأخذ على عاتقه نشر وتعزيز الرواية الفلسطينية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في وطنه وإقامة دولته وتعزيز هويته، فهذه الجبهة الهامة لا يجب تركها لإسرائيل بل علينا استنفار قوانا الذاتية ودوائر تأثيرنا بالعالم ليكون فعلنا ذا... قدر عالي من التأثير على العالم وخاصة بعض الجماعات التي ما زالت تدافع عن وجهة نظر إسرائيل