ما زالت أسباب انقطاع التیار الكھربائي الشامل عن المملكة الأردنیة یوم الجمعة 2021/5/21 غیر محددة, لكن تحدید الأسباب ضرورة استراتیجیة لتفادي تكرار الإنقطاع مجددا .
روایة وزارة الطاقة ومعھا شركة الكھرباء الوطنیة تدور حول خلل فني في خط الربط الكھربائي مع مصر وھو ما أنكرته الاخیرة .
بانتظار تقریر الشركة العالمیة التي أسندت إلیھا مھمة دراسة اسباب الانقطاع، وھو ما یثیر الاستغراب بسؤال ھل لا
.یتوفر فنیون أردنیون في الوزارة أو الشركة أو في القطاع الخاص لتنفیذ ھذه المھمة؟
علاقة كاتب ھذا العمود بالكھرباء لا تتجاوز اشعال الضوء وإطفاءه، لكن ثمة تقاریر وآراء كثیرة اطلعنا علیھا ونطرحھا ھنا على شكل تساؤلات حول حقیقة ما حدث ولا نؤیدھا كما لا نرفضھا .
ھل الدخول المفاجئ لـ 40 %من الحمل الكھربائي من الطاقة المتجددة على الشبكة الوطنیة في یوم واحد ھو سبب
تذبذب التیار الكھربائي؟, إن صح ذلك فما ھي مھمة مركز المراقبة والتحكم وأین كان الفنیون المسؤولون عن المتابعة؟
یقول أحد التقاریر أن الاحمال القصوى لیوم الجمعة خلال النھار كانت ١٩٥٠میجاوات، قبل الانقطاع، وھي الاعلى
خلال الستة اسابیع الاخیرة بینما أن الاحمال تتراوح ما بین ١٤٢٥ و ١٧٦٠ میجاوات ... وھو ما بنى علیه مركز
التحكم توقعاته بأن الحمل لن یتجاوز ھذا المعدل وما أن ارتفع بمقدار ١٩٠ میجاوات فقد موظفو مركز التحكم السیطرة
..أو ربما كانوا مشغولین بما ھو أھم.
سواء كان ما سبق ھو السبب أو إنقطاع إمدادات الغاز بموجب إتفاقیة إستیراد الغاز من إسرائیل وھو سبب إن صح فإنه یقتضي المطالبة القانونیة بالتعویض، لكن معرفة الأسباب مھم وھو ملف لا یجب أن یطوى بدراسة، وھو ما یفتح
الباب على مصراعیه حول الأسئلة المشروعة عن استراتیجیة الطاقة, فھذه ھي الثالثة التي یتم وضعھا ولما تنه سابقتھا
مدتھا ومنھا الأكثر استغرابا بوقف عطاءات الطاقة المتجددة الجدیدة وربما إلغاء أو وقف أو شراء مشاریع طاقة قائمة
.! .. وكأن الإدمان على التكلفة العالیة لشراء الطاقة المستوردة قد أصبح عصیا .
التخطیط لسنوات طویلة مقبلة غائبا حتى إن وجد فھو یتجاھل مبدأ الاعتماد على الذات والوزارة والشركة حائرتان
بالفائض وكیفیة تصریفه فلم نستفد من تجاربنا السابقة فالأردن لم یكن مستعداً للانقطاع المفاجئ للنفط العراقي، ولم
یكن مستعداً للانقطاع المفاجئ للغاز المصري أیضاً، وھو الیوم لیس مستعدا للتعامل مع فوائض الطاقة مدفوعة الكلفة من الخزینة
.!
ھل سنستفید من تجربة انقطاع الكھرباء؟.
عل وعسى