الدكتور خلف ياسين الزيود
ان وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الزمن الذي نعيش وكل هذا التطور التكنولوجي وسهولة استخدام كل وسائل الاعلام، أصبح له تأثير كبير جداً في واقع الشعوب وخاصة الشباب، فقد ساعدت تكنولوجيا المعلومات والاتصال الرقمي على فتح سبل التواصل بين الشعوب وتجاوز كل الحدود واستطاعت شبكات التواصل الاجتماعي ابراز الاحداث الجارية في العالم بصورة أكثر تفاعلية من الاذاعة والتلفزيون وغيرها من الوسائل الاعلامية.
وحيث أن الشباب هم الذين يشكلون القوة الايجابية في التنمية، الا انهم ايضاً في كثير من الدول أصبحوا قادة رأي ويملكون ادوات ضغط يحسب حسابها ولا يمكن تجاهلها، وهي قاعدة تتوسع وتكبر وتأخذ دوراً في الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها، فصار طموح هذه الفئة من الشباب وطاقتها الحيوية، والأهم الشراكة والتشابه في الظروف تمثل وقوداً للتغيير.
وما نراه اليوم من أحداث تاريخية على ارض الواقع تكون كالصواعق احياناً، هي نتاج تراكمات وظروف وسلوكيات لم تعي الدول وحكامها وسلطاتها انها قد تصل الى هذا الحد وهذه القوة من تسلم زمام صناعة الاحداث والتحكم بتغيير المسار والاتجاه من قبل الاجيال الجديدة، وحتى لو لم تكن تمتلك أي موارد أو وسائل مادية، الا انها تمتلك الحكمة والارادة الصادقة والثبات والايمان بعدالة طموحه وحقوقه.
وحيث أن الاخلاقية الوطنية والدولية لم تعد محسوسة في هذا الزمن والتي تبدلت بالمصالح والتشابك، فأصبحت الاجيال الجديدة تبحث وتؤسس لمصالحها وتتجاهل كل من ينصب نفسه وصياً عليها، وخصوصاً انها لم ترى من هذا الوصي الا سوء الحال والاحوال ولم تعد تثق به مطلقاً.
لذلك فان بناء عناصر القوة واستلام زمام المبادرة تصبح ممكنة في حال وجود الارادة والايمان والتركيز على تحقيق الهدف مهما كانت المصاعب والمعيقات، وهذه الارادة الحقيقية التي تعطي الحدود بين الحلم والحقيقة، وهي الإرادة والقدرة على التحدي التي تعني بالنهاية أفعال عملية تنفذ على أرض الواقع. ان الشواهد اليوم واضحة على أن الاجيال تستطيع تحقيق أهدافها بدون إطار دولة أو حكومات، ولكنها أجيالاً مثل الجيل الفلسطيني استلهمت واستفادت من حركة التحول بالتاريخ، فصنعت تغييراً فعلياً واعتقد أن استراتيجية جديدة من صنع الاجيال الجديدة نراها اليوم وغيرت معها رؤية الشعوب، ومهما حاولت القوى الاخرى الادعاء بأن لا شيء تغير الا أن تغييراً قد حدث فعلا.