دوما كانت الجماهير الفلسطينية هي طليعة الكفاح والعمل الوطني وصاحبة المبادرة الثورية والقرار الوطني في الميدان لأنها تؤمن بحتمية الانتصار والأكثر استعدادا للتضحية وخاصة في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية ويجب هنا توحيد كل الامكانيات الوطنية والتناغم بالفعل النضالي وتنظيم الصفوف في معركة التصدي والمواجهة لهذا الاحتلال وقطعان المستوطنين وقطع الطريق أمام تجار الفتن والمشككين المتربصين بالمشروع الوطني الفلسطيني .
الجماهير الفلسطينية تصنع الثورة وتواصل العطاء الوطني في كل المواقع النضالية وتتحرك دعما وإسنادا لأبناء مدينة القدس المحتلة حيث تتصدي لانتهاكات سلطات الاحتلال المستمرة بحق المسجد الأقصى المبارك وما يتعرض له ابناء شعبنا من تهجير قسري بحي الشيخ جراح ورفضا للمؤامرة التي تحاك ضد القيادة التاريخية للنيل من ارادة الشعب الفلسطيني الحر وإصراره على نيل حقوقه .
وتواصل حكومة اليمين العنصري لدي الاحتلال ارتكاب الجرائم المنافية لكل القوانين الدولية وتتمادى في البطش والعدوان بالرغم من التوصل الي اتفاق التهدئة في قطاع غزة ومهما تواصلت وفعلت فأنها لا يمكنها سرقة او تزوير التاريخ الذي يمتد للأكثر من مائة عام من الصراع حيث أثبت الشعب الفلسطيني حقيقة واحدة أن إرادته وعزيمته لن تنكسر ومقاومته الوطنية المشروعة لن تتوقف قبل دحر الاحتلال بكل أشكاله وتحقيق أهدافه بالعودة والحرية والاستقلال الوطني .
مواصلة المداهمات للمسجد الاقصى تشكل انتهاكا قانونيا واضحا وتتعارض مع القواعد القانونية العالمية ومما لا شك فيه أن هذا الهجوم هو جزء من مخطط تهويد المسجد الأقصى وازدراء صارخ بهدف استفزاز العالم الإسلامي وان تلك الهجمات التي شنتها شرطة الاحتلال أثناء تأدية المصلين لعبادتهم بالمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين تنتهك القانون الدولي ويأتي استخدام القوة وممارسات الاحتلال العسكري والتي هي جزء لا يتجزأ من الممارسات الإسرائيلية الممنهجة من اجل تغيير هوية القدس وتقسيم المسجد الأقصى وتغير الواقع القائم .
ما يجري في القدس واقتحام المسجد الأقصى وما خلفه من إصابات واعتداءات بحق المصلين هي رسالة لكل فلسطيني وعربي ان الخطر الذي يمثله هذا الاحتلال هو خطر وجودي على القدس في محاولة للاستيلاء عليه خدمة للأهداف الاستعمار الاستيطاني ويأتي ضمن حرب الاحتلال وأجهزه مخابراته التي ترتكب جريمة التطهير العرقي في حي الشيخ جراح وبلدة سلوان وكل أحياء القدس .
لقد شكل الموقف الوطني وصمود ابناء الشعب الفلسطيني امام هذا العدوان خطوات مهمة نحو فضح المخطط التآمري على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وثوابته الوطنية ولكل المتآمرين وأصحاب الاجندات الخاصة في استهداف المشروع الوطني كما شكل ضربة أخرى لأوهام بنيامين نتنياهو وتكتله العنصري النازي المتطرف وافشل سياسة تهويد القدس وأوهام ما يسمى بمشروع صفقة القرن الامريكية ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية التي يسعون الى فرضها على ارض الواقع ضمن تكريس الهيمنة وسرق الارض والحقوق الفلسطينية .
الجهد والعمل النضالي وتفعيل الانتفاضة الشعبية في وجه الاحتلال يجب ان يتواصل في كل المواقع والتصدي لهذا العدوان هو الاساس في هذه المعركة المصيرية التي يجب ان تستمر وأن تتوحد الجهود الوطنية الفلسطينية داخل الوطن وخارجه ويتم تجسيد الوحدة وعدم الالتفات للبعض ممن يتاجرون بالوطن تجار كل المراحل الذين باتوا يتساوقون مع الاحتلال ومشاريعه التآمرية ويخوضون عبر الصحافة الصفراء حملات الوهم والتشكيك التي تستهدف افشال الانتفاضة والقضاء على اي جهود وطنية خدمة لمصالح الاحتلال .