حركة دوران التاريخ تتجدد باستمرار، وما تقوم به المقاومة الفلسطينية هي جزء من هذه الحركه لإعادة الكرامة التي ضاعت والكبرياء الذي اندثر في أورقه النذاله العربية.
سواء اتفقنا على تحقيق النصر او اختلفنا يجب أن نعترف بأنجاز ما تقوم به المقاومة بفرضها واقعا جديدا على الساحة الفلسطينية والعربيه في بناء الكبرياء وتعزيز ثقة الشعوب بأنها قادره على تغير الواقع للافضل وكشف كذبة الجيش الذي لا يقهر وانقشاع حقيقية حرب الأيام السته ضد هذا الكيان، والتي ضاعت بين النكبه والنكسه!!!.
لقد أدركت المقاومه ان حالة الرد على ما تمارسه دولة الكيان في الانتهاك والسيطره واستباح الأرض والكرامه يجب ان يجابهه أفعال قويه يشاهدها العالم اجمع، وبأن هناك شعب يبحث عن حقوقه المسلوبه في بناء دولته، فالقصف يقابله قصف والفعل يقابله ردة فعل!!
لم تكن إسرائيل ومن يدور بفلكها من العربان والامريكان ان يتوقعوا أن عرب الداخل (1948) ينتصرون لأشقائهم في المحافظة على الأرض والمقدسات والهوية.
وكان هذا المفاجأه الكبرى لهم،
فالمعادله قد تغيرت، وما زرعته إسرائيل من عملاء على الأرض العربية قد انتهت مدة صلاحيته، والمرجعيه أصبحت للمقاومه التي تفرض نفسها على طاولة المفاوضات، فالانتهاك والتمييز العنصري والطائفي تجاه هؤلاء على اعتبار أنهم مواطنين من الدرجه العاشره قد أصبح في الخلف، وما زرعته إسرائيل في خلق فجوه في المعادله السكانيه وانتفاء العداله والمساواة والبحث عن هوية الدوله العنصرية واعتبار اليهود شعب الله المختار المميز عن باقي البشر ستختفي وتتلاشى في حركة دوران التاريخ.
ومن هنا نجد حالة التطور في المنظومه القتاليه والعسكريه والياتها قد بدأت تخلق نوعا من النديه رغم بساطتها وتأتي أكلها لتحقيق الحلم العربي الفلسطيني بأن هناك شعب متضهد وأرض مسلوبه وحقوق ضائعة،
الصدمه التي واجهت إسرائيل ومن يدور بفلكها من الأعداء وبمن فيهم بعض قادة العرب يقابله شعوب صادقه شريفه تلحق بالحاله الفلسطينيه لتحقيق الأهداف المشرفه التي خذلتها بها قادتها في الحروب السابقة، وبما فيهم القياده الفلسطينيه التي تحولت بالريموت من حركه ثوريه إلى حركه سياسيه، وحسب مقتضيات المصلحه الشخصية لتلك الزعامات، وصورت لنا الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يقهر.
وعند هذا التصور ارتاءت تلك الزعامات والقيادات ان تحافظ على مشروعية وجودها من خلال إظهار القوة المطلقه لإسرائيل وابرازها على أنها القوى والأكثر تسليحا بالمنطقه والعرب والمسلمين هم الاضعف والاهمل ضمن هذه المعادله، وبهذا تستمر هذه القيادات على مقاليد الحكم بدون اية شعبيه داخليه وتحكم بالحديد والنار وبغياب أدنى حقوق الديمقراطية والانسانيه للمواطن وبقائها مرهون بالهيمنه الإسرائيليه على فلسطين والمنطقة على حساب مصالح الأمه.
من هنا والعودة إلى التاريخ فأن العماله والخيانه وحالة الخضوع قد بدأت مع انهيار الإمبراطورية العثمانيه وتقسيم المنطقه بين الانجليز والفرنسيين وتعين زعامات عميله اجندتها إنشاء دولة الكيان والمحافظة عليها على حساب الشعب الفلسطيني.
والمتتبع في هذه المرحلة لمواقف الدول العربية نجد انها جاءت إرضاءا للولايات المتحدة الأمريكية ونفاقا لإسرائيل كون ذلك مرتبط بصورة او بأخرى بشرعيه تلك الأنظمة في البقاء على كراسي الحكم وفي الدفاع عن إسرائيل و وجودها وبقائها، وهو بالتأكيد دفاعا عن تلك الانظمه لإستمرارها في ظل مقايضة العماله بالبقاء،
وعلى ضوء مقارعة المقاومة الفلسطينية للكيان، يتبادر إلى الذهن: أين هي الأسلحة العربيه وجيوشها المقاتله التي تتجاوز كلفتها ١٥٠ مليار دولار!!! والسؤال الأكثر اهميه لحماية تلك الدول ممن!! وضد من!! ٠
وبالمقابل نجد صواريخ المقاومة المصنوعه بادوات بسيطه وبكلف ماليه قليله قد حطمت أسطورة الجيوش العربية التي وجدت للأستعراض والمراسم والأعياد ومقاتلة الاخوة وتدمير الامه والأهم انها احدى الأدوات القتاليه للامريكان في قمع اية حالة تحرر في عالمنا العربي او العالم اجمع وفي زعزعة استقرار اية دوله تقف في مواجهه مع الصهاينه والشواهد على ذلك واضحة بسوريا العروبه واليمن السعيد والشقيقه ليبيا والحبل على الجرار.
وما يدل على المواقف العربيه المخزيه والتي تميزت بالاستجداء ورفع العتب كأية دولة في أقصى العالم لا يعنيها ما يحدث في منطقتنا الا من باب تسجيل المواقف الباهته نشاهده اليوم على الساحه العربيه،
آن أكثر ما يثير الضحك والسخريه لشعوب المنطقة ان تذهب تلك الزعامات العربية إلى الأمريكان وهي تعلم مسبقا من خلال تصريحات القياده في واشنطن بترديدهم حق اسرائيل بالدفاع عن النفس وتجاهلها حق الفلسطينين في الدفاع عن النفس أيضا!!
أليس هذا الموقف الأمريكي واضح وصريح وثابت اتجاه القضيه!!
لماذا مضيعة الوقت والذهاب اذن؟؟
نذكر في عام ٢٠٠٧ طالب العرب الصهاينه بالقضاء على حزب الله لانفراده بالحرب مع الكيان والإصرار على تشويه صورته.
ونذكر أيضا عام ٢٠١٤ نفس هؤلاء طالبوا الكيان بالاسراع بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وبشكل سريع خوفا من انفجار الشارع العربي في وجوههم اذا طال أمد تلك العمليات العسكريه الصهيونيه!!
اذن هكذا تتم معاملة كل من يقارع إسرائيل!!!
وبالعوده إلى ما قبل ذلك عام ١٩٧١ طرح وصفي التل خطة تفعيل اربع جبهات لاسترداد الأرض من الكيان وهي الجبهه المصريه والسوريه والأردنيه واضاف لها الجبهه الرابعه هي جبهة الداخل الفلسطيني وبعد هذا الطرح بساعتين تم اغتياله في فندق شيراتون القاهره لان تثوير الجبهه الرابعه مرعبا لاعداء فلسطين، والان نامت الجبهات الثلاثه وتحركت الجبهه الرابعه وهي الأهم.
ان التطبيع المجاني للدول العربية التي تبحث عن مشروعيتها هو أساس التمادي الاسرائيلي على الأرض والأنسان، والقيادات العربية تدرك أن التطبيع مع إسرائيل لم يقدم لهذه الدول الا الفقر والخنوع والجوع والشواهد على ذلك في مصر والأردن والقيادة الفلسطينية واضحة للعيان ومراقبة الدول التي طبعت حديثا ماذا سيحل بها والتي ستسير على نفس النهج من الاذلال٠
قد احدثت الحاله الفلسطينية الاخيره هوة كبيره بين الشعوب العربية وقياداتها في التصدي للعدوان الأثم خاصه اذا علمنا ان أجندات الشعوب العربية في هذه القضية وتحرير فلسطين تختلف عن أجندات قياداتها الباحثه عن مشروعية وجودها وبقائها لكن في المحصله من يفرض نفسه ووجوده على أرض الواقع هو من يستطيع أن يحسن شروطه ومكتسباته على طاولة المفاوضات وليس العكس وقادم الايام يثبت ذلك.