في الذكرى 73 للنكبة ، نستطيع ان نجزم بفشل المشروع الصهيوني .. على امتداد 73 عاما من التقتيل والتشريد والنفي والحصار والتمييز العنصري ، وارتكاب اكثر من 50 مجزرة ،كما يقول المؤرخ الفلسطيني سلمان ابو ستة..كل ذلك واكثر منه لم يؤد الى اقامة المشروع الصهيوني الاستيطاني الكولونيالي .. كما تمنى «هرتزل» نبي الصهيونية..
المشهد الفلسطيني من الناقورة وحى رفح .. ومن البحر حتى النهر .. يؤكد هذه الحقيقة .. ويؤكد ان الصراع مع العدو لم ينته .. ولن ينتهي.. وهو الان وصواريخ المقاومة تغطي كل الجغرافيا الفلسطينية يبلغ مداه.. وسيستمر الى ان يخرج اخر صهيوني حاملا حقيبته على ظهره مهرولا الى شواطىء يافا وحيفا وعكا واسدود وعسقلان ، باحثا عن زورق نجاة تقله الى حيث قدم اباه واجداده من بولندا او روسيا او لندن او باريس ..الخ .
في الذكرى 73 لنكبة فلسطين تطغى سمات التفاؤل على وجوه كل الفلسطينين المنتشرين في مشارق الرض ومغاربها ..»14» مليونا.. وترتفع نبرة الاعتزاز والكبرياء « ارفع رأسك فانت فلسطيني «..!!
كيف لا.. وقد استطاع شعب محتل ..محاصر .. مقطع الاوصال .. ان ينتصر على اكبر عدو استئصالي فاشي عرفته البشرية .. مدجج باحدث الاسلحة . ومدعوم باكبر امبراطورية عدوانية عرفها التاريخ .. الامبراطورية الاميركية.
المرابطون في القدس والاقصى صنعوا المعجزة .. واكدوا تضحية وثباتا وصمودا .. انهم فعلا شعب الجبارين ، الذي تصدى وانتصر عبر التاريخ على «27» قوما ، تجرؤوا.. واعتدوا على فلسطين.. بدءا من الهكسوس.. وحتى الصهاينة المجرمين .. وانهم فعلا هم المرابطون الذين عناهم رسولنا الكريم في حديثه الشريف ....»مرابطون ببيت المقدس واكناف بيت المقدس لا يضرهم من عداهم .. وشهيدهم بسبعين شهيدا..»»
ذكرى النكبة هذ العام تزامن مع انتصر المرابطين في الاقصى والقدس .. مع صواريخ المقاومة وهي تدك حصون البغي والعدوان في كل الجغرافيا الفلسطيني وتجبر الافاعي وابناء الافاعي الهروب الى جحورها وتتزامن ايضا مع ثورة اهلنا في الداخل .. وتعطي كلها المشروع الصهيوني شهادة وفاته ..
ان ثورة اهلنا في الجليل والنقب والمثلث واللد والرملة ويافا وعكا وحيفا .. هي بمثابة الزلزال الذي فاجأ العدو ..وهز اركانه .. وذكر اللصوص ، بان اصحاب هذه الارض لم يموتوا .. صامدين .. ايديهم على الزناد .. ليعيدوا الوطن السليب الى اهله .. ويعيدوا لحيفا ويافا واللد والرمله والناصرة وام الفحم وكفركنا والنقب .. ولكل الجغرافيا الفلسطينية وجهها الجميل بعد ما شوهه مجانين ومجاذيب بني صهيون الاوغاد..
مؤمنون بان هذه الارض.. وهذا الوطن .. وهذه القدس .. لم تكن الا عربية وستبقى عربية حتى يرث الله الارض ومن عليها..
وموقنون بان شعبنا العربي الفلسطيني .. هو حقا شعب الجبارين .. كما تشهد وقائع التاريخ .. وملاحم البطولة .. وهو شعب يستحق الحياة .. لانها يحب وطنه حبا لا مثيل له .. وقد حول الشهادة الى امنية ، لكل فلسطيني ولكل عربي ومسلم . وحول التراب الفلسطيني ، الى اغلى واقدس تراب في الدنيا لانه مجبول بدم الشهداء الطاهر .. وها هم الان وفي هذه الساعات يطلون علينا من عليين ، وقد اقترب فجر النصر وساعة الخلاص من الصهاينة الد اعداء الامة..
لقد دقت اجراس العودة .. وبدأ العد التنازلي لنهاية دولة الاحتلال .. واقامة دولة الحق في ارض الحق في ارض الرسالات ..
«انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا» صد الله العظيم
المجد لشعب يصنع المعجزات ..
ويكتب التاريخ المجيد من جديد...