دولة رئيس الوزراء الاكرم ...
ان كان ما يذاع صحيح حول كوتة التعيينات للنواب في دائرة الاثار العامة فان ذلك اصبح مثيرا للاستفهام والاستغراب والجدل ... اذ لا يعقل ان يتكرر الوقوع في نفس الخطأ وفي غضون ايام كما هو في موضوع الكوبونات وما أثار من جدل واسع .... هل لا يوجد من يقرأ الاحداث ويقدم لدولتكم النصح ...هل اصبح من الطبيعي تجاوز ما يثار وعلى مستوى الوطن دون اي نوع من الاهتمام .
دولتك ان مثل هذة الاحداث والوقائع تزيد من السخط الشعبي والذي هو ليس بالغائب عنكم وتوسع الهوة في الثقة ما بين حكومتكم واجهزتها المختلفة والمواطن والتي هي في اسوأ احوالها وان كنتم لستم انتم الوحيدون في تحمل مسؤولية ذلك وقد ابديتم كل اهتمام بردم هذة الهوة والفجوة واعادة رسم الثقة المتبادلة بين جميع الاطراف حيث ان مثل هذة التصرفات ان صحت ستنسف ان بقي من الثقة شيء وسينسف ما تحدثتم به لاكثر من مرة وتحت القبة وسيصبح الحديث عنه محض هراء ولا يسمن ولا يغني من جوع وهذا سيترتب عليه الكثير من الصعوبات والتحديات في كيفية اقناع المواطن الاردني بجدية طرح الحكومة لقضايا وقوانيين الاصلاح وجديتها في محاربة الفساد والترهل الاداري والمالي وجدية ومقدرة الحكومة في تلبية وترجمة التوجيهات الملكية بهذا الخصوص .
دولتك يدرك كما ندرك جميعا اننا بحاجة الى ما يعزز ويجمع ولا يفرق وان ظروفنا لا ينقصها الاستهتار والاستخفاف والامبالاة في اتخاذ اي قرار ويعلم دولتك كما نعلم اننا بحاجة الى جبهة داخلية صلبة متماسكة تعزز مواقفنا السياسية وتقف خلف جلالة الملك في كل قراراته المصيرية تجاه التحديات الداخلية والخارجية فهل ما تم ويتم يساعدنا في الوصول الى ذلك وتحقيقه .
دولتك هكذا قرارات كانت في عهد الحكومات السابقة تجدي نفعا ولا تسبب ولا تثير الشارع لان الظروف في مجملها اختلفت سواء الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية والاهم المعيشية وكذلك الثورة الغير مسبوقة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيره الكبير في توجيه الميزاج العام الشعبي كذلك سهولة الوصول الى المعلومة وحقيقتها ومن مصادرها تبرعا سخيا يقصد منه ما يقصد .
اما في عهد حكومتك الموقرة فانك الادرى والاعلم بما نحن عليه وانك لست في حاجة الى مزيد من الارباك ومزيدا من الضغوط الشعبية والمجتمعية وقبل هذا وذاك هي امانة المسؤولية والتي لا اشك في انك حريصا عليها كل الحرص وحريص على تأديتها على اكمل وجه وكذلك حرصك على ان تترك ارثا وتاريخا ناصعا يذكرك به الاردنيون مستقبلا .