رأفة بالطلبة الغـشاشين يا مراقبين !!
مقال ساخر بقلم : عبدالله شيخ الشباب
مع اقتراب موعد إجراء مراسم امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية ؛ قرأت قبل أيام قليلة خبرا مفاده : أنه سيتم اللجوء الى تفتيش الطلاب يدويا تفتيشا دقيقا ؛ وخاصة طلاب التوجيهي قبل دخولهم قاعات الإمتحانات .
الأمر الذي أزعجني جدا ، وجعلني أضطر وأقوم بكتابة هذا المقال ؛ لعل وعسى أستطيع من خلاله جعل المعنيين به يتداركون مساويء تطبيق هذا القرار ، ولعلي أقدر على ثنيهم عنه قبل اقراره ، ولعلي أستطيع النجاح في تنبيههم لسلبياته للحيلولة دون تنفيذه ، وخاصة لأن اقراره واعتماده سيضر ضررا بالغا بشريحة كبيرة من أخواننا وأخواتنا الطلبة من الذين تعودوا على أن يكون نجاحهم دائما معتمدا على الغش في الإمتحانات .
فأنا بكل صراحة لا أخفيكم سرا حينما أقول لكم : بأنني متعاطف جدا مع جميع الطلبة ، وأحس بآلامهم وأشعر بأوجاعهم وأشفق عليهم جدا كلما نظرت اليهم ؛ سواء كانوا بنين أو بنات ؛ وسواء كانوا متفوقين أو كسلانين ؛ وسواء كانوا شاطرين أو حتى هاملين ، وهذا هو ما يجعلني بكل صدق أسأل و أتساءل :
الى متى ستظل هناك أزمة ثقة بين الطلاب وبين القائمين على أمور هذه الإمتحانات ؟؟!! و الى متى ستظلون تقومون بتخوينهم والتشكيك فيهم وتقومون بمحاربتهم واعلان الحرب عليهم ؟؟ و الى متى سيظل طلاب التوجيهي تحديدا يعانون من كل أشكال هذا التعسف والقهر والظلم المبرمج والغير مبرر منكم ضدهم ؟؟ ؛ وكأنهم لاسمح الله مجرمين أو قطاعي طرق أو لصوص أو حرامية أو صعاليك أو حيتان ؟؟؟
إن الإقدام يا مراقبين على تفتيش الطالب المتقدم لإمتحان الثانوية العامة قبل دخوله قاعة الإمتحان ، أعتبره في رأيي الشخصي تصرفا غير لائق أبدا ، ولايجوز فعله أبدا في هذا العصر ؛ عصر الغش والفساد والإفساد ؛ مهما كانت الذرائع حتى لو كان هذا الطالب غشاشا بالفعل !!!
لأن القيام بتفتيشه فيه امتهان صريح لكرامته ، وفيه تخوين له ، وفيه إهانة كبيرة لشخصه وتشكيك أكيد بأمانته ، وفيه اعتداء صارخ على حريته الشخصية ، وفيه إضاعة لوقته الثمين الذي قضاه هذا المسكين هدرا في كتابة وتجهيز وإعداد كل هذه البراشيم ، وفيه اهدار للمال الكثير الذي أنفقه في شراء مايلزمه من مختلف وسائل الغش التي يعتقد أنها ستساعده على النجاح ، والتي يظن أنها ستمكنه من اجتياز عقبة الإختبارات بسلام وأمان واطمئنان .
إن كشف الطالب الغشاش ، ومصادرة براشيمه ، وضبط وسائل الغش التي تكون بحوزته لحظة القبض عليه متلبسا بها ؛ فيه افشال لجميع خططه ، وفيه فضح سافر لجميع مخططاته ، وفيه تحطيم لكل أحلامه ، وفيه تدمير لكامل مستقبله ، ويلحق به أشد الضرر نفسيا ومعنويا وجسديا ، ويتسبب في إحداث ضغط هائل على منظومة أعصابه ؛ ويعمل على كهربتة ، وتسميم بدنه ، وتعطيل أجهزة جسمه الداخلية ؛ ورفع ضغطه ، وتعريضه لمخاطر داء السكري ، مما سيعقده مستقبلا ، ويجعله ناقما طوال عمره على كل من اشترك في عملية كشف أمره ؛ وهذه أمور بمجملها وبلا أدنى شك ؛ فإنها من المحتمل جدا أن تجعله يستنكف عن الإلتحاق بالجامعة ، لاسيما أن طلاب التوجيهي اليوم هم ورود وأزهار ورياحين الجامعات غدا ، وهم رجال ونساء المستقبل بعد غد حتى لو كانوا غشاشين .
لذا ، فكل الرجاء من كافة الأساتذة الكرام المعنيين بأمور المراقبة في قاعات الإمتحانات ؛ بعدم التعرض لأي طالب غشاش ، وعدم احراجه نهائيا بأي شكل من الأشكال ، مهما كانت الأسباب .
بل عليكم السماح له بالغش كيفما يريد ومتى يريد ، و عليكم الحذر وكل الحذر من الإقتراب منه أو المرور من جانبه أو حتى النظر اليه ولو من بعيد . وذلك لكي لاتكونوا سببا في تقييد حريته ، أو اقلاق راحته ، أو ازعاجه ، أو مضايقته ، أو تعكير صفو مزاجه العام .
أي أن كل ماهو مطلوب منكم الآن عمله وبكل بساطة هو : غض البصر عنه ، والتجاهل تماما بأنه يغش !! إذ أنه كم يكون جميلا منكم مساعدته و مد يد العون له بتسهيل مهمته في الغش ، وكم يكون جميلا أكثر إذا جلستم مكانه وقمتم بحل بعض الأسئلة الغامضة عليه إذا اقتضى الأمر هذا وكان بالإمكان عمل ذلك وخاصة إذا شعرتم في أية لحظة بأنه مزنوق في سؤال ما !!
إذ يكفي الطالب الغشاش يا مراقبين ؛ مايعانيه من صراعات نفسية مع نفسه ، ويكفيه مايتعرض له هذا المسكين من ضغوطات داخلية من أهله وضغوطات خارجية من المجتمع ؛ والتي لايعلم بمكنونها سوى الله وحده ، وخاصة إذا علمتم أنها كلها تطلب منه الحصول على أعلى معدل ممكن في نتائج الثانوية العامة.
وخلاصة القول : إن تفتيشكم لأي طالب غشاش يعتبر سبق اصرار وترصد مسبق منكم على قتل أحلامه ، ووأد آماله ، وتخريب بيته وتخريب بيت أهله معه أيضا ؟؟ وبصراحة أ كثر أقول : أنكم بمصادرتكم لأسلحة دمار الغش الشامل التي يتم ضبطها معه ؛ فإنكم تحرقون دمه ، وتثيرون أعصابه ، وتقتلون طموحه ، وتضيعون مستقبله ، وتدمرون حياته وتقضون عليه قضاء مبرما !!! وهذا طبعا حرام ولايجوز !! فقطع الأعناق ولا مصادرة الأوراق يامراقبين !!
وختاما وبعد سرد كل هذه المبررات والتوضيحات ، فإني كلي أمل ورجاء بأن يتفهم المعنيون منكم ؛ جميع ماذكرته أعلاه ؛ وتقوموا بتقدير الوضع النفسي السيء الذي يكون عليه جميع الطلبة الغشاشين ،
مذكرا اياكم جميعا ؛ بأن الرأفة بهؤلاء الطلبة المساكين ، والشفقة على حالهم ، والتعاطف معهم ، وتفهم ظروفهم ، ومعرفة سبب اقدامهم على الغش ؛ هو أجمل هدية منكم لهم ، وهو أقل معروف يمكن لكم أن تقدموه اليهم ، لأنه و كما تعلمون : " عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان " . والله الموفـق والمستعان .
عبدالله شيخ الشباب
ـ طالب مدرسة ـ توجيهي
abdullah1600@hotmail.com
مقال ساخر بقلم : عبدالله شيخ الشباب
مع اقتراب موعد إجراء مراسم امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية ؛ قرأت قبل أيام قليلة خبرا مفاده : أنه سيتم اللجوء الى تفتيش الطلاب يدويا تفتيشا دقيقا ؛ وخاصة طلاب التوجيهي قبل دخولهم قاعات الإمتحانات .
الأمر الذي أزعجني جدا ، وجعلني أضطر وأقوم بكتابة هذا المقال ؛ لعل وعسى أستطيع من خلاله جعل المعنيين به يتداركون مساويء تطبيق هذا القرار ، ولعلي أقدر على ثنيهم عنه قبل اقراره ، ولعلي أستطيع النجاح في تنبيههم لسلبياته للحيلولة دون تنفيذه ، وخاصة لأن اقراره واعتماده سيضر ضررا بالغا بشريحة كبيرة من أخواننا وأخواتنا الطلبة من الذين تعودوا على أن يكون نجاحهم دائما معتمدا على الغش في الإمتحانات .
فأنا بكل صراحة لا أخفيكم سرا حينما أقول لكم : بأنني متعاطف جدا مع جميع الطلبة ، وأحس بآلامهم وأشعر بأوجاعهم وأشفق عليهم جدا كلما نظرت اليهم ؛ سواء كانوا بنين أو بنات ؛ وسواء كانوا متفوقين أو كسلانين ؛ وسواء كانوا شاطرين أو حتى هاملين ، وهذا هو ما يجعلني بكل صدق أسأل و أتساءل :
الى متى ستظل هناك أزمة ثقة بين الطلاب وبين القائمين على أمور هذه الإمتحانات ؟؟!! و الى متى ستظلون تقومون بتخوينهم والتشكيك فيهم وتقومون بمحاربتهم واعلان الحرب عليهم ؟؟ و الى متى سيظل طلاب التوجيهي تحديدا يعانون من كل أشكال هذا التعسف والقهر والظلم المبرمج والغير مبرر منكم ضدهم ؟؟ ؛ وكأنهم لاسمح الله مجرمين أو قطاعي طرق أو لصوص أو حرامية أو صعاليك أو حيتان ؟؟؟
إن الإقدام يا مراقبين على تفتيش الطالب المتقدم لإمتحان الثانوية العامة قبل دخوله قاعة الإمتحان ، أعتبره في رأيي الشخصي تصرفا غير لائق أبدا ، ولايجوز فعله أبدا في هذا العصر ؛ عصر الغش والفساد والإفساد ؛ مهما كانت الذرائع حتى لو كان هذا الطالب غشاشا بالفعل !!!
لأن القيام بتفتيشه فيه امتهان صريح لكرامته ، وفيه تخوين له ، وفيه إهانة كبيرة لشخصه وتشكيك أكيد بأمانته ، وفيه اعتداء صارخ على حريته الشخصية ، وفيه إضاعة لوقته الثمين الذي قضاه هذا المسكين هدرا في كتابة وتجهيز وإعداد كل هذه البراشيم ، وفيه اهدار للمال الكثير الذي أنفقه في شراء مايلزمه من مختلف وسائل الغش التي يعتقد أنها ستساعده على النجاح ، والتي يظن أنها ستمكنه من اجتياز عقبة الإختبارات بسلام وأمان واطمئنان .
إن كشف الطالب الغشاش ، ومصادرة براشيمه ، وضبط وسائل الغش التي تكون بحوزته لحظة القبض عليه متلبسا بها ؛ فيه افشال لجميع خططه ، وفيه فضح سافر لجميع مخططاته ، وفيه تحطيم لكل أحلامه ، وفيه تدمير لكامل مستقبله ، ويلحق به أشد الضرر نفسيا ومعنويا وجسديا ، ويتسبب في إحداث ضغط هائل على منظومة أعصابه ؛ ويعمل على كهربتة ، وتسميم بدنه ، وتعطيل أجهزة جسمه الداخلية ؛ ورفع ضغطه ، وتعريضه لمخاطر داء السكري ، مما سيعقده مستقبلا ، ويجعله ناقما طوال عمره على كل من اشترك في عملية كشف أمره ؛ وهذه أمور بمجملها وبلا أدنى شك ؛ فإنها من المحتمل جدا أن تجعله يستنكف عن الإلتحاق بالجامعة ، لاسيما أن طلاب التوجيهي اليوم هم ورود وأزهار ورياحين الجامعات غدا ، وهم رجال ونساء المستقبل بعد غد حتى لو كانوا غشاشين .
لذا ، فكل الرجاء من كافة الأساتذة الكرام المعنيين بأمور المراقبة في قاعات الإمتحانات ؛ بعدم التعرض لأي طالب غشاش ، وعدم احراجه نهائيا بأي شكل من الأشكال ، مهما كانت الأسباب .
بل عليكم السماح له بالغش كيفما يريد ومتى يريد ، و عليكم الحذر وكل الحذر من الإقتراب منه أو المرور من جانبه أو حتى النظر اليه ولو من بعيد . وذلك لكي لاتكونوا سببا في تقييد حريته ، أو اقلاق راحته ، أو ازعاجه ، أو مضايقته ، أو تعكير صفو مزاجه العام .
أي أن كل ماهو مطلوب منكم الآن عمله وبكل بساطة هو : غض البصر عنه ، والتجاهل تماما بأنه يغش !! إذ أنه كم يكون جميلا منكم مساعدته و مد يد العون له بتسهيل مهمته في الغش ، وكم يكون جميلا أكثر إذا جلستم مكانه وقمتم بحل بعض الأسئلة الغامضة عليه إذا اقتضى الأمر هذا وكان بالإمكان عمل ذلك وخاصة إذا شعرتم في أية لحظة بأنه مزنوق في سؤال ما !!
إذ يكفي الطالب الغشاش يا مراقبين ؛ مايعانيه من صراعات نفسية مع نفسه ، ويكفيه مايتعرض له هذا المسكين من ضغوطات داخلية من أهله وضغوطات خارجية من المجتمع ؛ والتي لايعلم بمكنونها سوى الله وحده ، وخاصة إذا علمتم أنها كلها تطلب منه الحصول على أعلى معدل ممكن في نتائج الثانوية العامة.
وخلاصة القول : إن تفتيشكم لأي طالب غشاش يعتبر سبق اصرار وترصد مسبق منكم على قتل أحلامه ، ووأد آماله ، وتخريب بيته وتخريب بيت أهله معه أيضا ؟؟ وبصراحة أ كثر أقول : أنكم بمصادرتكم لأسلحة دمار الغش الشامل التي يتم ضبطها معه ؛ فإنكم تحرقون دمه ، وتثيرون أعصابه ، وتقتلون طموحه ، وتضيعون مستقبله ، وتدمرون حياته وتقضون عليه قضاء مبرما !!! وهذا طبعا حرام ولايجوز !! فقطع الأعناق ولا مصادرة الأوراق يامراقبين !!
وختاما وبعد سرد كل هذه المبررات والتوضيحات ، فإني كلي أمل ورجاء بأن يتفهم المعنيون منكم ؛ جميع ماذكرته أعلاه ؛ وتقوموا بتقدير الوضع النفسي السيء الذي يكون عليه جميع الطلبة الغشاشين ،
مذكرا اياكم جميعا ؛ بأن الرأفة بهؤلاء الطلبة المساكين ، والشفقة على حالهم ، والتعاطف معهم ، وتفهم ظروفهم ، ومعرفة سبب اقدامهم على الغش ؛ هو أجمل هدية منكم لهم ، وهو أقل معروف يمكن لكم أن تقدموه اليهم ، لأنه و كما تعلمون : " عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان " . والله الموفـق والمستعان .
عبدالله شيخ الشباب
ـ طالب مدرسة ـ توجيهي
abdullah1600@hotmail.com
