نطمئن من بعض العاملین في الصحف الأردنیة عن أوضاعھم المالیة، یا الله كم تكون الكلمات محملة بالحـسرة
والحیرة والخوف على مصیرھم، الذي بات یتأرجح بین صاحب القرار والذي یحمل صفة رجل اعمال في الغالب
وبین صحافة دولة كانت تحرك الرأي العام في زمن بھي, یتحدث البعض عن تأخیر دائم في استلام رواتب لعدة
أشھر وھم مثلنا ینتـظرھم المؤجر وفواتیر الكھرباء والمیاه وقسط المدرسة ونفقات البیت, أحبة أجلس معھم في
.صحفنا العریقة تجدھم ینكـسون الرأس مما وصل حالھم
تتلاشى صحافتنا الورقیة صاحبة الحضور الصباحي المشرق، بعض الصحف ذھبت الى الغیاب ولكنھا في ذاكرتنا
لن تغیب وسیبقى غیابھا محطة مؤلمة في تاریخ دولتنا, قادة من أصحاب الفكر أجبروا ان ینسحبوا من عالم
الصحافة واغلاق أبواب غرفھم على انفسھم, ھؤلاء بناة أوطان یصبح حالھم یدمي القلب, لن أنسى قبل أكثر من
عشر سنوات واذ بصدیق یتصل من أجل مقابلة أسم عریق في عالم الصحافة والفكر, وكان اللقاء واذ بھ من أھم
أعمدة الفكر في بلادي, كنت أجلس مع قامة ُ كتب عنھا وبعد ترحیب وضیافة یستحقھا صدمت عندما علمت انھ
بحاجة الى مساعدة للانفاق على نفسھ بعدما وصل حالھ الى ھذا الحال, ھذه نخب نادرا ان تجد امثالھم من یمتلكون
مفاتیح مخاطبة الرأي العام ومساندة الأوطان عندما یداھمھا الخطب نجدھم في الصف الأول بالكلمة والرأي
.السدید
ما حدث في جریدة الرأي خلال الأیام الماضیة یضعنا ویضع الدولة أمام مؤشر خطیر, رئیس مجلس الأدارة
ورئیس التحریر في أعرق صحفنا ینسحبا من المشھد الصحفي وھما من أبناء الصحافة والمطلعین على أحوالھا,
یجبر أصحاب الانتماء والرؤیة السلیمة في أجھزة الدولة على سرعة التعمق في ھذا الحال وتداركھ ان توفرت النیة
الصادقة, الصحافة الأردنیة حجمھا وصل الى الصحافة العربیة وما زال ابناء مھنة الصحافة ینثرون في الأجواء
.العربیة الفكر والأدب والخطاب المنتمي لھذه الأمة التي یحاربھا البعض
لن نضع أیدینا على رؤوسنا ولابد ان نعقد جلسة حواریة نصمم الخروج بقرارات لمحاولة أنقاذ الصحافة الأردنیة
وان یخرج من أجوائھا كل معتد أثیم یسعى للخراب, لنتفق ان الصحافة ھي روح الدولة وفكرھا وحیویتھا وإعادة
أنتاج القیم والمبادئ والنخب التي تسھم في رفع شأن ھذا الوطن, لنتفق من یتناول قضایا مھنة الصحافة صاحب
فكر منیر وقلم كتب لأجل ھذا الوطن, وان نبتعد عن كل من یحمل آلة حاسبة في جیبھ, لنقف بكل حزم أمام كل من
.یعـمل لأجل ان تكون الصحافة شركة أو مؤسسة تدار فقط من خلال الأرقام
یجب على الدولة تدارك ھذه الظروف المحیطة بمھنة الصحافة التي للآن ینتظرھا أبناء الوطن, الصحافة شيء
آخر لا ینظر لھا من خلال الربح والخسارة، لذلك لابد من دعم سنوي یخصص في موازتة الدولة، أو أن یتم العمل
..سریعا لإنشاء صندوق وطني لمساندتھا ودعمھا على البقاء
الصحافة روح الدولة
أخبار البلد - أخبار البلد-