بداية المعارضه ضروره من ضرورات الرقي والتقدم، ولها دور رئيسي وفعال في بناء الدول فأي معادلة حكم في العالم تمشي على النهج الديمقراطي تكون مكوناتها الحكم والمعارضة ، وفي الدول الأكثر حضارة يتم التبادل بين الفريقين، والتصارع أيضا في إرضاء المواطنين وخدمة الدوله٠
.... لكن في الأردن لا زلنا ننظر إلى المعارضه على أنها ادوات تخريب وجب تحطيمها بكل الوسائل المشروعه والغير مشروعه حتى وان وصلت إلى قطع الأرزاق ومنع الأكسجين، متجاهلين عن عمد وبسبق إصرار وترصد ان المعارضه هي مصلحه وطنيه٠
لهذا من يبحث عن المعارضه يجدها داخل السجون بتهم ملفقه وغيرها وفق قانون الجرائم الإلكترونية، او على رصيف الحياة من منطلق الموت البطيئ، و في خارج الوطن لعدم القدره على التعبير بحريه في داخله، واذا أخذنا المشاهدات عمن يتحدث في الشأن الداخلي للبلاد نجد ان المشاهدات تصل إلى عشرات آلالاف وربما المئات وأحيانا الملايين في حين تعجز اي وسيله إعلام داخليه ان تتجاوز الخمسه الاف مشاهد(!!!!!) .
كيف ولماذا؟؟
ليس سرا اذا قلنا ان السبب في هذه الفروقات بالمشاهدات تكمن في التحدث عن الشأن والهم الاردني بصدق وبمن يقف على الجرح بتعبير الصادق يجبر المواطن الاردني في سماعه ومشاهدته وعلى الأغلب تأيده .
والمشكلة الأكبر ان الجهات المعنية في الداخل تكرس كل جهدها في مهاجمه هذه المعارضه بطرق وأساليب غير مقنعه متجاهلين ان الرد عليهم يكون بالاصلاح ثم الأصلاح وتقديم الأفضل لسحب البساط من تحت ارجل تلك المعارضه والحد من تأثيرها في الداخل الاردني.
لكن الواقع المعاش، مزيد من الضغط في الداخل، ومزيد من القمع يقابله المزيد من الحضور داخليا لما تطلق عليه الجهات الرسميه المعارضة الخارجيه، وهم في الحقيقة أبناء وطن احرار دفعتهم الغيره للتحدث بحرص عما يدور بالداخل٠
و الحقيقه المره التي لا يرغب مسؤولي الداخل التحدث بها هي مصداقيه التعامل مع المواطن وتقديم المصلحه الوطنية على المصلحة الخاصه بدل من مضيعة الوقت في أمور هامشية ليرى المواطن الإنجازات أمام عينيه، وهذا فرض عين وجب فعله بدلا من كيل الاتهامات والشتم والتجريح.
للأسف الشديد هناك تهم جاهزه من كل الأطراف بدون أدله كالمؤامرات والعماله والتحالف مع دول اخرى ضد هذا الوطن والتي تفقدها المصداقية في ظل غياب كامل للإعلام الوطني في هذه المرحلة ومراحل سابقه في نقل الصوره والحقيقه كما هي ٠
بين المد والجزر هناك ضحيه واحده هي الوطن والمواطن، بعيدا كل البعد عن التسحيج والنفاق لنصل الى ارضيه صلبه ننطلق منها جميعا، لكن للأسف الشديد والمحزن اننا لا زلنا ندور في نفس الفلك، ونفس الأدوات والاليات، ونفس البيانات والعرائض، التي كانت تسود في مرحلة ما في العالم الغامض المعتم والتي أصبحت باليه في عالم القريه الواحده، ولا زلنا نعيش على اطلال رجال الماضي الذين وصل نفاقهم انهم نسبو الخير الذي يأتي من الله عز وجل الى غيره من البشر وصدقنا ذلك من باب السذاجة التي كانت صفة غالبة للاسف متناسين ان جيل اليوم يختلف عن جيل الآباء والاجداد تكنولوجيا وعلميا.
من المعيب والمخجل اننا ونحن ندخل المئويه الثانيه ان نعيش مشاكل وقضايا القرن الماضي من فقر وبطاله وجوع وابعاد سياسي وانهيار زراعي وإضعاف اقتصادي ونحملها للاحتفال بالمئويه الثانيه وللأجيال القادمة.
وللأسف أيضا لا زلنا نحمل نفس الشماعات الإقليمية والعالمية ونطرحها أمام جيل الشباب الواعي المدرك بأسلوب غير مقنع لهذا الجيل واقرب ما يكون إلى حالة الهبل.
مشكلتنا في الدوله ان هذه القضايا مستمره ومتكرره ولم تحل ولن تحل وبكل اسف لم تعد هناك قدرة على الحل في ظل غياب العدالة وتفشي الفساد وضياع الحقوق وفقدان الأمل بالمستقبل.
آن الأوان أن نعيد تعريف مفهوم الوطنيه على أساس الحقوق والواجبات والكفاءة وان لا ننظر للمعارض نظرة العدو للوطن، ونتساوى جميعا بنظرة واحده قوامها خدمة المواطن، والوطن للجميع ٠
ما نشاهده اليوم ان كل مواطن يمتلك اشكاليه مع أيا من أجهزة الدوله وقطاعاتها ويبحث عن حلها، اما بالنفاق والتسحيج، او بالمعارضه البناءة وغيرها التي تطرح بطرق مختلفة لكنها تصب في المصلحة الوطنية اذا تعمقنا بها.
أكثر ما يستفز العاقل، تصريحات التآمر على الاردن ونحن صامدون كما يقول المعنيين بالأمر وبحثنا جليا عمن يتآمر على هذا الوطن في كافه أنحاء العالم لم نجد دوله لا نتمتع معها بعلاقات طيبه إلا كوريا الشماليه(!!!) اذن عن أي مؤامره نتحدث.
دعونا من هذا وذاك ودعونا من صناعة الضغط والكبت والبحث في أجندات العنصريه والطائفيه وتأجيل الحلول والترقيع وترحيل الأزمات فهذه كلها مجتمعه لن تصنع مواطن منتمي لوطنه ولا يكمن فيها الحل طالما أن 15٪ من الشعب يحصدون على ٩٠٪ من موارده والباقي هم بالتأكيد يعيشون على الفتات بكل أنواعه ابتداءا بالقروض وانتهاءا في حاويات القمامة ٠
اذن الحل لم يطرح لغاية الآن.
واخيرا فمن غير المعقول كما قال أنيشتاين: مجنون من يعيد نفس التجربه ونفس الأدوات ويتوقع ان يخرج بنتائج مختلفه ٠
بعيدا عن كلام الرسميين هناك خلل كبير وكبير جدا في نهج إدارة الدوله وجب تصحيحه، ضمن أيا من المسميات لإقناع المواطن ان يحافظ على بلده وبغير ذلك سنبقى ندور ضمن الحلول المؤقته والبيانات التي عمادها الخوف والعطايا