منذ سنوات خلت ولغاية الأن ونحن نرى ونشاهد مسرحيات الإصلاح الهزليه وشخوصها الذين يفتقدون الحد الأدنى من الكفاءه عبر منشيتات الصحف والشاشات، في حين ان الواقع ابعد من ان يكون عن الإصلاح بل انه من سيئ إلى أسوء ضمن أطر شعار (قد الايد) الذي عاث فسادا وغطى كل المساحات في البلاد
تعتبر هذه المهزله من أهم عوامل الاحباط التي انعكست على الحاله الانتمائيه للوطن والتي استمرت فينا لمشاهده مسرحيه ضيعه تشرين بكل تفاصيلها في حياتنا وبشكل يومي حتى وصلنا لمرحله عدم الاكتراث والإهتمام٠
لقد أصبحنا من شده الاحباط ان نصفق لأي مسؤول يقوم بجزء بسيط من الواجب المطلوب َمنه على أنه انجاز ضخم وحقيقي وهكذا استمر مسلسل التخويث،
أن الإصلاح الحقيقي والقائمين عليه يدركون بأنه يبدء بتشريعات ناظمه صادقه نابعه من خدمه الوطن والشعب وليس لعدد محدود من أبناء (الدايه) الذين يعيثون بالارض طولا وعرضا،
المضحك المبكي ان الذين يتحدثون عن الإصلاح هم (اسيادكم بالجاهليه وآسيادكم بالإسلام) متجاهلين انهم سبب المأساة والاحباط والانحطاط، فهم رؤوساء الوزراء والمسؤولين والوزراء والسفراء ورؤساء مجالس الإدارة والاعضاء يتبادلون هذه المواقع فيما بينهم والمطلوب من الشعب الطاعه وبكم تزهو المناصب متناسين الحاله التي نعيش،
عن أي اصلاح نتحدث ونحن نرى انهم ابعد ما يكونوا عن العداله والكفاءه في التعيين وعن احاله العطاءات وتفريخ الشركات وبيع المقدرات وخصخصه المؤسسات،
عن أي إصلاح نتحدث ونحن نرى المسؤول لا يقوم بعمله الذي يقع ضمن مسؤولياته الا بالتوجيه وليس ضمن الانظمه والقوانين التي يجب أن يتعايش معها في واقع عمله٠
عن أي إصلاح نتحدث وصاحب القرار يمارس التفرقه بين متقاعد ومتقاعد وبين مواطن، ومواطن ألم يدركوا هؤلاء ان الشعب متساو في الحقوق والواجبات، ألم يدركوا أيضا ان الطبقه الوسطى في طريقها للتلاشي وربما تلاشت بسبب القرارات الغبيه او الاستغبائيه وكأن هناك مؤامرة؟؟!!
هل يدركوا ان الإصلاح يبدء بالقوانين والانظمه الناظمه للحياة وانتخابات حره ونزيهه ونقابات لديها قرار وليست مسلوبه الاراده قبل أن نتحدث عن هذا الإصلاح٠
كيف نتحدث عن الإصلاح أمام مجلس نواب نسبه المشاركين في انتخابه لا تتجاوز ٢٥٪ من ابناء الشعب ونتغنى به وتنهال عليه المشاريع والقوانين لاصدارها وكل من لا يمتدح مثل هذه الانتخابات يحارب وربما يحاكم، وعن اي شرعيه لهذه القوانين نتحدث٠
كيف لنا أن نصدق مسأله الإصلاح من شخوص تتنطط من موقع لآخر يبيضون علينا بتصريحات اصلاحيه للقضايا والتحديات التي نواجهها،وهم ابعد الناس عن الإصلاح لانه يتعارض مع مصالحهم الشخصيه٠
عن أي إصلاح نتحدث ونحن نرى من يصفق ويسحج وينافق
و يضحك على الجميع ويتنقل كالفراشه من موقع لآخر من منطلق ثقافه الدهلزه والرقص على الحبال،وتزوير الحقائق٠
لنبحث في الواقع وعن كتب التكليف لكل حكومه من الحكومات التي مرت ولنضع كتب التكليف بكفه والإنجاز الحقيقي لكل حكومه في كفه أخرى ولنرى ماذا أنجز؟؟ ليتم المحاسبه لتلك الحكومات وبهذا المعيار،لأن الإصلاح
يبدء بالمحاسبه وبدون محاسبه لن يكون هنالك إصلاح٠
فعلى سبيل المثال البسيط وبتاريخ القريب تم صرف مبلغ تجاوز المليار و٢٠٠ مليون دينار خارج إطار الموازنه ولم تكلف الحكومه نفسها بعمل ملحق إضافي حتى جاءت حكومه أخرى بعدها بعام ونصف وأعدت ملحق بأثر رجعي وتم المصادقة عليه من مجلس ما يسمى النواب،
الموضوع برمته لا يبدأ في بوست او تصريح او ترميم بل هناك أسس لبناء الدوله وجب اعاده النظر فيها حتى نستطيع التحدث عن دوله المؤسسات والقانون بقوة عين٠
ما يحدث للأسف هو استعراض دون كيشوت ولمن لا يعرف دون كيشوت هو شخص احمق ظن نفسه في مهمه مقدسه٠
دعونا نبحث عن بناء حقيقي عنوانه الاصاله، وهدفه المواطن، وبالممارسه يجب أن يقف في الصف المواطنين والمسؤولين وعلى درجه واحده في الشارع والمخبز والمطعم والقضاء والعمل وغيرها،
عندها سنتحدث عن دوله المؤسسات والقانون بكل ثقه ونترفع عن تحميل الأخطاء ونبحث عن اعاده إعمار افضل واسلم للجميع