اخبار البلد ـ أخذتنا أخبار الموجة الباردة وتساقط الثلوج من أجواء الموجة الثالثة المتوقعة لوباء كورونا. وسوف نتسامح لهذا السبب مع كمّ الإثارة غير المبرر الذي احاط بالمنخفض الجديد بعد ان اصبحت الارصاد الجويّة قطاعا تجاريا يسابق على خطف اهتمام المستهلكين وهو كان ذات يوم مرفقا سياديا رصينا ومصدرا وحيدا لنشرة رسمية عن الطقس ليست موضع نقاش أو اجتهاد ممن هبّ ودبّ.
قلنا موجة ثالثة للوباء لأننا بالفعل على ابواب موجة جديدة بعد ان تراجعت الموجة الثانية ونزلت الارقام لتثبت عند مستوى دون الألف اصابة يوميا بما اثار التفاؤل أننا نعيش مرحلة انحسار نهائي للوباء وبما برر للحكومة ان تبدأ فتح القطاعات على التوالي واعادة الطلبة للمدارس. لكن ما ان بدأت الخطوات الانفتاحية حتى عادت الارقام الى الصعود. وكانت نسبة الاصابات من الذين يتم فحصهم قد وصلت أكثر من 20 % في ذروة الموجة الثانية للوباء ونزلت الى 5 % مع انحسار الموجة وها نحن في الايام الأخيرة نقترب من نسبة 10 % بما ينذر بموجة ثالثة لا يعلم مداها الا الله.
الخبر السيئ الآخر أن طفرة ثالثة جديدة في الفيروس ظهرت في العديد من البلدان بينها الاردن وليس معلوما بعد اذا كانت اكثرة خطورة لكن يبدو انها اسهل واسرع انتشارا كما هو الحال مع السلالتين البريطانية والجنوب افريقية وهذه التسمية ظرفية بسبب اكتشاف الطفرتين اولا في البلدين بينما هما منتشرتان في العديد من البلدان ومنها الأردن. والخبر الأكثر سوءا هو الاحتمال بأن هذه الطفرة الأخيرة قد تكون مقاومة للقاح وهكذا نعود فعلا الى نقطة الصفر! ولا تستطيع الحكومة تجنب الإجراءات القاسية الضرورية مهما كانت غير شعبية وضارّة اقتصاديا فالمسؤولية عن ارواح الناس خطيرة واكثر الدول نفورا من سياسة الاغلاق اضطرت مرغمة عليها مع صعود الموجة الثالثة وانتشارها.
لا نريد نشر التشاؤم لكن احتمال نشوء سلالات مقاومة للقاح واردة مع الاسف. وليس مستبعدا ان اصابة اناس من بينهم معارف شخصيون لنا بالفيروس مرة جديدة رغم اصابتهم به من فترة قليلة بل وبالرغم من ان بعضهم اخذ اللقاح، ليس مستبعدا ان السبب هو الاصابة بسلالات جديدة لم تتعرف عليها الاجسام المضادة الناشئة من الاصابة الأولى او من اللقاح.
هذا امر معلوم في عالم فيروسات الرشح والانفلونزا فنحن نصاب تكرارا بأمراض تنفسية لأن فيروسات او سلالات جديدة متحورة تظهر بلا انقطاع. وحتى الآن لم يعلن بصورة رسمية وموثقة علميا ان اي من السلالات المتحورة لكوفيد 19هي مقاومة للقاحات الموجودة. والأمل أن اصابة بعض الناس للمرة الثانية او بعد تناول اللقاح يعود لأسباب اخرى استثنائية تخص أجسام المصابين وهذا في العلم امر وارد الى جانب كل الظواهر العجيبة الغريبة التي تخص هذا الفيروس المستجد.
اذا تصاعد عدد الاصابات عندنا في الاردن فيجب التسليم بما تقتضيه الموجة الثالثة من اجراءات والى الأمام قليلا سيعرف العالم المزيد من الاجابات عن السلالات الجديدة واذا تأكد ظهور سلالات مقاومة للقاح فكل الحسابات للحياة على الكوكب للسنوات القادمة ستتغير.