قرأت العام الماضي، عام الشجون والشك، عدداً من الكتب التي وضعھا بعض كبار السیاسیین في بلدنا الأغر.
وقلبت الفكر فیما ورد فیھا بدءاً من كتاب دولة الدكتور فایز الطراونة بعنوان » في خدمة العھدین»، وكتاب عن
الراحل الأمیر زید بن شاكر بعنوان «زید بن شاكر: من السلاح إلى الانفتاح» بإشراف من أرملتھ السیدة نوزت
الساطي، وكتاب دولة الأستاذ مضر بدران بعنوان «القرار»، وكتاب عن العسكري الراحل المشیر فتحي أبو طالب
كما سجلھا د. طلال الشرفات، ومقالین بقلم الباشا موسى العدوان، وكتاب معالي عدنان أبو عودة عن مذكراتھ،
ُفكر»، وقبل ذلك قرأت كتاب مذكرات دولة الدكتور
وكتاب دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة بعنوان «ھكذا أ
عبدالسلام المجالي «من الخیمة... إلى سدة الحكم» بقلم المرحوم «توفیق أبو بكر»، وكتاب معالي د.بسام الساكت
.عن حیاتھ في السلط وعن ذكریاتھ في العمل العام
ولقد قرأت أیضاً كتاب «مذكراتي» بقلم جلالة الملك الراحل المؤسس عبدالله بن الحسین، ومذكرات الراحل جلالة
الملك طلال بن عبدالله، وقرأت أیضاً كتاب الراحل جلالة الملك الحسین بن طلال «مھنتي كملك»، وكتاب
أو «لا یعرف الرأس الراحة»، كما یحلو لي أن أترجم ،«Head the Lies Uneasy «المقابلات الصحفیة بعنوان
قفزة نحو الإیمان:» «Faith of Leap «عنوان ذلك الكتاب وكذلك اطلعت على كتاب الملكة نور الحسین بعنوان
of Lion The «مذكرات عن حیاة غیر متوقعة». وكتاب المؤرخ الاسرائیلي البریطاني آفي شلیم بعنوان
.أو أسد الأردن إشارة إلى الملك الحسین «Jordan
وكذلك قرأت ٍ لعدد من المؤرخین الأردنیین مثل الراحل سلیمان الموسى و الراحل عبدالكریم الغرابیة والراحل
محمود العابدي الذي تخصص بالكتابة عن الآثار الأردنیة وكل من الدكتور عدنان البخیت والدكتور علي محافظة
. ّ وغیرھما، وكلھا عمقت فھمي لتاریخ الأردن
وبالطبع قرأت معظم ما كتب عن تاریخ بلاد الشام، ومذكرات «جون جلوب» أو «كلوب باشا»، ومذكرات
لورانس العرب بعنوان «أعمدة الحكمة السبعة» وسیرة حیاة «جیرترود بیل» وبعضاً من رسائلھا. وقرأت مقالات
كتبت عن السیر بیرسي كوكس، راسم الحدود في منطقتنا، وقرأت أیضاً كتباً كثیرة عن النفط، وإسرائیل. ھذا عدا
عن عشرات رسائل الدكتوراه والماجستیر التي ُ كتبت عن جوانب مختلفة عن الأردن، ومشاركاتي بعشرات إن لم
.تكن مئات الندوات وحفلات الإشھار لكتب جدیدة، وكذلك الإشراف على دراسات، أو المشاركة فیھا، عن الأردن
وقد كتبت عن بلدي آلاف المقالات خلال الأربعة وخمسین عاماً الماضیة بدءاً من تحریري لصحیفة الحائط في
الكلیة العلمیة الاسلامیة، إلى رئاستي تحریر مجلة المنھل فیھا، ثم نشري لمقالات في الصحف الأردنیة
والفلسطینیة واللبنانیة والمصریة والسعودیة والقطریة والإماراتیة، ومثلت الأردن في عشرات المفاوضات
.الاقتصادیة في أوروبا وأمیركا على المستویات الثنائیة ومتعددة الأطراف
كل ھذه المقدمة لأقول إنني أعرف تاریخ بلدي، حیث كان والدي كاتباً وأدیباً واستاذاً وإعلامیاً، والأھم مؤرخاً وقد
كنت على تواصل دائم مع الاعلام والثقافة في بلدي. ولھذا، ومن منطلق كل ھذه الخبرات، فإنني قررت أن أرى ما
ُقدم معلومات جدیدة لا یعرفھا أحد ھنا أو ھناك. وحیث
ھي عصارة الأفكار التي یمكن أن أشارك بھا ّ القراء. لن أ
لماذا سأكتب من وحي المئویة؟ - صحیفة الرأي 2021/14/2
3/2 كتاب/لماذا-سأكتب-من-وحي-المئویة/10577249/article/com.alrai
أنني متعدد الكارات، فإنني سأمزج قراءاتي وملاحظاتي وتجاربي معاً لأختزل منھا ومضات من وحي المئة عام
.الأولى من عمر الأردن السیاسي الحدیث
ولقد كنت جزءاً من تاریخ الأردن وصنع القرار فیھ لمدة تقارب الثلاثین عاماً في القرن العشرین، ومطلعاً ومتابعاً
أكثر مني مساھماً في العشرین سنة الأولى من القرن الحادي والعشرین. وقد كنت جزءاً من الخطط الاقتصادیة،
ومفاوضات أنبوب النفط من العراق إلى العقبة، وجزءاً من مفاوضات السلام، وجزءاً من المفاوضات مع صندوق
النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة العمل الدولیة، والصنادیق العربیة، ومنظمة التجارة الدولیة، وحكومة
.الولایات المتحدة، ومع الصین، وكنت مؤسساً عام 1980 في معیة سمو الأمیر الحسن لمنتدى الفكر العربي
وشملت تجاربي العمل في البنك المركزي، ووزارة العمل، وإنشاء الضمان الاجتماعي وادارتھ ورئاسة مجلس
ادارتھ، ووزیراً للتموین، ثم العمل، ثم الصناعة والتجارة، ووزیراً للسیاحة، ووزیراً للإعلام، ووزیراً للخارجیة،
ووزیر دولة لشؤون رئاسة الوزراء ووزیراً لمدة طویلة بالوكالة في الزراعة، والتنمیة الاجتماعیة والمالیة،
وصرت رئیساً للجمعیة العلمیة الملكیة، وأمیناً عاماً للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجیا، ورئیساً للمجلس
الاقتصادي والاجتماعي، ُ وعینت أربع مرات عضواً في مجلس الأعیان حیث رأست فیھ لجنتین، وكنت مقرراً
.للجنة المالیة
ّ ودر ْست أستاذاً غیر متفرغ في الجامعة الأردنیة، وجامعة عمان الأھلیة، ومعھد الادارة العامة، ومعھد الدراسات
المصرفیة، وكنت عضواً لمدة ست سنوات في مجلس التعلیم العالي. وعضواً لمدة سنتین في مجلس التربیة
والتعلیم، وعضو مجلس أمناء في الجامعة الأردنیة، وجامعة عمان الأھلیة، وجامعة الشرق الأوسط، وجامعة
العقبة للتكنولوجیا، وكلیة طلال أبو غزالة الجامعیة، ّ ودر ْست في جامعة ھارفارد، وجورجیا، وغرب فرجینیا في
الولایات المتحدة، وساھمت في انشاء شركة مجموعة الأردن للتكنولوجیا وفِي دراسة وإعداد الخطوات لتحویل
كلیة الأمیرة سمیة من كلیة متوسطة إلى جامعیة، وھو عمل َّ أتمھ بجداره د. ھاني الملقي الذي خلفني في رئاسة
.الجمعیة الملكیة
وقد ترأست مجالس إدارة سلطة الكھرباء الأردنیة، المؤسسة الاستھلاكیة المدنیة، مؤسسة المدن الصناعیة،
.مؤسسة المتقاعدین العسكریین
وصرت رئیس مجلس ادارة شركة الدستور، وشركة مصانع الأسمنت( لافارج) وشركة مجموعة الأردن
للتكنولوجیا، وغیرھا الكثیر. وعشت في دولة الامارات العربیة المتحدة لمدة خمس سنوات ونصف أسست خلالھا
.مؤسسة «البصیرة للدراسات » في إمارة دبي
والشيء الذي أفخر بھ وأعتز أنني عملت لمدة ثلاث سنوات ونصف رئیساً للفریق الاقتصادي في ثلاث حكومات.
وقدمت ثلاثة برامج تلفزیونیة لاقت نجاحاً كبیراً، وألفت ثلاث مجموعات قصصیة نشرت منھا اثنتین، وساھمت
.في كتابة مسلسلات تلفزیونیة وإذاعیة، ونشرت ثلاثة كتب ونحو سبعین بحثاً ومنشورات علمیة
لماذا سأكتب من وحي المئویة؟ - صحیفة الرأي 2021/14/2
3/3 كتاب/لماذا-سأكتب-من-وحي-المئویة/10577249/article/com.alrai
ویحق لي بعد ھذا الاستعراض غیر المنظم لحیاتي الكشكولیة أن أكتب ومضاتي من وحي المئویة الأولى. ولَم
أقصد أن أتفاخر. بل على العكس، فإن ما ذكرتھ أعلاه قد یفتح علي نوافذ للانتقاد من كثیرین یسألونني بعد كل
محاضرة أو ندوة او لقاء حتى ولو لم یكن رسمیاً سؤالین: الأول «ماذا فعلت بعد كل ھذا ؟»، والسؤال الثاني
«ولماذا كنت تغیر فكرك؟»، ولكنني أثرت المجازفة لأنني أعلم أن كثیرین من السیاسیین والعاملین في القطاع
.العام قد أنجزوا أكثر مني بكثیر، أو تنوعت خبراتھم، أو وصلوا لمراكز علیا أكثر مني
ُتیحت لي للعمل مع الراحل المغفور لھ الملك الحسین بن طلال، والأمیر الحسن بن طلال أطال
ولكن الفرص التي أ
الله عمره لسنوات طویلة میزتني من حیث الحظوظ عن كثیرین، فقد عرفت ھذین الرجلین معرفة رسمیة ومعرفة
.شخصیة، ورافقتھما في أسفار كثیرة وجلسنا جلسات تجاذبنا فیھا أطراف الحدیث في أمور شتى
وعرفت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسین لما كان أمیراً، وجمعتني بھ أسفار كنّا نلتقي فیھا، وأحببتھ كثیراً
لدماثتھ وحسن خلقھ، وأسلوبھ المختصر في إبراز وجھة نظره. وقد تابعت إنجازاتھ بدقة وتحدثت عنھا عبر وسائل
الاعلام مئات المرات، وتشرفت بالقیام بمھمات رسمیة نیابة تجاوزت العشرین مرة أثناء عملي كنائب رئیس
الوزراء في حكومة الدكتور ھاني الملقي في عدد من البلدان الآسیویة والإفریقیة. وتابعت كذلك آثار أفعالھ لدى
ُتیحت لي فرص اللقاء بھم
.عدد من زعماء الدول وكبار المسؤولین الذین أ
ُخلص إلى القول إنھ یحق لي بعد ھذا العمر أن أكتب. وسوف أنشر حتى نھایة ھذا العام مقالاً
في ضوء كل ھذا، أ
أسبوعیاً یتناول موضوعاً من الموضوعات التي یتحدث فیھا الناس، وما تزال حتى الآن موضع نقاش وجدل. وآمل
أن یجد فیھا القارئ أفكاراً تستحق اھتمامھ، ومعلومات یراھا مفیدة، وزوایا جدیدة للحكم على الأمور، وتفسیراً
لأسباب النجاح، أو محدودیتھ في قضیة ما من قضایا الأردن، وحتى نلتقي الأسبوع القادم في ٍ مقال بعنوان «الشعب
والأرض والھاشمیون»، أتمنى لسیدنا الصامد المرابط دوام التوفیق، شاكراً للأخ محمد التل رئیس مجلس ادارة
.صحیفة $ والسید راكان السعایدة رئیس التحریر، ولأسرة الرأي دوام التوفیق والنجاح شاكراً لھم تعاونھم
لماذا سأكتب من وحي المئوية؟
أخبار البلد - أخبار البلد-