من الواضح بان اثار العزلة الفردية والمجتمعية التي فرضت علينا خلال الاشهر الماضية بسبب جائحة كورونا بدأت تظهر بوضوح على سلوكياتنا المجتمعية و تصرفاتنا الفردية لتدخل في عادتنا الاسرية التي اصبحت جزءا من الماضي.
نعم ان كورونا لم يكن فيروسا عاديا فقط، ينحصر تاثيره على الناحية الصحية فحسب، بل تعداها الى جميع اركان ومقومات الحياة ودخل في تفاصيلها الكبيرة والصغيرة حتى المعيشية منها وكيفية التعامل معها.
علميا وصحيا يطلق عليه فيروس لكن واقعيا او عند النظر الى اثاره المدمرة يمكن تشبيهه بقنبلة نووية دمرت بقعة او محيطا، مخلفة سلسلة من الارتدادات المتواصلة والمستمرة فارضة اثارا نفسية لن تنتهي، نشاهدها بوجوه الناس واشكالهم وحالتهم الصحية والنفسية.
لكن السؤال الاهم هل كنا جاهزين او مستعدين لهذه التغيرات من الداخل نتيجة عوامل حياتية اثرت علينا منذ سنوات؟ ام ان الجينات الداخلية كانت بحالة تغير وتكوين جديد دون علم او احساس منا؟ انسجاما مع التطورات الحياتية ومنغصاتها اليومية بعد ان اصبح الامل جزءا من الماضي والثقة مجرد وهم وخيال.
كم نفتقد لامور وعادات عشناها خلال سنوات طوال كانت جزءا من حياتنا وشكلت تكويننا النفسي والجسدي، فلا العزاء بقي كما هو، والخوف يسيطر على كل شيء حتى افراحنا، بعد ان عزلنا انفسنا عن انفسنا.
لنسأل انفسنا ايضا، هل الايام القادمة اجمل؟ ام ان الذي ذهب لن يعود وعلينا ان نهيئ انفسنا لنمط جديد نفرح معه بخوف ونحزن بمقدار، حياة يسيطر عليها الخوف.
هل هذه التغيرات امر طبيعي بعد سنوات عشناها بشكل مختلف، علينا التماشي معها، ام اننا سنفقد انفسنا لعجزنا عن مجاراتها واللحاق بها، او عدم العودة للماضي، فنجد انفسنا بين «حانا ومانا».
«حانا ومانا»
أخبار البلد - أخبار البلد-