المتتبع لبرنامج او خطط الحكومات الاردنية المتعاقبة و منذ فترة ليست بطويلة، يلاحظ ان هذه الخطط او الكتب هي عبارة عن "كوبي بيست" عن بعضهم البعض، و اذا حاولنا ان نحددها فاننا نقول بانها عناوين كبيرة بلا مضمون.
كل الحكومات تحدثت عن مكافحة و محاربة الفساد لكن اي منها لم تحاكم فاسد او توقف طوفان الفساد.
كل الحكومات تحدثت عن الترهل الاداري وتطالب بقطاع عام (رشيق) لكنها في واقعها تغذي البطالة المقنعة من خلال محسوبياتها و واسطاتها حتى اصبح من الاعتيادي ان ترى الاف الموظفين ياخذون رواتب بلا عمل و احياناً بدون ذهاب الى مكان العمل.
كل الحكومات تحدثت عن القضاء على الفقر و تقليصه و خفض نسبته، لكن في نفس اليوم و اليوم الذي يليه ترى تصريحات المسؤولين تتصدر بتوسيع شبكة الامان الاجتماعي و توسيع الشرائح تحت مظلة صندوق التنمية الاجتماعية.
كل الحكومات و مسؤوليها يتحدثون عن البطالة و انها مصدر ارق و ازعاج لكنهم في المقابل يصرون
التلاعب بالارقام و النسب لغايات تخفيض حجم المشكلة.
و اصبحت عادة و موضة لدى تلك الحكومات الاعلان عن توفير ثلاثون الف او خمسون الف او خمسة الاف فرصة عمل لدى القطاع الخاص بدون واقع ملموس لهؤلاء المسؤولين و في المقابل يتم تعين ابن رئيس وزراء براتب عشرة الاف دينار ولا نقول دولار انطلاقاً من المبررات الغير مقنعة و الغير منطقية لتلك الحكومات.
اذا اخذنا التصريحات التي تصدر عن تلك الحكومات و اسقطناها على ما انجز منها، سنقف امام مشهد مخزي و مؤلم و هستيري على ما نحن به من مرارة.
هذا على الصعيد الاقتصادي الاجتماعي اما على الصعيد السيايي حدث ولا حرج و المواطن اصبح يدرك تماماً ان كل تصريح يصدر عن مسؤول يذهب فورا الى عكسه لعله يصل الى الحقيقة و الصح.
للاسف هكذا اصبحنا ندرك ان كتب تشكيل تلك الحكومات يعرفها القاسي و الداني من ابناء الشعب و على طريق بيانات حسني برزان (نهاد قلعي) مختارنا الجديد جداً جداً يتحدث إليكم، في ضيعة تشرين.
للاسف مرة اخرى ما يتحقق من الانجازات لا يكاد يرى بالعين المجردة و ما نراه من عمل لتلك الخطط هو في واد و ما نلمسه في واد اخر.
اليوم نعيش بمرحلة اختفاء الانجازات و اختفاء عناصر المفاجأة الايجابية في تحقيق مصداقية الحكومات و التي تنعكس على تحقيق الامال و تقليصها