كان الأردنيون على موعد مع إنجازين محتملين يوم الجمعة، والذي تميز بكونه فريدا من نوعه في التاريخ الميلادي، حيث تحقق أحد الإنجازين وغاب الآخر، وربما كان العامل الأساسي في التباين في النتائج هو مستوى التخطيط والإعداد والالتزام.
حقق المنتخب الأردني لكرة القدم للمرة الأولى هدف الانتقال إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، ولكن هذا الإنجاز ليس متعلقا بكرة القدم فقط. المنتخب الأردني أصبح قصة نجاح تستحق الإشادة ونموذجا في كيفية توظيف الإرادة والالتزام والتخطيط لتحقيق الأهداف المنشودة بمزيج من الواقعية والإصرار. بخطوات متماسكة وتدريجية يتطور المنتخب الأردني ليصبح واحدا من أصعب الأوراق في القارة الآسيوية وهو المنتخب الوحيد الذي حقق الفوز في كافة مبارياته في التصفيات حتى الآن.
ومع أن المنتخب لا يمتلك نجوما استثنائيين فإنه يتميز بما هو أهم ونعني بذلك مجموعة متجانسة من اللاعبين الجادين والذين يعتمدون على الأداء الجماعي وتقوية بعضهم البعض وعدم الإنجرار وراء النجومية الفردية. العمل الجماعي هو العنصر الحاسم في نجاح المنتخب وكذلك العقلية الممتازة للمدير الفني عدنان حمد والذي يؤكد دائما أن اللاعبين بحاجة إلى الاستمرار في التركيز واحترام الخصم وأنه ومع كل مرحلة تصبح المسؤوليات أكبر والقادم اصعب.
فوز المنتخب رافقته ايضا لوحات رائعة من الوطنية الحقة في المدرجات وفي متابعات الجمهور والمجتمع الأردني بشكل عام رجالا ونساء وأطفالا لإنجاز يجعلنا جميعا نشعر بالفخر والسعادة بعد اشهر من الضخ المتواصل للإحباط والتركيز على الجوانب السلبية تحت مبرر التحول الإصلاحي الديمقراطي. ولكن تعودنا دائما على عدم اكتمال المشهد البديع حيث جاء أداء التعليق التلفزيوني بائسا جدا وللمرة الثالثة على التوالي مما يستوجب وقفة جدية مع ضبط هذا الإنفلات في التعليق واختيار معلقين مثقفين وهادئين قادرين على الدمج ما بين الحماس المطلوب والمنطق الذي يجب أن يحكم التعليق.
كما لا بد ايضا من ضبط نوعية بعض التصريحات والأسئلة على الهواء مباشرة وخاصة محاولة المذيع التلفزيوني "انتزاع" 10 مليون دينار من الموازنة العامة لصالح المنتخب من خلال لقاء مباشر مع رئيس الوزراء، علما بأن هذا الموضوع لا يزال موضع بحث وتفاوض ما بين الاتحاد الأردني لكرة القدم والحكومة. وقد لاحظ الجميع أن رئيس الوزراء رفض إعطاء وعد نهائي .
بعد نجاح المنتخب توقعنا وتمنينا نجاح البحر الميت في الدخول ضمنة لائحة عجائب الدنيا الطبيعية السبع كما حصلت البتراء على هذا الشرف في مسابقة عجائب العالم الجديدة في العام 2007 ولكن هذا لم يحدث لأن هنالك فارقا شاسعا ما بين التخطيط الدقيق لفوز البتراء والعشوائية والتأخير الذي رافق دعم ملف البحر الميت خاصة في عهد الحكومتين السابقتين. وفي واقع الأمر فإن الزخم الحقيقي للتصويت للبحر الميت جاء متأخرا وفي الشهر الأخير فقط بعد سنتين من التجاهل والذي كان سببه عدم الاهتمام وكذلك صعوبة التنسيق الإداري والسياسي مع إسرائيل كون أن البحر الميت يعتبر موقعا مشتركا. وحتى نهاية العام الماضي كانت التعليقات الصادرة عن الجهات المنظمة للمسابقة تشير إلى عدم وجود اي تواصل أردني-إسرائيلي للعمل على تقديم ملف مشترك وكان البحر الميت مهددا بالخروج من المسابقة بشكل نهائي، وفي النهاية تم التوصل إلى تفاهم ورقي ولكن قامت كل دولة بالترويج بشكل منفصل وهذا ما حدث بعد فوات الأوان مقارنة بدول أخرى عملت بجدية طوال السنوات الماضية. ومع ذلك فقد أسهمت الخصائص الفريدة للبحر الميت في وصوله إلى المرحلة شبه النهائية التي تضمنت 14 موقعا كلها تتميز بالخصائص الطبيعية البديعة. ولا يمكن إعتبار عدم نجاح البحر الميت في التصويت انتقاصا من قدره فقد خلت القائمة النهائية من مواقع مذهلة مثل الحيد المرجاني العظيم في أستراليا، وموقع جراند كانيون في الولايات المتحدة ومجموعة جزر الجالاباجوس والتي تضم التنوع الطبيعي الفريد الذي كان اساس نظرية التطور لداروين وكذلك جزر المالديف الساحرة والمعرضة للغرق.
batirw@yahoo.com
حقق المنتخب الأردني لكرة القدم للمرة الأولى هدف الانتقال إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، ولكن هذا الإنجاز ليس متعلقا بكرة القدم فقط. المنتخب الأردني أصبح قصة نجاح تستحق الإشادة ونموذجا في كيفية توظيف الإرادة والالتزام والتخطيط لتحقيق الأهداف المنشودة بمزيج من الواقعية والإصرار. بخطوات متماسكة وتدريجية يتطور المنتخب الأردني ليصبح واحدا من أصعب الأوراق في القارة الآسيوية وهو المنتخب الوحيد الذي حقق الفوز في كافة مبارياته في التصفيات حتى الآن.
ومع أن المنتخب لا يمتلك نجوما استثنائيين فإنه يتميز بما هو أهم ونعني بذلك مجموعة متجانسة من اللاعبين الجادين والذين يعتمدون على الأداء الجماعي وتقوية بعضهم البعض وعدم الإنجرار وراء النجومية الفردية. العمل الجماعي هو العنصر الحاسم في نجاح المنتخب وكذلك العقلية الممتازة للمدير الفني عدنان حمد والذي يؤكد دائما أن اللاعبين بحاجة إلى الاستمرار في التركيز واحترام الخصم وأنه ومع كل مرحلة تصبح المسؤوليات أكبر والقادم اصعب.
فوز المنتخب رافقته ايضا لوحات رائعة من الوطنية الحقة في المدرجات وفي متابعات الجمهور والمجتمع الأردني بشكل عام رجالا ونساء وأطفالا لإنجاز يجعلنا جميعا نشعر بالفخر والسعادة بعد اشهر من الضخ المتواصل للإحباط والتركيز على الجوانب السلبية تحت مبرر التحول الإصلاحي الديمقراطي. ولكن تعودنا دائما على عدم اكتمال المشهد البديع حيث جاء أداء التعليق التلفزيوني بائسا جدا وللمرة الثالثة على التوالي مما يستوجب وقفة جدية مع ضبط هذا الإنفلات في التعليق واختيار معلقين مثقفين وهادئين قادرين على الدمج ما بين الحماس المطلوب والمنطق الذي يجب أن يحكم التعليق.
كما لا بد ايضا من ضبط نوعية بعض التصريحات والأسئلة على الهواء مباشرة وخاصة محاولة المذيع التلفزيوني "انتزاع" 10 مليون دينار من الموازنة العامة لصالح المنتخب من خلال لقاء مباشر مع رئيس الوزراء، علما بأن هذا الموضوع لا يزال موضع بحث وتفاوض ما بين الاتحاد الأردني لكرة القدم والحكومة. وقد لاحظ الجميع أن رئيس الوزراء رفض إعطاء وعد نهائي .
بعد نجاح المنتخب توقعنا وتمنينا نجاح البحر الميت في الدخول ضمنة لائحة عجائب الدنيا الطبيعية السبع كما حصلت البتراء على هذا الشرف في مسابقة عجائب العالم الجديدة في العام 2007 ولكن هذا لم يحدث لأن هنالك فارقا شاسعا ما بين التخطيط الدقيق لفوز البتراء والعشوائية والتأخير الذي رافق دعم ملف البحر الميت خاصة في عهد الحكومتين السابقتين. وفي واقع الأمر فإن الزخم الحقيقي للتصويت للبحر الميت جاء متأخرا وفي الشهر الأخير فقط بعد سنتين من التجاهل والذي كان سببه عدم الاهتمام وكذلك صعوبة التنسيق الإداري والسياسي مع إسرائيل كون أن البحر الميت يعتبر موقعا مشتركا. وحتى نهاية العام الماضي كانت التعليقات الصادرة عن الجهات المنظمة للمسابقة تشير إلى عدم وجود اي تواصل أردني-إسرائيلي للعمل على تقديم ملف مشترك وكان البحر الميت مهددا بالخروج من المسابقة بشكل نهائي، وفي النهاية تم التوصل إلى تفاهم ورقي ولكن قامت كل دولة بالترويج بشكل منفصل وهذا ما حدث بعد فوات الأوان مقارنة بدول أخرى عملت بجدية طوال السنوات الماضية. ومع ذلك فقد أسهمت الخصائص الفريدة للبحر الميت في وصوله إلى المرحلة شبه النهائية التي تضمنت 14 موقعا كلها تتميز بالخصائص الطبيعية البديعة. ولا يمكن إعتبار عدم نجاح البحر الميت في التصويت انتقاصا من قدره فقد خلت القائمة النهائية من مواقع مذهلة مثل الحيد المرجاني العظيم في أستراليا، وموقع جراند كانيون في الولايات المتحدة ومجموعة جزر الجالاباجوس والتي تضم التنوع الطبيعي الفريد الذي كان اساس نظرية التطور لداروين وكذلك جزر المالديف الساحرة والمعرضة للغرق.
batirw@yahoo.com