اخبار البلد - الیوم
أول كانون، آخر شھر في 2020 .اجمعوا الجرار الخاویة من قمحھا وفولھا وعدسھا، تلك
التي أفرغھا ھذا العام الشریر، لتكسروھا وراءه مثلما كسر أرواحاً واقتصاداً
وأموالاً ونفوساً، وبث الرعب في قلوب البشر. اكسروھا بلا ندم ولا ترحم على ما فات،
فقط ترحموا على من مات. وما أكثرھم على ھذه .الأرض التي تھتز خوفاً من فیروس لعین
لا أحد یعرف أباه وأمھ ولا كیف ولد ولا متى وكیف یموت
متفق علیھ أن ثمة ضحایا بالملایین ومختلف علیھ إن كان ثمة من جنى الملایین من وراء
الجائحة. بل ومن «اخترع» الفیروس اللعین لیرتب «النظام العالمي .الجدید».
اختلط الطب بالسیاسة والاصلاح بالأطماع والضحیة الأولى ھو الانسان في كل مكان
الانسان الذي رحل والذي قتل، ومن اكتأب وارتعب وتحطمت عظامھ ونفسیتھ وانھارت أمام
عینیھ أحلامھ وآمالھ و..من لم یجد قوت یومھ. لقد أبعد كورونا الأب .عن
ابنھ والابن عن أمھ والأخ عن أختھ وابن العم عن ابنة عمھ، اًصبح القریب بعیدا،
والبعید في علم الغیب، ھل سنراه مرة ثانیة أم نقرأ الفاتحة على روحھ
أغلق الفیروس المحلات والمدارس والمساجد
والكنائس.حول المدن المنتعشة الى سجون معتمة. قتل الحمیمیة بین الناس وقال لھم:
التزموا منازلكم، أنا ھنا وھناك أتربص بكم. لا تقتربوا من أقاربكم ولا تلمسوا
بعضكم. لا تخرجوا من منازلكم الا حین أسمح لكم و..لا تتنفسوا الھواء الا من وراء
«كمامة «. الكمامة، قطعة .القماش التي أصبحت سلاحكم الأوحد للنجاة بدل
دروعكم الواقیة من الرصاص ومن صواریخكم وطائراتكم ودباباتكم ورشاشاتكم
أصبحت الكمامة الزي الموحد للبشر في كل العالم. بات شكل الرؤساء والبؤساء،
الأغنیاء و الفقراء واحداً. لا نجاة لأسود أو أبیض الا بالكمامة. الھواء الذي كنتم
تتنفسوه بالمجان ولم تحفظوا نعمتھ منعتھ عنكم. أبعدتكم عن أعمالكم وعن مشاریعكم
وعباداتكم و..عنكم. بعثرتكم كورق الخریف الأصفر، وبعثرت حساباتكم .وخططكم
وموازناتكم
ھا نحن في الیوم الأول من الشھر الأخیر للعام الملعون في التاریخ. ھل یمضي بسلام
أم أنھ یخبىء للعالم ألعن شروره؟
ثمة من یتنبأ شراً. یتحدث عن زلازل وبراكین وفیضانات. عن نقص في الماء والدواء، عن
مزید من الوفیات واختفاء مسؤولین وزعماء. تصفیة حسابات بین .الطبیعة وأعدائھا، والخیر والشر الذي
كان لھ الغلبة منذ أول العام.
الأنظار تتجھ الى ما سیفعلھ المتھور ترامب
الرافض للاستسلام لقرار الشعب الامیركي وخیاره الدیمقراطي أن «ارحل». سیستسلم
ویخلي البیت الابیض للرئیس المنتخب بایدن في نھایة المطاف. لكن في ھذا الشھر
المتبقي لھ و للعام 2020 قد یلقي بأخطر شروره. قد یفجر حرباً عالمیة بالأسلحة
التقلیدیة، حرباً كونیة حقیقیة ولیست كورونیة .
ایران ھي الھدف و(الرشاش جاھز). نتنیاھو یحرض ویده على الزناد. اطلق الرصاصة
الأولى على عالم الذرة وأبو القنبلة النوویة الایرانیة فخري زادة في .طھران.
ان فعلھا ترامب فالمنطقة ستحترق بحرب لن تستثني أحداً ولا دولة من دولھا. قد تختفي
حدود وتنھار دول وترتسم خرائط جدیدة للمنطقة
لسنا متشائمین بـ 2021 ،لكن من كان یتوقع أن تأتي 2020 بھذه الشرور؟
اجمعوا الجرار لتكسروها وراءه الشهر الأخير من عام (الكمامة )
أخبار البلد -