تعرفون طبعا قصة تلك الفئران التي اجتمعت للتداول في الخطر المحدق بهم دوما من هجمات القط المفاجئة، حيث تقرر بالإجماع أن تقوم الفئران بوضع جرس في عنق القط حتى تسمع الفئران صوت قدومه فتهرب مسبقا، لكن شمل الفئران تفتت وتشتت أمام السؤال الجوهري الذي طرح خلال الإجماع المذكور وهو:
- ومن الذي سيعلق الجرس؟
هنا تسللت الفئران بجبن خائفة ولم يبق أي فأر يتبرع بأن يعلق الجرس. هكذا انتهى الاجتماع عند هذه النقطة وتم تأجيله إلى إشعار آخر ولن يتم عقد الإجماع ثانية إلا بأمر من القط شخصيا.
القط وإمعانا منه في التحدي وربما لرفع دوز المخاطرة، فقد قام شخصيا بتعليق عدة أجراس في رقبته يسمع رنينها حتى لو كنت من سكان كوكب بلوتو.
فعلا، نحن نعرف الأخطار والمضاعفات عما هو قادم / ليس بدءا من انتشار الكورونا المجتمعي وليس انتهاء بمخططات الأمريكان للمنطقة بعد الانتخابات. إننا نسمع هسيسها (حسب صديقنا أيمن العتوم) لكنا لا نأبه ولا نفعل شيئا ونتصرف كأن شيئا لم يكن. وربما نلوم الجرس –ذات الجرس الذي نبهنا-والذي اقلق نومتنا شبه الأبدية.
هكذا أغلقنا آذاننا بالطين والعجين والإسمنت المسلح ولم نعد نسمع صوت الجرس المدوي. الأخبار ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تنقل أخبار تحركاتهم لافتراسنا، لكننا لا نرى ولا نسمع ولا نحس ولا نقرأ.
عظم الله أجركم!!!!!