مما تقدم يتضح أن للاستيطان دوراً بارزاً في تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين، وقد نجحت الحركة الصهيونية بالاعتماد على فكرة الاستيطان وفلسفته التي جاءت من وراء البحار، حيث تم الإعلان عن قيام إسرائيل في أيار من عام 1948 على 77% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27009 كيلو مترات مربعة، وتمكنت إسرائيل من طرد معظم السكان الفلسطينيين بعد أن ارتكبت العديد من المذابح والمجازر وتدمير أكثر من 400 قرية ومدينة فلسطينية.
ومن المجازر المرتكبة بحق العزل الفلسطينيين مجزرة بلد الشيخ في قضاء مدينة حيفا، ومجزرة دير ياسين وكفر قاسم في قضاء مدينة القدس، وأصبح الفلسطينيون يعيشون مشردين لاجئين في البلاد العربية المجاورة وفي داخل فلسطين في الضفة والقطاع، ومازالوا إلى الآن رغم صدور القرار 194 وخمسين قراراً آخر يدعو إلى ضرورة عودتهم إلى أراضيهم بأسرع وقت ممكن.
وفي المقابل فتحت أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها ليتدفق الكثير من اليهود من مختلف أنحاء العالم، واستمر هذا الوضع حتى حرب الخامس من حزيران عام 1967 والتي كان من أهم نتائجها استكمال سيطرة «إسرائيل» على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، وبذلك تكون فرصة جديدة سنحت ل»إسرائيل» لمتابعة مخططات الصهيونية لتهويد فلسطين عبر النشاط الاستيطاني، والتي بدأت في القرن التاسع عشر، ورغم تفكيك المستوطنات من قطاع غزة بسبب التكلفة العالية وكفاح أهل غزة الطويل، بيد أن النشاط الاستيطاني لم يتوقف في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس التي تواجه أكبر عملية استيطان «إسرائيلية» منذ عام 1967، وفي هذا السياق تشير الدراسات إلى أن النشاط الاستيطاني «الإسرائيلي» في الضفة الغربية أدى إلى بناء 151 مستوطنة «إسرائيلية» تضم أكثر من ثلاثمائة ألف مستوطن «إسرائيلي»، إضافة إلى 26 مستوطنة تلف القدس بطوقين من جميع الجهات، وفيما نحو 190 ألف مستوطن «إسرائيلي»، وهناك مخططات لفرض وقائع استيطانية «إسرائيلية» في الضفة الغربية وفي داخل الأحياء العربية من مدينة القدس. ومحيطها ومختلف الجغرافية الفلسطينية وبات عدد المستوطنين يزيد عن 750 ألف مستوطن ضمن سياسة فرض أمر واقع لتغيير الديموغرافيه الفلسطينية ضمن مفهوم تغيير الطابع الفلسطيني ضمن سياسة التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي
في الوقت الذي يدعي فيه دول العالم محاربتهم للإرهاب يتغاضون عن الإرهاب الممارس بحق الشعب الفلسطيني . وتستوقف كل المحللين السياسيين والمراقبين الامميين ومنظمات حقوق الإنسان معنى ومفهوم الإرهاب في القاموس الدولي .
ويطرح السؤال التالي أليس الاحتلال إرهاب أليست العنصرية الممارسة من قبل المستوطنين وجرائمهم المرتكبة بحق الفلسطينيين إرهاب .... أليس اغتصاب الأرض وإنشاء المستوطنات ونقل المستوطنين للأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل سلطة الاحتلال إرهاب
وهنا تستوقفنا قرارات الكابينت الإسرائيلي وجملة الأوامر العسكرية بقتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه وهدم البيوت والتوسع بحملة الاعتقالات والاعتقالات الاداريه أليست هذه القرارات جميعها تتعارض والاتفاقات الدولية ومعاهدة جنيف المتعلقة بحماية المدنيين
الم يصدر مجلس الأمن والأمم المتحدة قرارات تعتبر الاستيطان غير شرعي وتقر وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ضمن مشروعية سكان الإقليم المحتل بحق مقاومة الاحتلال
هذه القرارات جميعها وانتقادات هيومن رايتس لممارسات إسرائيل واعتبار أعمالها وممارساتها وجرائمها تتعارض والاتفاقات الدولية وخرق فاضح لحقوق الإنسان ، وهنا تستوقفنا جملة تصريحات صدرت عن مسؤولين امريكيين وغرها ويصرح من خلالها من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ، هذه التصريحات وغيرها الممالئة للاحتلال الإسرائيلي والمتعارضة مع القوانين الدولية وجميعها تشكل خرق فاضح لمسئولي هذه الدول التي يدعون محاربتهم للإرهاب وهم يشرعون لسلطات الاحتلال ومستوطنيهم ارتكابهم للإرهاب الممارس بحق ألدوله الفلسطينية تحت الاحتلال ويعتبرون حياة الإنسان الفلسطيني رخيصة ويشرعون لإسرائيل كدولة احتلال بممارسة الإرهاب.