دولة رئيس الوزراء الدكتور بشرالخصاونة, اسمح لي بداية أن اقول وعلى المستوى الشخصي, أنك تنتمي لعائلة كبيرة ومحترمة, ترتبط مع عائلتي بعلاقة وأواصر تاريخية ومحبة خاصة بالنسب والمصاهرة والدم. فالشهيد زاهي الحمود رحمه الله توفي مع الشهيد هزاع المجالي بحادث تفجير الرئاسة, ولقد كانت دائما عائلتانا بانتماءيهما وولاءيهما في خندق الوطن وقيادته الهاشمية. لذا اسمح لي بالقول: أنكم توليتم رئاسة الوزراء في أصعب الأوقات وأكثرها إستثناء في تاريخ المملكة. لذا سوف أبدأ من حيث ما انتهيت في تصريحكم الأول للإعلام, بعد توليكم رسميا رئاسة الحكومة, فلقد اعتدنا سابقا أنه وفي أول تصريح أو لقاء إعلامي لرئيس الوزراء الجديد, أن يقوم بإرسال رسائل تفاؤل وتطمينات للشعب الأردني, بأن الحكومة القادمة سوف تعمل على حل القضايا التي تؤرق الناس, مثل: المديونية,الفقر,البطالة والفساد, وغيرها من القضايا والملفات التي تتوارثها الحكومات السابقة. وما أن تبدأ العجلة بالدوران وتنتهي فترة (شهر العسل), يجد رئيس الحكومة نفسه أمام حقائق ووقائع لا يمكن حلها مهما امتلكت الحكومة من خبراء ووزراء مخضرمين, ذلك أن حجم التحديات والصعوبات كبير, والحلول المتاحة قليلة. و يبدو أنكم وبحكم خبرتكم السابقة, ولتجنب الدخول في متاهة الوعود التي اطلقها من سبقكم الى الموقع, فقد حفظتم الدرس جيدا, وفتحتم (العلبة) كما يقال بالمثل الشعبي بالعكس من الجهة التي ليس بها عسل, ولقد تعمدتم في تصريحكم إيصال رسالة واضحة وصريحة الى الشعب الأردني, مفادها أننا نعيش في ظروف صعبة واستثنائية ومفصلية،وأنك تسعى إلى الانفتاح والمصارحة والمكاشفة والحقيقة دون مجاملة، ولا تسعى الى الشعبوية. والحقيقة أنني عندما سمعت هذا التصريح, لا أدري كمواطن أردني هل أتفاءل أم أتخوف؟ فأفضل ما في هذا التصريح هو المصارحة, وأخطر ما فيه هو أن القرارات القادمة للحكومة قرارات مؤلمة, ويبدو أنكم قمتم بزيادة ارتفاع مسار الطائرة الحكومية, فلا مجال للإصلاح في الجو, ولا بد من الهبوط على الأرض مهما كان عبور المطبات الهوائية خطرا, ومهما كانت الكلفة باهظة. ويبدو من ظاهر كلامكم أنك تتفق مع دولة رئيس الحكومة السابق عبد الرؤوف الروابدة, بأن الاقتصاد الأردني ما زال في غرفة الإنعاش, وأن المسكنات والأدوية لم تعد تنفع, فاقتصادنا يحتاج الى جراحة عاجلة مهما كانت النتائج مؤلمة.
دولة الرئيس لقد استطاع الأردنيون بتصميمهم وصمودهم وقيادتهم الهاشمية, المحافظة على توازنهم واتزانهم, وتجاوز الكثير من الظروف والمحن والتجارب المريرة الصعبة. ونحن الآن نعيش على المستوى الداخلي في ظل أزمة إقتصادية خانقة, وتفشٍ لوباء جائحة كورونا. أما على المستوى الخارجي, فحدث ولا حرج, فالجميع منشغل في مشاكله, ولم يعد هناك مساعدات أو دعم مادي, فنحن بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى الى الاعتماد على الذات, وهذا يتطلب وقفة جماعية جادة, والى خطة طريق نتجاوز بها الصعاب. وفي النهاية أقول لكم ومن باب الأمانة والحرص, إن المعادلة والحلول المتاحة قليلة والعواقب صعبة, فإن كنت لا تمتلك عصا سحرية, فأمسك عصاك من النصف على مبدأ «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم».