اذن الحكومة بين مرحلتين احدهما مرحلية تستمر لاذار واخرى منهجية تتمثل في عودة الحياة الى ظروفها الاعتيادية والتي ستكون ما بعد اذار، وذلك بعد الانتهاء من برنامج الاعداد المرحلي الذي من المفترض ان تقوم الحكومة عبره، باعادة صياغة مرحلية لطبيعة العمل في الادارة العامة وذلك وفق ضوابط استثنائية تستجيب للمرحلة بكل ما فيها من قضايا صحية ومعيشية وتعليمية وانتخابية.
اذن برنامج الحكومة واضح ويمكن قراءته من خلال كتاب التكليف السامي، في انتظار ان تقوم الحكومة في الاجابة عن الاسئلة وذلك في طرح خطة عملها الصحية وبرنامجها التعليمي ومسار العملية الانتخابية بتوقيتات نهجها، وذلك حتى يتسنى للجميع العمل ضمن بوصلة اتجاه واحدة تسهم في تجاوز هذه المرحلة الصعبة بكل ما فيها من تعقيدات وبائية وظروف معيشية.
التركيبة الحكومية تبشر بالخير لامتلاكها وزراء قادرين على التعاطي مع الظروف الاستثنائية في المشهد العام، هذا اذا ما تم توظيف طاقاتهم وخبراتهم في الاتجاه الصحيح،لذا فان المتابعين ينظرون للفريق الحكومي انه قادر على التعاطي مع المرحلة افضل من الفريق السابق، وهذا ما قد يجعل الفريق الوزاري يكون امام تحد عميق ويعول عليه شعبيا على تجاوز المرحلة وقيادة الاردن الى بر الامان.
وفي الشق السياسي فان الحكومة، منسجمة مع البوصلة الملكية، لاسيما وان رئيس الوزراء كان من الشخصيات القريبة من بيت القرار السياسي، وهذا ما قد يؤهله لفتح ابواب جديدة في العمل العربي المشترك، تخفف من درجة الظروف المعيشية والصحية ويرتقي بمستوى الاداء العام اذا ما توفرت الامكانات اللوجستية والتقنية الصحية. فان اللحظة التاريخية بحاجة الى استدراك والظرف الوبائي، بحاجة الى تعاون مشترك بين مجتمعات المنطقة يعمل على التعاطي مع الظرف الصحي عبر تعاون بناء ومشترك، وهذا ما يعول على الحكومة تحقيقه.