اغلب الناس يتحدثون في مجالسهم عن حتمية انتشار الوباء، وان الحكومة باتت عاجزة عن منع ذلك، وان عضلاتها التي فردتها في الموجة الاولى قد اصابها الضمور.
هل تملك الحكومة استراتيجية لمواجهة موجة الوباء؟ اشك في ذلك، فمنطق العمل بالمياومة والتجزئة يبدو سائدا بشكل لا ينكره احد.
قد تكون الموجة الجديدة اكثر شدة من سابقتها، وقد تكون هناك قرارات مرجعية حاسمة تتعلق بمنع اغلاق الاقتصاد من جديد، كل ذلك يحدد مساحات عمل الحكومة، لكن مع ذلك هناك ارتجالية وتخبط واضح.
تفتقد الحكومة لخطة وخطاب واحد، هناك ارتجالية كأننا في حارة "كل مين إيدو إلو"، فالتعاطي لا يشي بوحدة اتخاذ القرار، والواضح ان ثمة غيابًا للعمل الجماعي.
أخطاء في كل مكان، حتى في الايجاز اليومي حدثت اخطاء (اصابات الطفيلة)، أما التصريحات الطبية فحدث ولا حرج، حيث الامور تسير نحو تشويش واضح.
قادم الايام، وفق التوقعات، ستعاني الحكومة برمتها، وبشكل اخص الفرق الميدانية المنوط بها التقصي الوبائي، ستصاب بمزيد من الاجهاد، ويأتي هنا سؤال: هل نحن مستعدون لذلك؟
أداء الحكومة مرتبك، وأرفض اتهام من يزعم انه مقصود لغايات تأجيل الاستحقاق الانتخابي، لكن بتقديري ان الحكومة فقدت لياقتها، ولابد من ترشيق حقيقي لأدائها، ولن يكون ذلك إلا بتغيير حقيقي في بنيتها.