قامت الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية وبالتعاون مع الجمعية الأردنية لإختصاصي الغدد الصم والسكري وأمراض الاستقلاب بعقد محاضرة علمية تتحدث عن اضطرابات الغدة الدرقية والإضطراب العصبي السكري وخلل السكر في الدم ، بمشاركة كلا من : د. سامي حداد ، د. أحمد خير ، د. جهاد حداد وبإشراف الدكتور عبد الكريم خوالدة رئيس جمعيه أطباء الغدد الصماء ، وذلك عبر التواصل التقني والإلكتروني وبحضور نخبة من الأطباء والصيادلة
وافتتحت المحاضرة بكلمة ترحيبية القاها الدكتور عبد الكريم خوالدة بالأخصائيين و السادة الحضور والتحدث عن انجازات وتطلعات الشركة وتطورها
إبتدأ الدكتور سامي حداد محاضرته بتناول الاساليب المساعدة لتشخيص امراض الغدة الدرقية و ضرورة معرفة المعدلات الهرمونية التي تتطلب العلاج
وناقش اذا ما كان علاج قصور الغدة الدرقية تحت "الإكلينيكي" (غير ظاهر الاعراض) مفيدا سريريا أم لا؟ حيث بين أن دراسات فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكية ولجنة خبراء مستقلة لم تتمكن من التوصل الى أدلة حاسمة للتوصية بمعالجة المرضى الذين يعانون من مستويات TSH من 4.5-10 mIU / L.
بينما اوصت إرشادات الجمعية الامريكية لأخصائي الغدد الصماء AACE لعام 2019 بعلاج جميع المرضى الذين يعانون من مستويات TSH أعلى من 10 mIU / L واما المرضى الذين يكون مستوى TSH بين 5-10 mIU / L فقد يحتاجون العلاج إذا كان يرافقه تضخم الغدة الدرقية أو وجود الأجسام المضادة لـ TPO بسبب ان هؤلاء المرضى لديهم أعلى معدلات التقدم إلى قصور الغدة الدرقية الظاهر
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من زيادة نشاط الغدة الدرقية "التحت الاكلينيكي" الغير ظاهر فلم تتوصل فرقة عمل الخدمات الوقائية التابعة للولايات المتحدة على أدلة كافية لتقييم الفوائد والأضرار . كما اوصت ارشادات ATA و AACE لسنة 2019 بعلاج المرضى الذين يعانون من مستويات TSH أقل من 0.1 mIU لكل لتر إذا كانوا أكبر من 65 عامًا أو لديهم أمراض مصاحبة مثل أمراض القلب أو هشاشة العظام.
و اشار الدكتور سامي حداد الى ان معدل النطاق العلاجي (Therapeutic range) لهرمون الـ TSH يختلف حسب اتباع المعدل الكلاسيكي : 0.45-4.5 او حسب الارشادات الحديثة :0.4-2.5 مع تفضيل الرجوع للمعدل الكلاسيكي في ماغلب الحالات .
ثم تناول اهمية قياس الهرمونات الاخرى لوظيفة الغدة الدرقية FT4/FT3/TPO/TRAB و اهمية كل منها حسب الحالة المرضية.
واختتم الدكتور سامي حداد محاضرته عن استعمال الوسائل الاخرى المساعدة للتوصل الى تشخيص المرض باسرع وقت و شدد على اهمية استعمال فحص الالتراساوند (السونار او الامواج فوق الصوتية) للغدة الدرقية موضحا اهمية الفحص من خلال صور لحالات مختلفة من امراض الغدة. ثم تناول سريعا اهمية و كيفيةو زمن اللجوء الى فحوص اخرى مثل التصوير باليودالمشع و اخذ عينه من اورام الغدة الدرقية. و اخيرا المح الى وجود فحص جديد يعرف ب (Elastography) لم يستعمل كثيرا لغاية الان و الذي قد يساعد على التمييز بين الاورام الحميدة و الخبيثة
كما تحدث الدكتور احمد خير استشاري الغدد الصماء والسكري عن مشكلة الاعتلال العصبي السكري من النظرية إلى التطبيق ، حيث تكلم الدكتور عن مرض السكري وحقيقة كونه من أكثر عشرة أسباب مؤدية للوفاة عالميا و أوردت الاحصائيات في عام 2015 أن السكري تسبب في ما يزيد عن 2 مليون وفاة ذاك العام
وأشار أيضاً إلى أن أعداد المرضى المصابين بهذا المرض في ازدياد مستمر وأنه يتوقع أن يصل عددهم إلى 628 مليون بحلول العام 2045 وفي إحصائية أخرى بين الدكتور خير أن أغلب الإصابات في الدول ذات الدخل المحدود تنتهي بالوفاة في الأعمار أقل من 60 سنة وأغلب الاعتلالات المصاحبة للسكري هي اعتلالات عصبية يليها اعتلال وظائف الخلايا الكلوية ثم اعتلال شبكية العين
وشرح الدكتور عن كيفية اصابة النهايات العصبية بالضرر من السكري وما هي أبرز أسباب المشكلة وعوامل الخطورة التي يمكن ان تزيد من خطر الإصابة بعدها استعرض الدكتور أبرز الخيارات الدوائية المتاحة والفعالة ضد هذه المشكلة وسلط الضوء على التراكيب التالية : بريجابالين, جابابنيتن, دولوكسيتين وفيتامين ب12 والمكمل الغذائي ( حمض الليبويك).
كما استعرض نتائج دراسة توضح دور فيتامين ب12 في تخفيف ألم الأعصاب المرتبط بالسكري بالإضافة للشعور بخدران الأطراف
وأنهى الدكتور مشاركته باستعراض الخيارات الدوائية التي يمكن الجمع بينها في حال فشل العلاجات المنفردة و بإجابة أسئلة الجمهور حول نفس الموضوع.
في محاضرة الكترونية حول اضطراب سكري الدم وارتباطه بعوامل خطورة أمراض القلب، أفاد الدكتور جهاد حداد استشاري الغدد الصماء والسكري بأن هذا المرض هو من أخطر ما يهدد حياة الأفراد وصحتهم وربط بينه وبين دراسات سريرية تدعى ب EUROASPIRE والتي قيمت مدى تأثر هذا المرض بنمط الحياة المتبع ونوعية الأدوية المستخدمة للسيطرة على السكري والضغط وأمراض القلب وتابع بأنه في هذه الدراسات تم اشراك أفراد من سبعة وعشرين دولة اوروبية وتم تقييم مجموعة من العوامل الخاصة بهم لربطها باضطراب سكري الدم وبينت هذه الدراسة بأنه من مجموع كل المشاركين ظهرت نسبة الإصابة المقدرة من قبل المرضى على أنها ٣٣ بالمئة بينما كانت النسبة الحقيقية المدروسة من قبل الباحثين قريبة من 60 بالمئة حسب الدراسة
واشار الدكتور جهاد بأن أكثر الناس عرضة للإصابة بهذه المشكلة هم من أصحاب أمراض الجهاز الدوراني والقلب وفي نهاية المحاضرة عرض أحدث التوصيات الصحية والدوائية المستخدمة للسيطرة على المرض وأعراضه وختم بنصيحة حول أهمية المشي اليومي وتأثيره الإيجابي الفعّال على تقدم المرض وخطورته وأجاب بعدها على مجموعة استفسارات من الحضور حول هذا الموضوع