شوربة تحدّثت بعض الصحف الإلكترونيّة عن بعض القرارات التي إتخذها مجلس الوزراء المستقيل في أيامه الأخيرة من تعيينات وترفيعات وغيرها من اجراءات تمسّ وظائف وحياة بعض الاشخاص والموظفين والحديث هنا ليس عمّن إستفاد او خسر او ظُلم او مدى احقّيته بذلك الإجراء أوقرار من هذه القرارات ولكنّ الحديث عن الطريقة والتوقيت الذي إتُخذت بها . ولكن حكومة يطالب الشعب بحلّها منذ اشهر عديدة حتّى ان النوّاب لم يحتملوا مماطلتها فلجئوا إلى ملك البلاد صاحب القرار ورفعوا إليه مذكّرة للمطالبة برحيل الحكومة معللين طلبهم بعدم قدرة الحكومة على مواجهة الظروف والاسراع في عمليّة الإصلاح والذي كان مُستغربا من تلك الحكومة ان تتخذ قرارات فيها شبهة فساد في حين ان المواطنين مجّوا المطالبة بإجتثاث الفساد ومحاربة ومحاسبة الفاسدين فأين الشعور بالمسؤوليّة؟؟؟؟ ولجوء رئيس الحكومة واعضائها لهذا الأسلوب في اتخاذ قراراتهم ينمُّ عن عدّة إحتمالات أولها شعورهم بأنهم سيبقون اصحاب قوّة في الفترة القادمة يتحصّنون بشعورهم انهم عملوا الكثير للوطن والمواطن والثانية شعورهم انه لن يطالهم عقاب او حساب إن إرتكبوا مخالفة او تجاوزا كباقي الفاسدين الذين لم تطالهم يد العدالة حتّى الآن وثالثها انهم شعروا بانهم لم يوفوا الوعود للبعض فسارعوا للوفاء بتلك الحقوق في الوقت الضائع ورابعها شعورهم بان الرئيس الجديد سيبقي على عدد منهم في التشكيل الجديد وبالتالي يستطيعون تبرير قراراتهم واحتمالات كتلك كمن يبحث عن قطعة لحم في طبق شوربة بدون دسم. والذي يُثلج الصدر ما اشارت له بعض وسائل الإعلام من ان الرئيس المكلّف سوف يلغي تلك القرارات التي اتخذت في الفترة الأخيرة مع إعتقادي انّ ذلك غير كافي ويجب إتخاذ إجراء أشد إن ثبُت أن تلك القرارات التي اتخذت لغايات شخصيّة وبدون وجه حق ولو بكتاب لوم وعتاب لمتّخذي القرارات لأن ذلك تكرّر اكثر من مرّة سابقا ولكي يكون ذلك رادعا لعدم تكراره في الحكومة القادمة او في المستقبل . إنّ ما يجعل المواطن اكثر اطمئنانا بشكل أوّلي لمستقبل واعد وإكمال عمليّة الإصلاح بشكل أسرع وأصوب هو ان الرئيس المكلّف ذو خلفيّة قانونيّة وهذا ما يجعلنا نعتقد انّه الأقدر على محاربة الفساد والإحساس يأحوال الناس المعيشيّة والمتفّهم بمدى ضرورة نشر العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن أصولهم ومنابتهم ولونهم وديانتهم . وسيكون أوّل إختبار للرئيس هو في إختيار فريقه الوزاري فإن لم يؤمن بالتوريث أو بالشلليّة أو تبادل المنفعة أو التنفيع بغير وجه حق أو إعطاء حقوق الأولويّة في التعيين للأقارب وألأنسباء والأصدقاء يكون سلك طريق العدل والمساواة والمصداقيّة . وقد كان حديث الرئيس المكلّف للنواب واضحا في ان التعيينات ستكون بناء على النزاهة والكفاءة والقبول الشعبي ومن اصحاب الخبرة واصحاب صورة ناصعة يعوون شرف الخدمة العامّة مع الاخذ بعين الإعتبار البعد الجغرافي . قال عليه الصلاة والسلام ( وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) رواه أحمد وابن ماجه. قال عليه الصلاة والسلام ( والله لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شيئا بِغَيْرِ حَقِّهِ إلا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يوم الْقِيَامَةِ فَلأَعرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا له رُغَاءٌ أو بَقَرَةً لها خُوَارٌ أو شَاةً تَيْعَرُ ) رواه مسلم . م. احمد محمود سعيد دبي – 20/10/2011
د. احمد سعيد يكتب : حكومة .... شوربة
أخبار البلد -