(جائحة أمريكية... اسمها ترامب)

(جائحة أمريكية... اسمها ترامب)
أخبار البلد -  
أخبار البلد - العالم كلّه يكتشف اليوم مدى هشاشة الولايات المتحدة الأمريكية، ليس بسبب ضعفها في مواجهة فيروس كوروبا، بقدر عجزها عن تحييد وعزل أكبر جائحة سياسية ومالية تصيب البلاد، وهي مكوث وحَجر الرئيس دونالد ترامب في منصبه بعد التَّعفن والفساد الذي طال الدولة والمجتمع والشعب، لا بل العالم كلّه، أفقد الجميع المناعة الذاتية لمقاومة أي فيروس طارئ. أمريكا ، كما استقرت منذ ما بعد العالمية الأولى، كانت دولة غير متناهية في القوة ، قدرة عظيمة في تغيير العالم وبصمة بسياستها الداخلية والخارجية، صارت زمن العولمة التي صنعتها تحصد نتائجها، وأعظم هذه النتائج : هشاشة الديمقراطية ووهنها، سمحت بوصول مواطن أمريكي مرابي فاسد اسمه دونالد ترامب، أخطر فيروس في تاريخ أمريكا. قوة غير متناهية في الكِبَر والزَّهو والخُيلاء تُظهر عجزا صارخا وفادحا أمام فيروس غير متناهي في الصغر، جائحة كورونا، أكبر قوة تثبت لترامب أنها آلت إلى الذروة وآن لها أن تنحدر من الجهة الأخرى للحضارة الإنسانية. فقد تبين أن نموذج ترامب قد ولّى مع حكم موسولوني، وأنه سياسي «رث» «مستهلك»، خاوي الوفاض، لا يمكنه أن يشتغل لإدارة سياسته إلا على الفضائح، وهي وحدها التي تغذي سياسته حيال «الشعب الأمريكي»، الذي لم يكتشفه ترامب بعد

فعلا، جائحة أمريكية اسمها ترامب، لأن قرابة أربع سنوات من الحكم لم يصنع إلا الفراغ حوله بسبب ما يصدر عنه من عَدْوى ومن عداوة. كل القضايا التي طالتها يداه بقيت تلتهب و لم تخمد على ما هي عليه سياسة الرؤساء العاديين، بل هو راح وقبل أن يستلم البيت الأبيض إلى إضرام الفتن والبؤر على ما توحي له نَفْسه التي يغالبها دائما الشَّر. فهو لم يبد أي تصرف أو مسعى يدل أنه يدرك ويفهم معنى الخير والفضيلة والإنصاف. رائده الأول والأخير « الملايين» ثم الملايين» من الدولارات، والباقي يذهب إلى الجحيم. و هذا ما وقع فعلا لأمريكا والعالم اليوم وما تعانيه مع جائحة فيروس كورونا وما تمخض عنها من أضرار وخسائر وتداعيات ليست في نهاية المطاف إلا نتيجة كبرى لسياسة رعناء مديرها الرئيس ترامب

كل العالم اليوم يَحْكم أنفاسه جراء سياسة ترامب الرعناء، والبشر كلّهم يدفعون ثمن هذا الفيروس الأشقر، لأنهم سكتوا عليه في زمن صار صعبا على الجميع، أن يحتمل الصمت، ومن هنا الدعوة الإنسانية والعالمية لتقرير مصير العالم ليس من قبل الدول الكبرى التي لم تعد كذلك فحسب، بل من كل المجموعة السياسية والمدنية، لأن في عصر العولمة والتواصل المكَثَّف والعلاقات البينية الفائقة أضحى «المدني» أقوى من السياسي ويتفوق عليه

الدعوة الإنسانية والعالمية لتقرير مصير العالم ليس من قبل الدول الكبرى، بل من كل المجموعة السياسية والمدنية، لأن في عصر العولمة والتواصل المكَثَّف أضحى «المدني» أقوى من السياسي ويتفوق عليه

في عهدته، التي تشارف النهاية، اكتشف العالم كله رجلَ أعمال، رئيساً في أمريكا يجمع بين المال وإدارة الحكم في أكبر دولة في العالم. فقد شهد العالم تصرفات حاكم البيت الأبيض يضع مصالحه هو التي أدغمها في سياسته الداخلية والخارجية، وتلازمت عنده بالقدر أنه يتصرف كتاجر، لا يهمه إلا المال، ولا يكترث إطلاقا، ما إذا كان الملأ الأعظم يشاهده أم لا ؟ وهو يصارع الجميع من أجل تحصيل وانتزاع أغراضه الخاصة، سواء تعلق الأمر بنهب أموال عائلة آل سعود، أو خروجه من الاتفاق النووي مع إيران، أو تقديمه لهدايا سياسية لغريمه و صنوه نتنياهو من ذمة الفلسطينيين ودمهم. كل هذه القضايا صارت بؤرا يزيد أوارها مع الأيام بحيث رتّبت مضاعفات على عدم التحكم في فيروس كورونا بسبب نزاعه مع الصين وأوروبا، وتدهور أسعار النفط بشكل فادح بسبب نزاعه مع إيران وتحكمه المتَجَبَّر لنفط آل سعود ومستعمرة العراق، انعكست عليه هو أولا، ثم وليس أخيرا انسداد السياسة الإسرائيلية التي لم تتوصل إلى حد الآن إلى تشكيل حكومتها بسبب الإضافة السياسة المفرطة، الخالية من أي معنى، التي قدمها ترامب لعصابة الصهاينة، التي تسهر على وجود إسرائيل كأكبر عائق لتطور وتنمية منطقة الشرق الأوسط وأدناه

ما يرعب اليوم الشعب الأمريكي، في عصر جائحة الكورونا، هو تحوّل الولايات المتحدة الأمريكية عن وضعية الرِّيادة إلى ما دونها، وانكشافها أمام العالم كله بأنها عاشت وسوف تعيش عالة على العالم وإن الجنس «الأبيض» النقي على ما يفهم ترامب ويعتقد مجرد أسطورة، وأنّ الليبرالية المغالية والمتوحشة على ما ينزع إليها الإنجيليون الجدد في أمريكا هي آخر نسخة المذاهب المتطرفة في تاريخ الإنسانية، لأن سياق العولمة لا يحتمل ولا يقوى على مثل هذه المذاهب. سيكتشف العالم كله، أن هشاشة أمريكا في عصر الوباء الخطير ، مرده إلى قوة الصين، المارد والعملاق الجديد، على ما تنبأ وزير العدل الفرنسي السابق آلان بيريفيت ، في كتابه الذائع « عندما تستيقظ الصين ، يهتز العالم». يقظة الصين دامت لأكثر من ثلاثة عقود، وغفلة أمريكا دامت لأكثر من ثلاثة عقود، أي بعد ما انفردت بالوضع في العالم على إثر سقوط المنظومة الشيوعية ودولة الإتحاد السوفييتي

في مثل هذه الأوضاع المرعبة، زمن حكم ترامب، سوف يطارد الشعب الأمريكي هاجِسٌ مفزع و هو أنه صار تحت رحمة الصين، البلد الذي يستثمر في أقوى عامل للتنمية والتطور الرائع، ونقصد «الشطارة» التي يتحلّى بها الإنسان الصيني، التي قلّما تتوفر في غيره العالم، ناهيك أنها تكاد تكون غير موجودة في الإنسان الأمريكي النقي على ما يتصور الرئيس ترامب

نعم شطارة الإنسان الصيني هي التي بدأت تسعف أمريكا اليوم وتقدم له المساعدات ليس لأنه يعاني مثل ما يعاني باقي الناس في العالم، بل لاكتشافه أن الإنسان الأمريكي بطبيعته عاجزا عن مواجهة حرب ومعركة وباء اسمه كورونا

المواجهة التي شنها الرئيس ترامب ضد الصين في بداية عهدته هي التي سوف يحصد نتائجها، أهمها على الإطلاق حالة هشاشة الديمقراطية في بلده و في بلد ربيبته إسرائيل، حيث تحوّلت الديمقراطية في كلا البلدين و صارت تعني التمادي في الحكم إتقاءً للمحاكمات ونشر الفضائح، والأنْكَى من كل ذلك ضعف المواطن الأمريكي والإسرائيلي عن حماية نفسيهما في غياب أصولهما الحقيقية، و ليس المفترضة على ما يتوهم ترامب وزبانيته و نتنياهو و أزلامه
 
شريط الأخبار فيديو || المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفاً في غور الأردن "الاقتصادي والاجتماعي": موازنة 2025 تتصدر التحديات الاقتصادية لحكومة حسّان "الوطني للمناهج": لا نتعرض لأي ضغوط خارجية أو إملاءات لإدراج أو حذف أي موضوع في مناهجنا الإفراج عن الأسيرين الأردنيين النعيمات والعودات حملة لإنفاذ سيادة القانون في البترا المعايطة يوعز بالتحقيق في الفيديو المتداول لتجاوزات أثناء إلقاء القبض على أحد الاشخاص نائب الملك يشدد على ضرورة الارتقاء بنوعية التعليم العالي ارتفاع سعر البنزين أوكتان (90) بنسبة 4% عالميا "اعتماد التعليم": لن يكون هناك برامج راكدة بالجامعات خلال 2-3 سنوات صالح العرموطي رئيسا لكتلة نواب "العمل الإسلامي" الأمن العام يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا مكاتب استقدام الخادمات.. الوزير خالد البكار والخيارات المفتوحة في الامتحان الأول الأردن يعـزي إيـران بضحايا حادث انفجار منجم للفحم في إقليم خراسان من هو (فادي) الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه؟ الحبس ل 4 أشخاص في الكرك خططوا لقتل مسؤولين مكافحة المخدرات تلقي القبض على 19 تاجراً ومروجاً للمخدرات اللواء الركن الحنيطي: القوات المسلحة مستعدة لتنفيذ أي مهمة دفاعية لحماية حدود المملكة الأوراق المالية توافق على طلب تسجيل رفع رأس المال لـ شركة "المتحدة للتأمين" إصدار 326 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا منذ بداية العام الحالي إلغاء الإجتماع غير العادي لشركة الأردن الدولية للتأمين