تسونامي الحرب العالمية المدمر!

تسونامي الحرب العالمية المدمر!
أخبار البلد -  

بدون أن يدري الإنسان يمكن أن تزل قدمه في الأخطاء أو الخطايا، والسبب التعود على شيء لدرجة الإدمان. ومن ثم، يصعب التخلص منه. فعلى سبيل المثال، كان يعيش العالم منذ أشهر قليلة ماضية في حالة من الخمول والرفاهية، جعلته عازفا عن المشاركة في الكثير من الأنشطة الاجتماعية. وكانت طوال الوقت تعلو الصرخات لحث البشر على ترك الهواتف الذكية، وألعاب الفيديو، من أجل استعادة جسور التواصل الاجتماعي الحقيقي. لكن، هيهات! صارت العودة للماضي من رابع المستحيلات، خاصة بعد إدمان البشر على تلك الوسائل التكنولوجية، ليس فقط لتمضية الوقت أو الترفيه، بل أيضاً لأنها صارت بمثابة الحاسوب، ومكتب البريد، ومكتب الاتصالات، والمصرف، والمتجر المتنقل، الذي يمكن استخدامها في أي وقت، لطالما كان بحوزتنا هاتف ذكي

ولا يمكن أن يشك أحد في أن الهواتف الذكية ذات وجه آخر خبيث، لحين تنبلج الأخطار النفسية والاجتماعية والأمنية، فحسن النية هو الأمر الظاهر، وذلك بالضبط ما حدث عندما خرج على العالم الرئيس الصيني تشي جين بينغ عام 2017 وأخبرهم أنه يراوده حلم مد «طريق الحرير» مرة أخرى، لربط جميع دول العالم كما كان الحال في الماضي. فقد عرف العالم «طريق الحرير» منذ القرن الثاني وحتى القرن الثامن عشر الميلادي، وهو مجموعة من الطرق المترابطة بين الدول والقارات، لمرور القوافل والسفن، التي تنقل البضائع الصينية الصنع كالحرير والبهارات والبورسلين ـ لجميع دول العالم. وكانت بداية الطريق وسط آسيا، ثم يمر بدول جنوب آسيا إلى أن يصل إلى أنطاكيا، حتى ينتهي في وسط أوروبا

ومن آثاره الإيجابية كان تقدم وازدهار الحضارات والحركات الدينية والتعليم، إلى جانب ازدهار التجارة. وبالنظر للطريق الجديد المقترح، فهو ليس مجرد طريق تجاري فقط، بل أشبه بمبادرة محبة وسلام بين جميع دول العالم، التي أطلق عليها «مبادرة الحزام والطريق» One Road, One Belt Initiative، وسيستخدم ذلك الطريق الجديد لنقل البضائع من خلال مدّ شبكة طرق قوية، وتوفير موانئ بحرية جاهزة، وكذلك تواجد خطوط أنابيب. وكما أعرب الرئيس الصيني عن أن الغرض من هذه المبادرة ليس فقط توزيع البضائع الصينية، بل أيضاً تنمية جميع الدول التي يمر بها؛ فقد رصد نحو 40 بليون دولار لتمويل المشروع، إلى جانب توفير قروض للدول المشاركة في المشروع، لبدء استثمارات جديدة، وبذلك تنمو الصناعات المحلية لديها، وبالتالي تزدهر الصادرات، التي في ذلك الحين ستكون طرق تجارية مفتوحة ومتنوعة وجاهزة، متوافرة لديها في أي وقت، وبذلك يستفيد جميع الأطراف من المشروع، وتعم الرفاهية. وبارك هذه المبادرة، في بداية الأمر، العديد من الدول، خاصة الدول الآسيوية الفقيرة التي تحلم بالتصنيع والازدهار

سياسة الصين الأساسية هي تنصيب نفسها بمثابة المخدر الذي اعتاد العالم على تواجده، وإذا حدث ومنعته في أي لحظة، سوف يرتبك العالم لسنوات، ولن يستطيع استبدال ما تمنحه إياه الصين

وعلى النقيض، ارتاب الخبراء والمحللون من تلك المبادرة وأهدافها الخفية؛ فالصين لا تؤمن بمبدأ الشفافية. وكان التأكيد أن الهدف الأساسي للمبادرة هو بسط نفوذ الصين لتشمل جميع دول العالم، خاصة الغرب، وبذلك، تصير للصين الهيمنة على السياسة العالمية

وبتدقيق النظر، يلاحظ أن الطريق قبل أي شيء يخدم أهداف الصين فقط، وينمي حجم صادراتها. فمن خلال «طريق الحرير الجديد»، سوف يسهل على الصين تصريف المخزون الراكد في مصانعها من بضائع. أضف إلى ذلك، أن هدف المشروع خدمة البنية التحتية للصين؛ حيث يعمل على مدّ مجموعة من الطرق البرية، وشبكة سكك حديدية تربط الصين بأوروبا والعالم. وكانت للصين شروط صارمة في العقد الموقع لحبك نفوذها على الدول الواقعة في مشروع الحزام، ومن أهمها نشر قوات بحرية صينية في مواني تلك الدول

وتعاظم قدر الريبة في المبادرة؛ بسبب أنها تضع أموالا طائلة في أيدي دول يسودها الفساد، فيكون مصير هذه الأموال النهب. ومن ثم، لن تستطيع تلك الدول رد القروض، كما حدث تماماً في سريلانكا التي أخذت الصين أهم موانئها، لقاء القروض التي لم تستطع تسديدها

ومنذ ذلك الحين، ظهر للغافلين الوجه الآخر للمبادرة؛ فالرئيس الصيني راغب في ترسيخ صورته العالمية «قائدا بطلا، باسطا هيمنته على العالم»، ومخططاته على المدى البعيد هي الاستيلاء على دول العالم، بدون تكبد ويلات الحروب

أما من الناحية الصناعية والسياسية، فقد استطاعت الصين أن تجعل من نفسها «الأفيون» الذي لا يستطيع الغرب الخلاص من إدمانه. فأغلب الشركات، خاصة الشركات التي تنتج الإلكترونيات، لا تستطيع الفكاك من التصنيع داخل الصين، على الرغم من أن الأيدي العاملة في الصين ليست بالرخيصة ـ كما كان الوضع في الماضي؛ فمن المتوقع أنه خلال الخمس سنوات المقبلة أن يتساوى أجر العامل الصيني مع العامل في الولايات المتحدة. إلا أن الميزة التنافسية التي تحظى بها الصين، ولا توجد في أي دولة من دول العالم هي: وجود المادة الخام لأشباه الموصلات لديها بغزارة، وبأسعار شديدة التنافسية. أضف إلى ذلك، تصنيع أشباه الموصلات ينجم عنه ملوثات وانبعاثات سامة هائلة، لم تستطع دولة تحمله سوى الصين. وأكثر من كل هذا وذاك، تتوافر لدى الصين أعداد غفيرة من الأيدي العاملة المدربة، لدرجة أنه يمكن تغيير طاقم عمال في مصنع عدد عماله بالآلاف يومياً، بدون أن يتأثر سير العمل. وبذلك، صارت أهم منتج في هذا المجال. علاوة على ذلك، لا يمكن تجاهل أهمية السوق الصيني الذي يستهلك أكثر من ثلثي ما يتم إنتاجه من هواتف ذكية

والأفيون الجديد الذي صدرته الصين للعالم، كان تطبيق التيك توك، الذي استحوذ حالياً على قلوب وعقول الفئات العمرية الكبيرة في زمن كورونا، على الرغم من أنه كان يستهدف فئات الشباب والأطفال. وتطبيق التيك توك هو عبارة عن قنبلة موقوتة في سبيلها للانفجار في أي وقت ترغبه الصين؛ لأنه وسيلة لجمع بيانات عن جميع سكان الأرض

المد الصيني العالمي هو عبارة عن تسونامي خامد في سبيله للانفجار في أي لحظة. وقد ألقى مشروع «الحزام والطريق» بعض الضوء على مخططات الصين للاستحواذ على العالم أجمع، سواء من خلال تسهيل حركتها البرية والبحرية، أو من خلال إحكام قبضتها على اقتصاد الدول، واحتلال الأراضي والمرافق الحيوية، بدون أدنى مقاومة. سياسة الصين الأساسية هي تنصيب نفسها بمثابة المخدر الذي اعتاد العالم على تواجده، وإذا حدث ومنعته في أي لحظة، سوف يرتبك العالم لسنوات، ولن يستطيع استبدال ما تمنحه إياه الصين. لقد نجحت الصين في شن «حرب أفيون» ثابتة الجذور على العالم

 
شريط الأخبار فيديو || المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفاً في غور الأردن "الاقتصادي والاجتماعي": موازنة 2025 تتصدر التحديات الاقتصادية لحكومة حسّان "الوطني للمناهج": لا نتعرض لأي ضغوط خارجية أو إملاءات لإدراج أو حذف أي موضوع في مناهجنا الإفراج عن الأسيرين الأردنيين النعيمات والعودات حملة لإنفاذ سيادة القانون في البترا المعايطة يوعز بالتحقيق في الفيديو المتداول لتجاوزات أثناء إلقاء القبض على أحد الاشخاص نائب الملك يشدد على ضرورة الارتقاء بنوعية التعليم العالي ارتفاع سعر البنزين أوكتان (90) بنسبة 4% عالميا "اعتماد التعليم": لن يكون هناك برامج راكدة بالجامعات خلال 2-3 سنوات صالح العرموطي رئيسا لكتلة نواب "العمل الإسلامي" الأمن العام يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا مكاتب استقدام الخادمات.. الوزير خالد البكار والخيارات المفتوحة في الامتحان الأول الأردن يعـزي إيـران بضحايا حادث انفجار منجم للفحم في إقليم خراسان من هو (فادي) الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه؟ الحبس ل 4 أشخاص في الكرك خططوا لقتل مسؤولين مكافحة المخدرات تلقي القبض على 19 تاجراً ومروجاً للمخدرات اللواء الركن الحنيطي: القوات المسلحة مستعدة لتنفيذ أي مهمة دفاعية لحماية حدود المملكة الأوراق المالية توافق على طلب تسجيل رفع رأس المال لـ شركة "المتحدة للتأمين" إصدار 326 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا منذ بداية العام الحالي إلغاء الإجتماع غير العادي لشركة الأردن الدولية للتأمين