یعیش لبنان الشقیق حالة غیر مسبوقة من الازمات الم ُ تدحرجة اقتصادیة ومالیة ومعیشیة وخدمیة، وسقوط متسارع
لشرائح مجتمعیة تحت خط الفقر والبطالة، في وقت تخفت اصوات الحراك الشعبي الذي بدأ قبل خمسة أشھر تقریباً
(11/17 ،( ُ وتبرز الى مقدمة التحدیات التي تواجھ حكومة حسان دیاب، التي وصفت بانھا حكومة اختصاصیین بلا
ِ مرجعیة او تجربة سیاسیة، معضلة تبدو غریبة حدود الاستعصاء, بحیث انھا كحكومة تفتقد القدرة والصلاحیات (..)
على إقالة حاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) الذي «یُقیم» في موقعھ منذ 27 عاماً (تم تعیینھ لأول مرة في 1/8/1?
93 ( ُ لمدة ست سنوات، ولم تتوقف عملیة التمدید لھ رغم كل الملاحظات الجوھریة على عقم وفشل «ھندساتھ» المالیة
وسیاساتھ النقدیة التي أوصلت لبنان إلى ما ھو علیھ من مدیونیة وخصوصا عجزه عن تسدید بعض دیونھ (سنوات
الیورو بوند) ما أدى الى تخفیض تصنیفھ من قبل وكالات التصنیف الدولیة ناھیك عما لحق بسعر صرف اللیرة من
انخفاض مقارنة بالدولار, الذي بات مفقودا من الاسواق سواء لدى المصارف التي احكمت قبضتھا على ودائع
ّ اللبنانیین وبخاصة اصحاب الودائع الصغیرة، بدعم مطلق من حاكم مصرف لبنان ام تلك العملة الصعبة التي یتوجب
.توفیرھا لا?تماد الاستیراد وبخاصة الادویة والمستلزمات الطبیة
تراجعت في لبنان المطالب السیاسیة وبدا الفتور واضحاً على المجامیع الشعبیة التي تصدرت حراك 17 تشرین،
ُ عن تعب الجمھور وصلف الطبقة السیاسیة/الحزبیة الم ّ تحكمة
لاسباب عدیدة بعضھا سیاسي وآخر طائفي/مذھبي فضلاً
بالمشھد منذ ثلاثة عقود، لكن شعارا واحدا وشخصاً واحدا لم یختلف علیھ الحراكیّون وھو شعار «یسقط حكم
المصرف/یسقط ریاض سلامة. والاخیر ھو حاكم مصرف لبنان الذي بات في نظر الجمیع (باستثناءات طفیفة) ھو
,
المسؤول عن تدھور اوضاع لبنان المالیة والنقدیة, وخصوصا «الحصانة» التي یتوفّر علیھا داخلیاً وخاصة خارجیاً
ما تُصعّب ق?رة اي حكومة وحتى الرئاسات الثلاث مجتمعة (رئاسة الجمھوریة/رئاسة مجلس النواب/رئاسة
الحكومة) على إقالتھ تحت طائلة التھدید بعقوبات خارجیة ودعم داخلي من قبل أحزاب/ھیئات سیاسیة/مالیة وخصوصاً
.بنكیة, ارتبطت بمصالح «تخادمیة» عمیقة مع حاكم البنك المركزي
ُ عندما سئل سعد الحریري، رئیس الحكومة السابق، عن رأیھ إذا ما أقدمت الحكومة الجدیدة على إقالة «سلامة» فقال
ّ في غضب وغطرسة: «أن حاكم مصرف لبنان ریاض سلامة لدیھ حصانة، ولا یستطیع أحد إقالتھ ولتتحمل اي حكومة
.«مسؤولیاتھا
ُ لا احد یعرف «سر» الحصانة التي یتمتع بھا م ّ وظف موجود في موقعھ أكثر من عقدین ونصف، جاء بھ رفیق
الحریري لمساعدتھ في «تصمیم» نموذج نیولیبرالي، یتماشى مع فلسفتھ الرامیة الى ربط الاقتصاد اللبناني بمصالحھ
الشخصیة، علما ان ریاض سلامة سیبلغ الـ«70 «في (1950/7/17 ..( ِ ناھیك عن الجدل والسجالات المحمومة التي
تدور على الساحة اللبنانیة لمواجھة الانھیار المالي، وتھریب الأموال وسط دعوات لـ«الاستعانة» بصندوق النقد
الدولي وتطبیق وصفاتھ الكارثیة، فیما یُ ِ عارض تلك الدعوات المشبوھة، أحزاب وقوى وأزنة، تحذر من قبولھا. ما
ینذر بأ?مات أخرى
غرائِب لبنانية: مُوظّف «أقوى» من الحُكومة
أخبار البلد - اخبار البلد-