بدأت الاحداث المحلية والاقليمية والدولية تتسارع والاقلام في سباق مع الزمن, نحن الاردنيون الفئة الصامتة نشكل اكثر من 98% من أبناء الوطن تألمنا كثيرا عندما رأينا بعض الرموز الوطنية التي نجلها ونحترمها كثيرا تقف جنبا الى جنب في شوارع عمان بعد صلاة الجمعة مع أعداء الوطن والأمة الذين لا يعنيهم الوطن بشيء لا بل يعملوا جاهدين ليلا نهارا من أجل تدمير الوطن, وكيف لا وهم الحاقدين منذ نشأتهم على الاردن ومليكه ورمز أمنه واستقراره رجال الأمن الاردنيون ولطالما أنهم ما شاركوا يوما ومن قبلهم آبائهم وأجدادهم في بناء هذا الوطن ويتآمرون ليلا نهارا على النيل منه, وكل هذا يتم بإسم الاصلاح.
الكل فينا يعلم أن المطالبة بالاصلاح لا تكون من خلال الخزعبلات والهتافات في الشوارع وتخريب الأموال العامة, بل تكون من خلال التواصل مع الحكومة والقصر والجهات المعنية بالاصلاح فالعالم من حولنا يحترق ونحن من فضل الله نعيش بأمن وأمان ثم بفضل أجهزتنا الأمنية والتي أصبحت موضع اتهام من أعداء الوطن والأمة.
انني أوجه هذا النداء الى دولة السيد أبو ثامر أحمد باشا عبيدات الذي نجله ونحترمه ومكانته في القلب, لقد كنت سابقا مديرا للمخابرات العامة وبعدها رئيسا للحكومة فكيف هي مشاعرك لو كانت هذه الاحتجاجات وأنت رئيسا للحكومة أو مديرا للمخابرات العامة؟ ألا كنت ستقول لماذا لا يتحاوروا معي, وما هي مبررات نزولهم الى الشارع طالما هناك مبنى لرئاسة الحكومة والحوار يتم عبر القنوات القانونية, فكم مره يا أبو ثامر حاولت الحكومة محاورتهم وأنت تعلم ذلك وكانوا يفشلون الحوار بسبب المطالب التي لا يستطيع تحقيقها لهم سوى الله تعالى من أجل ايجاد مبرر أمام الشعب للانسحاب من الحوار بحجة أن الدولة لا تريد الاصلاح, وقد قلنا لهم مرارا وتكرارا ما هي برامج عملكم وما هو البديل الأفضل لديكم مما نحن فيه, الجواب لا بديل ولا برامج عمل, فإذا كانوا هؤلاء المأجورين لا يعلموا ماذا يعني حكم الدولة فأنت يا دولة الرئيس تعلم وتعي ذلك جيدا فالأردن هو جزء صغير من هذا العالم وامكاناته محدودة في كل شيء فلا يعقل أن نسير بعكس التيار ونغرد خارج السرب, وكأن القيادة الاردنية تستطيع أن تفعل ما تشاء بكبسة زر متجاهلة وضعها الاقليمي والدولي والتزاماتها مع الآخرين, ومثال على ذلك وما أكثر الأمثلة عندما كانت اسرائيل تقتل وتنكل بأبناء شعبنا العربي الفلسطيني وحكومة حسني مبارك تدك أنفاقهم وتساهم بقتلهم وهم بأمس الحاجة للغذاء والدواء وتقطعت بهم السبل برا وبحرا وجوا لم يجدوا سوى قوافل الخير الهاشمية والمستشفيات المتحركة الأردنية لتضميد جراحهم ونقلهم الى مستشفياتنا وتقديم كل عناصر الثبات لهم بوجه الصهاينة,كان هؤلاء المهرجون الذين يطبلون ويزمرون بشوارع عمان الآن يطالبون بقطع العلاقة مع اسرائيل وطرد سفيرها! فتصور يا أبو ثامر لو استجابت حكومتنا لمطالبهم ماذا سيحل بالشعب الفلسطيني وقامت اسرائيل بمنع المساعدات الاردنية عن ابناء الضفة وغزة في ذروة الحرب ومن أجل ماذا؟ من أجل الاستجابة لمطالب أعداء الوطن والأمة.
وتارة يطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية ونحن معهم بتطبيق الشريعة وهي ضرورة ملحة بالنسبة لنا عندما تكون هناك دولة اسلامية موحدة قادرة على اخضاع العالم بأسره لسطوتها وقوتها,حتى في عهد الصحابة اللهم ارض عنهم الفساد موجود,الزنا,الخمر والقتل فهذه الأمور تكافح ولا تمنع,ونحن في الاردن مجمعون بكافة أطيافنا على ضرورة الاصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وجلالة الملك عازم على التقدم وبقوة بالاصلاحات, لكنك تعلم يا أبا ثامر أن الاصلاح لا يأتي بين ليلة وضحاها. وقد أكد جلالته بأن هناك اصلاحات كثيرة قادمة في كافة المجالات. لكنها لا تأتي دفعة واحدة من كثرة التراكمات السابقة, من أجل ان تستطيع الوزارات ومجلسي الاعيان والنواباستيعاب هذه الاصلاحات أولا بأول لتطبيقها لئلا يحول تطبيقها على أداء الوزارات وتصريف أعمال المواطنين.
أما النزول للشارع والعالم يحترق من حولنا فهذا يعني ايقاظ الفتنة لا سمح الله وقدر وأصحاب الفتنة يعلمون أن الاردن ليس تونس ومصر فشعب الاردن الواحد على قدر كاف من الوعي والادراك لما يدور من حوله, والشعب الاردني لم ولن يضحي بأمنه واستقراره وأبنائه ومنجزاته من أجل هؤلاء المأجورين.
وفي النهاية أوجه ندائي الى حبيبنا الغالي على قلوبنا دولة السيد أبو ثامر حفظه الله وأمد في عمره, يا سيدي نناشدك بألا تعطي هؤلاء المهرجين ذوي النفوس المريضة فرصة ليندسوا بين صفوف الاوفياء لوطنهم ومليكهم ويحققوا غايتهم من خلال المخلصين وهم يعلمون أنهم لا يثقلوا كفة الميزان بالشارع الأردني, ولنحافظ على صمود هذا الوطن العزيز الذي يأوينا جميعا, ونحن نعلم بأن أهدافك نبيلة وغايتك نظيفة وخروجك بالمسيرة هو غيرة على أبناء الاردن وإخلاصا لوطنك. وفقك الله وأمد في عمرك
محمد منير أبوعين
مدير عام الوطنية لتنظيم العمالة الوافدة وحقوق الانسان -تحت التأسيس-
0796451623