وزراء بلا خدود
- الخميس-2011-10-06 17:22:00 |
أخبار البلد - وزراء بلا خدود
يقولون إحمرّت وجنتاه خجلا عندما يفعل شيئا مخجلا او يقول كذبا ولكن الوزير الروسي والوزير الصيني لم تحمرّ خدودهما خجلا من الفيتو في مجلس الامن حين التصويت على قرار لفرض عقوبات على قادة سوريا وحكّامها نظرا لربيعها المدرّج بالدم الاحمر للضحايا من الشعب السوري الشقيق وقواته المسلّحة .
بل والأدهى من ذلك ان المسؤولون الروس يبررون إستخدام القوّة المفرطة لردع المحتجّين بمبررات اقرب لموقف الحكومة السوريّة الرسمي وكأن روسيا مستميتة للحفاظ على اخر ورقة لها في الشرق الأوسط بعد ان خرجت خالية الوفاض من ليبيا ورقتها المهمّة في شمال افريقيا .
فمنذ السبعينات من القرن الماضي بنت الكتلة الشرقية وعلى رأسها الإتحاد السوفياتي القطب الثاني في العالم انذاك علاقات إقتصادية وعسكريّة متينة حيث ساهم في بناء سد الثورة وفي تسليح الجيش السوري قبل وإبّان حرب تشرين عام 1973 وبعد انهيار الإتحاد السوفياتي والمنظومة الإشتراكية عام 1989 حاولت روسيا إعادة التوازن لمصالحها في الشرق الأوسط من خلال البوابة السوريّة حتّى هلّ علينا الربيع العربي في شتاء هذا العام 2011 فبينما كانت امريكا وبعض الدول الأوروبيّة وإسرائيل متنبّهة لذلك فقد أُخذت روسيا على حين غُرّه وقد اسائت التقدير والحساب حين وافقت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 لعام 2011الذي سمح بالتدخل العسكري من خلال حلف الناتو بحجّة حماية المدنيين من بطش القذّافي بينما وقد يكون ما وراء الأكمة غير ذلك وقد شعر الروس انّ امريكا ضحكت عليها وسحبت البساط من تحت قدميها في منطقة شمال إفريقيا وأيقنت انّ العم سام سيعرّيها من ورقة التوت الأخيرة لها في الشرق الأوسط وهي الورقة السوريّة ونظام الحكم العلوي فيه فتمرّد الروس وهم على وشك انتخاب بوتين لرئاسة الدولة لعقد من الزمان وصوّتوا بالفيتو لمشروع القرار الأوروبي الأمريكي المشترك .
وهكذا بدلا من ان تحمرّ خدود الروس خجلا إرتسمت فرحة كبرى على شفاه الحكومة السوريّة معتبرة إيّاه نصرا يفوق اهميّة نصر معركة تشرين التي وقعت قبل ثماني وثلاثون عاما بمساعدة الإتحاد السوفياتي على اعتبار انه نصر حسب راي البعض .
وهكذا فإنّ ربيعنا العربي يؤثّر على العالم اجمع كيف لا وقد إحتار المحللون فيه فالبعض يقول انّه عربي خالص وُلد من رحم الجوع والقهروالظلم وتهميش الشعوب ويهدف الى خلاص الشعوب من جلاّديها ناهبي ثرواتها وعندما يُزهر تتفتّح ورود الحريّة والإصلاح والديموقراطيّة على الشعوب المتعبة .
وبعض المحللون يقولون إنها خطّة امريكيّة اسرائيليّة لتطبيق ما يُعرف بالشرق الأوسط الجديد والكبير وذلك بإستعمال الفوضى الخلاّقة بعد ان تمّ تحطيم القوّة العسكريّة العراقيّة وتدجينها .
والبعض الاخر يقول إنها إعادة تقسيم خارطة سايكس بيكو من جديد بعد مرور ما يقارب مائة عام عليها .
ولكن اين موقف الروس من كلّ هذه السيناريوهات للمحللين أم هل سيتوقف عند ذلك الفيتو ؟؟؟؟؟
وقال تعالى) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة (صدق الله العظيم
د. احمد محمود سعيد
دبي – 7/10/2011