في بلادنا هذه الأيام يتعرض الوطن لجرائم جلد لا تغتفر، تعدد الجلادون والمجلود واحد هو الوطن الذي أصبح كالمغدور الذي أصيب بالطلقات الناريه في مشاجرة جماعية لم يعرف بها الفاعل الأصلي ولكن غرف بها الفاعل المعنوي.
منذ بداية هذا العام وعند ظهور أسطوانة الربيع العربي الذي أعجنا اصطلاحه وتهنا عن أهدافه وأصبحنا لا نعرفه ان كان ربيعا عربيا أو ربيعا أمريكيا أو حتى صهيونيا انتقلت العدوى لبلادنا وتعاملت القيادة مع الربيع على اعتبار أنه ربيعا اردنيا فبادرت بالاصلاحات السياسية تلك الاصلاحات التي بدأنا نلمس تأشيرها من خلال التعديلات الدستورية والتي جاءت ملبيه لمطالب و حاجيات الأغلبية من الاردنيين مثلما جاءت صدمة في وجوه المندسين المتسلقين المرتبطين بالاجندات الاجنبية.
ساعدهم في ذلك نفر غير قليل من المسؤولين السابقين الذين ظهروا على حقيقتهم وترجموا نزاهتهم من خلال االملايين التي اختلسوها من قوت المواطن الاردني ساعدهم في ذلك ضعف المسؤولين الحاليين الذين يسعون للاحتفاظ بمناصبهم على حساب أمن الوطن واستقراره مثلما ساعدهم حيتان القطاع الخاص الذين يتباكون على تردي الوضع الاقتصادي متناسين ان هذا التردي انعكس على الاغلبيه الصامته التي أولويتها تكمن في قوتها الذي أصبح صعب المنال وفي مسكنها الذي يستولي عليه المقرضون ولا تكمن في السير خلف مسترقي النجومية ومدعي الوطنيه الذين تلطوا على أبواب السفارات واستجدوا من العدو وأهانوا الصديق دون أن يعلموا أن الأردنيين لحمهم مر وعظمهم قاس وانتمائهم للاردن لا يعلوه انتماء لأنها جنتهم في الدنيا التي كانت ولا زالت و ستبقى .
الأردنيون بثوابتهم الثلاث الله - الوطن -الملك - لا يحيدون عنها ولا يسمحوا لأي كان أن يعبث بها . الأردنيون ليسوا أولئك الذين يتجرأوا على قيادتهم التي بادلوها الاخلاص والتضحيه مئة من الذين رضعوا من ثدي الوطن لا يمثلوا مئات الالاف الا بصدق الانتماء وعمق الولاء للوطن وقيادته الهاشمية ومئة مسؤول سابق أو حالي لا يمثلوا الاف المسؤولين الذين قدموا للوطن و قدم لهم كل ما يصبون اليه بالطرق المشروعه وعلى قاعدة (لا يجمع المال الا عن شح أو حرام ).
الأردنيون طووا ملف النكسات والهزائم التي قادتنا اليها الغوغاثيه . ولا أدري لماذا حول الانتهازيون أصحاب الأجندات الخاصه فرحتنا ببيوتنا بالتعديلات الدستوريه وحاولوا قلب بيوت الفرح الى بيوت عزاء.
وخلاصة القول لا أعتقد أن الحقيقة خافيه عن شعبنا ولا أعتقد أن خيوط المؤامره على وطننا العربي بعامة والأردني بخاصه لم تظهر بوضوح وأن من وراء ذالك هم الأمريكان والصهاينه ومن يدور بفلكهم ابتداء بأدواتهم الديجتالين ومرورا بمن يجتمعون معهم وراء التجار باسم الدين والانسانيه وانتهاء بمن يتلطوا على أبواب السفارات ويهتفوا بشعارات جوف لا تؤمن من خوف ولا تسمن من جوع . مذكرا اياهم بقول فرسان الديمقراطيه الأردنيه سنة 1930 :
لا يغرنك هتاف القوم بالوطن فالقوم بالسر غير القوم بالعلن
حمى الله الأردن بقيادته الراشده وشعبه الأبي وان غدا لناظره قريب