الشعب بحاجة للإصلاح نفسه- أحداث ساكب
بدايةً أنا أكتب كشاهد عيان من البداية حتى النهاية لمحاضرة السيد ليث شبيلات في ساكب، وهنا أقول لوزير الداخلية الأكرم الذي لا أحد يشك بوطنيته ونظافة يده واستقامته وسيرة خدمته الحكومية التي لم يكن عليها أي شائبة. وأقول أنه يا معالي الوزير الذي تم نقله إليك عما جرى في ساكب مجافي للحقيقة وإليك الحقيقة الكاملة. بداية كان الوصول إلى بلدة ساكب كأنك ذاهب من دولة صديقة إلى دولة عدوة بحيث تم قطع الطريق بالحجارة وحرق العجلات في وسط الطريق الرئيسي الذي يصل بين محافظة عجلون ومحافظة جرش وبالتحديد ما بين ريمون وساكب وكان هذا بوجود رجال الشرطة وتحت أنظارهم وبعد معاناة الوصول وتغيير مسلك الطريق وبصعوبة بالغة تم الوصول إلى ساكب وفي الساعة 9:45 مساءا وصل السيد ليث شبيلات وما إن وصل حتى بدأت الحجارة بالسقوط بكثافة وكل المسافة التي قطعها على الأقدام لا تتجاوز عشرين متر ولكن كانت كثافة الحجارة بالمئات وبدأ السيد ليث خطابه وقال بالحرف أنا لي 30 عاما أطالب بإصلاح النظام وليس إسقاط النظام واكتفى بذلك بل وأُجبر على قطع المحاضرة بسبب كثافة رمي الحجارة على الحاضرين و بشكل متعمد تم قطع الكهرباء عن الخيمة. وبعد أكثر من 15 دقيقة من قطع الكهرباء والحجارة تأتي بغزاره وبعد النداءات المتكررة لرجال الأمن للحفاظ في تلك اللحظة على حياة السيد ليث شبيلات من شدة رمي الحجارة جاء رجال الأمن وبالمناسبة هم كانوا متواجدين ولا يبعدوا عن الخيمة أكثر من 10 أمتار. وقام رجال الأمن مع القائمين على المحاضرة من تجمع شباب ساكب بإخراج ليث شبيلات وركوبه بسيارة الشرطة بعد تحطيم زجاج وسقف سيارته وهذه كله يا معالي الوزير تحت أنظار الأمن ولم يتم الرد على الزعران والبلطجية بأي شيء كان من قبل الحاضرين. وهذا يا معالي الوزير بالتفصيل ما جرى لكي تكون بالصورة الحقيقة عما جرى. أما إلى الشخصية الوطنية المحترمة سعادة السيد ليث شبيلات فإنني أقول ماذا كنت تريد أن تقول يا أبا فرحان أكثر مما قلت على الفضائيات العربية والمحلية وفي جميع محاضراتك الداخلية؟ وما هو الجديد يا أبو فرحان بالنسبة للحلول والرؤى المستقبلية وهل نبقى نجلد ذاتنا ونتحدث عن الماضي وهل إذا ما مات الإنسان وجب دفنه؟ فيا سيدي أقول لك أنك لست بحاجة لأحد أن يُنظّر عليك ولا يُزاود عليك ولكن لماذا لا نعتبر الإصلاحات الدستورية التي تمت هي بداية الطريق وليست نهاية الطريق كما قال سيدنا أطال الله في عمره والشغل الشاغل للناس الآن هو محاربة ومكافحة الفساد ونريد أن نسمع منك حلول عملية عن تلك الآفة التي تقلق مضاجع الأردنيين كافة. أما بالنسبة للشبيحة والبلطجية الذين يدعون أنهم يحبون الملك فوالله أنهم بتصرفهم هذا يُسئون للملك هم ومن ورائهم فالملك يتمتع بخلق مصطفوي وتسامح هاشمي وبعد نظر قُرشي وهذه الصفات لا توجد إلا بأحفاد الرسول صل الله عليه وسلم والدليل إنه لم يتم سؤال أي مواطن ممن تعرضوا للنظام أو شخص الملك ولو بكلمة واحدة. ولما لا من منا لا يتذكر حينما أمتدت يد الغدر والخيانة للمرحوم سيدنا الحسين طيب الله ثراه لاغتياله وتم الصفح عن تلك الزمرة المجرمة بعدما تم القبض عليهم وهؤلاء هم الهاشميون مدرسة الأخلاق والتسامح. وبعض أفراد الشعب يتصرفوا بدون أخلاق ومسؤولية ويدعون أنهم يحبون الملك وكذلك بعض المسؤلين يتصرفوا على هواهم ويبحثوا عن مصالحهم الشخصية ويعبثوا بمقدارت الوطن وحينما يتم الحديث عنهم يعتبروا كل من أنتقدهم بأنه ضد النظام والملك وهذه أصبحت مكشوفة فبتالي نحن جميعاً بحاجة إلى إصلاح أنفسنا والإقتداء بأخلاق رسولنا صل الله عليه وسلم والتعلم من حكمة مليكنا وتواضعه وأن يتسع صدر كلٌ منا لرأي الآخر مهما كان ونتعاون جميعاً للبحث عن الحل لكي يكون الربيع الأردني نموذجاً يُحتذى للدول العربية، وتكون رائحته زعتر وشيح وقيصوم ودحنون وسوسنة بدل أن يكون غابة مليئة بالأشواك القابلة للاشتعال وهذا النداء موجه إلى الحكومة والمسئولين بالدرجة الأولى وإلى المعارضة الوطنية التي نحترمها وجميع الشعب الأردني الشهم والمعطاء ويكون الأمن والآمان والاطمئنان تحت الراية الهاشمية.