سبحان مغير الاحوال اسئله كثيره تدور في رؤوس الكثيرين من ابناء هذا الوطن وهم في حيرة من امرهم يريدون معرفة الجواب الشافي الذي يزيل كل هذه الضبابية التي تحيط بنا اسئله مشروعه نود طرحها على علماء النفس والاجتماع لعلنا نجد ما يشفي غلنا والسؤال ما الذي يجعل الانسان ينتقل من حالة الى حالة اخرى هكذا وبسرعة البرق مع انه قد مضى عليه في الحاله القديمه سنوات عديده وهو يتمتع بطعم السلطه والجاه والمال وهل هذه الميزات تجعل عيونهم عمياء واذنهم صماء وعقولهم مجمده لا تفكر ابعد من شحمة اذانهم ام ان للكرسي تأثيرها الكبير على حياة الانسان . اوردت هذه المقدمه بسبب كثرة ما شاهدنا وسمعنا هنا في الاردن منذ انطلاقة الحركة الاصلاحية الى الان عن مسؤولين اردنيين كانوا في وقت من الاوقات اكثر المقربين من النظام وفي مراكز حكومية حساسه جدا ولها اليد الطولى والتأثير القوي في الحياة السياسية الاردنية وفي حياة الاردنيين بشكل عام جلسوا على كرسي السلطه والجاه والمال لسنوات شاركوا في اتخاذ قرارات مهمه وخطيره ولا زالت نتائج قراراتهم وخططهم على قيد الحياة وتمس حياة مئات الالاف من الاردنيين وغير الاردنيين اتخذوها في لحظة شعورهم باهميتها في الحفاظ على مستقبل الاردن والاردنيين وفي حينها اسهبوا في شرح مبررات قراراتهم عندما سئلوا عنها ودافعوا عنها دفاعا مستميتا ، ومنهم من شارك في مفاوضات السلام مع اسرائيل واستلم اول منصب كسفير في دولة اسرائيل ولكن لم نسمع منه اي شيء ولم يرفض ما عرض عليه من مناصب بل قبلها بسرور بالغ وتقبل التهاني عليها ووزع الشوكلاته على المهنئين فرحا بالاتي . ولكن الشيء المستغرب جدا والذي لم نفهمه لغاية الان ان هؤلاء الساسه والمسؤولين بعد ان خرجوا من رحم الدوله وتركوا كراسي السلطه والجاه تغيرت احوالهم مائة وثمانون درجه الى حد اصبحنا نشك ان هؤلاء هم انفسهم وربما هم نسخة اخرى جينية يشبهونهم بالشكل ويختلفون معهم بالعقل والتفكير والاحساس . ما الذي دفع مثلا بدولة احمد عبيدات ان يخرج علينا بهذه الصوره المختلفه جدا عن ايام السلطه والجاه عندما كان مديرا للمخابرات العامه في ايام الاحكام العرفية وكنا نعرف مدى السطوة والخوف من هذه الدائرة حتى ان الشخص الذي يطلب للدائرة لحديث عادي يفقد وعيه من شدة الخوف لماذا لم نرى ونسمع كلمة اصلاحية واحدة او خطوة للامام في اتجاه التغيير الذي يطالب به الان ولماذا لم يقوم باجراء التغيير المطلوب وهو قادر على ذلك بحكم قوة منصبه ، اليس دولة احمد عبيدات من اخترع نظام بطاقات الجسور لابناء الضفه الغربية بدعوى الحفاظ على تواجد اهلنا على ترابهم الوطني ومن اجل سهولة متابعتهم مستقبلا خوفا من فقدانهم لهوياتهم الفلسطينية ثم نسمع بعد ذلك انتقادات حاده ضد هذا النظام من دولته وشخصيات اخرى كانت في موقع المسؤولية انذاك. ما الذي جعل معالي مروان المعشر ان يغير موقفه بهذه الطريقه الغريبة وان يتحول الى انسان اخر غير ما عهدناه اثناء توليه المناصب الحكومية الكبيره وسفيرا في وزارة الخارجية وفي اسرائيل على وجه التحديد لماذا لم يرفض تلك المناصب في حينها بحجة ان الوضع العام بحاجه الى الاصلاح والتغيير وان الامور خربانه وسيئه للغاية ام ان للكرسي بريقها وجاذبيتها . واغرب ما سمعنا مؤخرا من تصريحات لمسؤولين امضوا سنوات حياتهم في مواقع المسؤولية يتمتعون بمزايا المناصب من مال وجاه وخدم وحشم وسيارات حكومية ومن ثم انتقلت هذه العدوى الجميلة الى ابنائهم الذين اصبحوا في مواقع مسؤولية بفضل ابائهم هذا التصريح الخطير الذي خرج من فم معالي ليلى شرف لحظة اقالة فلذة كبدها من منصب محافظ البنك المركزي وهو انها لن تعمل في دولة الفساد الله واكبر بعد كل هذا السنين الطويله من الخدمة العامه وتقلد المناصب الرفيعه اكتشفت معاليها انها كانت تعمل في دولة فساد نعم انه اكتشاف خطير ولماذا لم نسمع هذا الكلام قبل يوم او يومين او حتى اسبوع من اقالة ابنها ام ان الامور كانت في مصلحتها . هذه الامثله التي اوردتها هي قيض من فيض والقائمه تطول من اسماء مسؤولين تغيرت مواقفهم حال خروجهم من مواقع المسؤولية وكما اسلفت ان للكرسي بريقها وجاذبيتها ما يجعل الانسان يرى كل شيء جميلا" من حوله .
سبحان مغير الاحوال
أخبار البلد -