يسوقون انفسهم على انهم حماة الوطن ، وهم الذين اقروا التعديلات الدستورية بسرعة البرق ، وهم الذين أسسوا لحماية الفساد والمفسدين ، على اساس انهم نوابغ الامة ومفكريها و العلماء في فن التشريع ، مصدقين انفسهم بأنهم نواب الأمة ، " ويا ارض اشتدي ما حدا قدي "
مرحلة التعديلات الدستورية ، يفترض انها مرحلة تاريحية في حياة الاردن ، كونها تؤسس لمرحلة سياسية جديدة ، وكان المفروض أن تأخذ الوقت والنقاش الكافيين لاقرارها ، وأن تشرك في المناقشات كل العقول الاردنية من كل الاطياف ، لكن نوابنا الذين جزء منهم هو نتاج تصويتنا لهم ، وجزء آخر انتجه التزوير ، رأوا انهم فقط من يحق لهم أن يصولوا ويجولوا في اروقة شؤوننا الاردنية .
ايها النواب الكرام ارحلوا فذلك ازكى لكم ولنا وللوطن ، فلم نعد بحاجة اليكم ، ولم نكن اصلا بحاجة لكم من قبل ، وخطيئتنا اننا انتخبناكم ،و سيغفر الله لنا تلك الخطيئة ، ارحلوا واعذرونا على جهلنا وقلة حيلتنا ، لأن الحكومة لم تترك لنا خيارا من خلال قانونها الانتخابي الجائر صاحب الصوت الواحد ، الا أن نأتي بكم انتم الى مجلس النواب ، ارادت من خلال قانونها أن ننتخب ابن حارتنا وجارنا وجار جارنا وابن عشيرتنا ، مهما كان سعة فهمه وضيق افقه ، ولا تريد أن يصل الى مجلس النواب غير صنفكم ، فانتم الصنف والمقاس المناسب لها .
غدا سيتغير قانون الصوت الواحد ، غدا سترحلون بجرة قلم ، وغدا سيأتي غيركم يصون الوطن ، ويحارب الفساد والفاسدين الذين حميتموهم بقانونكم ، ولن نعود نسمع صوتكم النشاز ، وستندمون على ادائكم ، وقلة خبرتكم ومعرفتكم وقلة حيلتكم ، وسوف لن تنفعكم مصالحكم الخاصة ، التي اردتم أن تراعوها في قراراتكم ارضاء للحكومة ، وغدا سنتشر ويكليكس اخباركم وما يدور في كولساتكم ، وسنعلم حينها من اي كوكب قدمتم ، وسنعلم من هي الجهة التي تأتمرون بها .
ارحلوا فلا نريد مجلسا تتخذ منه الحكومة سلما تصل من خلاله الى ما تريد ، ارحلوا قبل أن ترحلكم الحكومة فقد انتهت صلاحيتكم لأنكم اعطيتموها كل ما تريد ، ارحلوا لأننا لا نريدكم ولا نريد مجلسكم ، لأن عقولكم عقول القرون الوسطى وتعيشون زمن الاحكام العرفية ، لملموا اوراقكم المبعثرة هنا وهناك ، والممتلئة بالاوامر والتعليمات التي ما عليكم الا اضفاء بصمتكم عليها من اجل البدأ بتنفيذها ،ارحلوا الى حيث شئتم وخذوا معكم تخلفكم السياسي والحكومة التي صادقتم على شرعيتها ، ومنحتموها صك الغفران من قضية الكازينو ، ارحلوا فلن نشتاق اليكم ولن نذكركم ، ولكن التاريخ سيذكركم ويذكر رقم مجلسكم ..