تصرف غريب وصادم أن يتجاهل مجلس نقابة الصحفيين خبر إعلان توقف صحيفة «السبيل» عن الصدور مع بداية عام 2020، دون أن يكلف أحدا في المجلس نفسه عناء القيام بزيارة للمؤسسة، أو على أقل تقدير الاتصال هاتفيا للاستفسار والعمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
والمثير للاستغراب أن يتنصل المجلس من مسؤولياته بتحميل إدارة المؤسسة المسؤولية لوحدها عن إغلاق الصحيفة.
نحو 20 صحافيا وصحافية سيصبحون بلا عمل في غضون أيام قليلة، نتيجة أزمة مالية خانقة تمر بها المؤسسة بعد أن حاصرتها الحكومة إعلانيا وخنقتها بحجب الإعلانات الحكومية والإعلانات القضائية عن الصحيفة، وقد سبقهم نحو 15 صحفيا وصحفية غادروا «السبيل» قبل نحو عام كانوا ضحية اتفاق غير مكتوب بين الحكومة ونقابة الصحفيين يستثني «السبيل» من الإعلانات القضائية والحكومية، إضافة إلى أن بعض المعلنين يتخوفون من نشر إعلاناتهم بالصحيفة خشية انتقام الحكومة منهم بأكثر من وسيلة من بينها التهديد بملاحقتهم بالضرائب والتفتيش والتضيق على أعمالهم.
كانت الصحيفة تتنفس قليلا من خلال الإعلانات القضائية لكن الحكومة وضعت قانونا عجيبا نص أولًا بأن تنشر الإعلانات في صحيفتين الأكثر انتشارا، وحين وجدت الحكومة أن النص ناقص، ولا يشمل صحيفة معينة لجأت إلى تعديل القانون في أقل من عشر دقائق ليشمل الصحف اليومية الثلاث، وحرمت منها صحف «السبيل» و«الأنباط» و«الأمم».
ولم تحاول الحكومة تعويض «السبيل» بنشر بعض الإعلانات الحكومية في الصحيفة من أجل ضمان استمرارية صدورها، وتسبب ذلك قبل عام تقريبا في استغناء الصحيفة عن 80% من كادرها، ولم تستطيع الصمود لأكثر من عام فدخلت في مرحلة الإغلاق النهائي.
للرد على البعض ممن يقولون بأن الصحيفة للإخوان المسلمين نقول إن الصحيفة مسجلة لدى المطبوعات بأسماء أشخاص معروفين وليس جماعة، وكان يصدرها طيلة السنوات الماضية صحافيون لا علاقة لهم بالإسلام السياسي لا من قريب ولا من بعيد.. و«الإخوان» سواء «المرخصين» أم غير «المرخصين» لا يعتبرون الصحيفة تمثلهم، والدليل أن الطرفين لم ينشرا أية إعلانات تخصهم أو تخص شركات ومدارس وجامعات ومستشفيات وغيرها يملكها أعضاء في الجماعة. ولم يحاول أي طرف منهما إنقاذ المؤسسة من الغرق.
سأكشف لكم أمرًا، في الانتخابات الماضية رفضت جميع القوائم التي ترشحت باسم «الإخوان المسلمين» نشر أي إعلان في الصحيفة أو موقعها، وفي المقابل دفعت إحدى القوائم 40 ألف دينار لموقع إلكتروني مقابل الإعلانات مع أن هذا الموقع «لعن وشتم» كل ما يتعلق بـ «الإخوان».
وحتى لو كانت صحيفة «الإخوان» او حتى صحيفة «كفار قريش» فإن أكثر من 40 أسرة ستعاني معاناة شديدة نتيجة إغلاق «السبيل».
وإذا أردتم معرفة مدى تدخل «الإخوان» بالصحيفة الورقية اسألوا الزملاء الاساتذة المستقلين تماما: عصام مبيضين ومحمد العلاونة وخالد أبو الخير ونبيل حمران ومحمد محيسن وأحمد برقاوي وعهود محسن ونجاة شناعة وحارث عبدالفتاح وأحمد رجب ولقمان اسكندر ورائد صبحي وفارس قرعاوي وثائر مصطفى ويعقوب الحوساني وغيرهم! اسألوا الكتاب هل تدخل أحد بكلمة واحدة في مقالاتكم!
الصحيفة كان يصدرها كادر لا علاقة له أبدا بأي مسمى من قبيل «الإخوان» أو «الإسلام السياسي» أو «التطرف» أو «حماس» أو حتى «داعش» و«بني قريظة»! وبعضهم كان على عداء مع «الإخوان» وكان يكتب ما يحلو له.
بالمناسبة للتوضيح أكثر «الإخوان» لا يعتبرون «السبيل» صحيفة تعبر عن الحركة الإسلامية، وكانت «السبيل» وهيئة تحريرها دائما بالنسبة لهم «الابن الضال» الذي لا يستحق الدعم والرعاية، لأنها وقفت على الحياد، ولم تنحز لأي طرف، في الوقت الذي تصب فيه الدولة الأردنية غضبها بجميع أجهزتها على «السبيل» وكان آخرها حجب الإعلانات القضائية عن الصحيفة وحجب الإعلانات الحكومية أيضا.
وكان المساهمون في شركة «السبيل» في اجتماعهم الاثنين الماضي قد قرروا إيقاف النسخة الورقية من الصحيفة نهائيا، واعتبار عدد يوم الثلاثاء 31 /12 آخر عدد سيصدر من الصحيفة، على أن يبقى الموقع الإلكتروني لفترة مؤقتة فقط في ظل تفاقم الأزمة المالية، وعدم قدرة الصحيفة على الاستمرار، وستقوم الصحيفة بدفع مستحقات العاملين فيها المتأخرة منذ شهرين، والالتزامات المالية الأخرى بعد الانتهاء من بيع المقر الحالي في منطقة عرجان، وأية موجودات تتعلق بالشركة.
وترك المساهمون الباب مفتوحا لأية جهة كانت أو شخصية أو شخصيات تتقدم بأية مبادرة لحل الأزمة وإعادة بناء المؤسسة من جديد.
وتبدو الحكومة سعيدة جدا، وكأنها ترقص فرحًا في مأتم «السبيل» بإغلاق منبر صحافي وإعلامي وطني ومختلف كان جدارا صلبا يحمي الوطن في أحلك الظروف وأصعب المراحل.
لا أعرف كيف تضحي الدولة بصوت وطني نزيه سيكون معها في مواجهة المرحلة القادمة الأصعب في تاريخ وطننا الحبيب وأمتنا.
في النهاية (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
والمثير للاستغراب أن يتنصل المجلس من مسؤولياته بتحميل إدارة المؤسسة المسؤولية لوحدها عن إغلاق الصحيفة.
نحو 20 صحافيا وصحافية سيصبحون بلا عمل في غضون أيام قليلة، نتيجة أزمة مالية خانقة تمر بها المؤسسة بعد أن حاصرتها الحكومة إعلانيا وخنقتها بحجب الإعلانات الحكومية والإعلانات القضائية عن الصحيفة، وقد سبقهم نحو 15 صحفيا وصحفية غادروا «السبيل» قبل نحو عام كانوا ضحية اتفاق غير مكتوب بين الحكومة ونقابة الصحفيين يستثني «السبيل» من الإعلانات القضائية والحكومية، إضافة إلى أن بعض المعلنين يتخوفون من نشر إعلاناتهم بالصحيفة خشية انتقام الحكومة منهم بأكثر من وسيلة من بينها التهديد بملاحقتهم بالضرائب والتفتيش والتضيق على أعمالهم.
كانت الصحيفة تتنفس قليلا من خلال الإعلانات القضائية لكن الحكومة وضعت قانونا عجيبا نص أولًا بأن تنشر الإعلانات في صحيفتين الأكثر انتشارا، وحين وجدت الحكومة أن النص ناقص، ولا يشمل صحيفة معينة لجأت إلى تعديل القانون في أقل من عشر دقائق ليشمل الصحف اليومية الثلاث، وحرمت منها صحف «السبيل» و«الأنباط» و«الأمم».
ولم تحاول الحكومة تعويض «السبيل» بنشر بعض الإعلانات الحكومية في الصحيفة من أجل ضمان استمرارية صدورها، وتسبب ذلك قبل عام تقريبا في استغناء الصحيفة عن 80% من كادرها، ولم تستطيع الصمود لأكثر من عام فدخلت في مرحلة الإغلاق النهائي.
للرد على البعض ممن يقولون بأن الصحيفة للإخوان المسلمين نقول إن الصحيفة مسجلة لدى المطبوعات بأسماء أشخاص معروفين وليس جماعة، وكان يصدرها طيلة السنوات الماضية صحافيون لا علاقة لهم بالإسلام السياسي لا من قريب ولا من بعيد.. و«الإخوان» سواء «المرخصين» أم غير «المرخصين» لا يعتبرون الصحيفة تمثلهم، والدليل أن الطرفين لم ينشرا أية إعلانات تخصهم أو تخص شركات ومدارس وجامعات ومستشفيات وغيرها يملكها أعضاء في الجماعة. ولم يحاول أي طرف منهما إنقاذ المؤسسة من الغرق.
سأكشف لكم أمرًا، في الانتخابات الماضية رفضت جميع القوائم التي ترشحت باسم «الإخوان المسلمين» نشر أي إعلان في الصحيفة أو موقعها، وفي المقابل دفعت إحدى القوائم 40 ألف دينار لموقع إلكتروني مقابل الإعلانات مع أن هذا الموقع «لعن وشتم» كل ما يتعلق بـ «الإخوان».
وحتى لو كانت صحيفة «الإخوان» او حتى صحيفة «كفار قريش» فإن أكثر من 40 أسرة ستعاني معاناة شديدة نتيجة إغلاق «السبيل».
وإذا أردتم معرفة مدى تدخل «الإخوان» بالصحيفة الورقية اسألوا الزملاء الاساتذة المستقلين تماما: عصام مبيضين ومحمد العلاونة وخالد أبو الخير ونبيل حمران ومحمد محيسن وأحمد برقاوي وعهود محسن ونجاة شناعة وحارث عبدالفتاح وأحمد رجب ولقمان اسكندر ورائد صبحي وفارس قرعاوي وثائر مصطفى ويعقوب الحوساني وغيرهم! اسألوا الكتاب هل تدخل أحد بكلمة واحدة في مقالاتكم!
الصحيفة كان يصدرها كادر لا علاقة له أبدا بأي مسمى من قبيل «الإخوان» أو «الإسلام السياسي» أو «التطرف» أو «حماس» أو حتى «داعش» و«بني قريظة»! وبعضهم كان على عداء مع «الإخوان» وكان يكتب ما يحلو له.
بالمناسبة للتوضيح أكثر «الإخوان» لا يعتبرون «السبيل» صحيفة تعبر عن الحركة الإسلامية، وكانت «السبيل» وهيئة تحريرها دائما بالنسبة لهم «الابن الضال» الذي لا يستحق الدعم والرعاية، لأنها وقفت على الحياد، ولم تنحز لأي طرف، في الوقت الذي تصب فيه الدولة الأردنية غضبها بجميع أجهزتها على «السبيل» وكان آخرها حجب الإعلانات القضائية عن الصحيفة وحجب الإعلانات الحكومية أيضا.
وكان المساهمون في شركة «السبيل» في اجتماعهم الاثنين الماضي قد قرروا إيقاف النسخة الورقية من الصحيفة نهائيا، واعتبار عدد يوم الثلاثاء 31 /12 آخر عدد سيصدر من الصحيفة، على أن يبقى الموقع الإلكتروني لفترة مؤقتة فقط في ظل تفاقم الأزمة المالية، وعدم قدرة الصحيفة على الاستمرار، وستقوم الصحيفة بدفع مستحقات العاملين فيها المتأخرة منذ شهرين، والالتزامات المالية الأخرى بعد الانتهاء من بيع المقر الحالي في منطقة عرجان، وأية موجودات تتعلق بالشركة.
وترك المساهمون الباب مفتوحا لأية جهة كانت أو شخصية أو شخصيات تتقدم بأية مبادرة لحل الأزمة وإعادة بناء المؤسسة من جديد.
وتبدو الحكومة سعيدة جدا، وكأنها ترقص فرحًا في مأتم «السبيل» بإغلاق منبر صحافي وإعلامي وطني ومختلف كان جدارا صلبا يحمي الوطن في أحلك الظروف وأصعب المراحل.
لا أعرف كيف تضحي الدولة بصوت وطني نزيه سيكون معها في مواجهة المرحلة القادمة الأصعب في تاريخ وطننا الحبيب وأمتنا.
في النهاية (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
