النواب يخذلون الشعب والصحافة
أيها النواب ممثلي الشعب الأردني، لقد كثر الشاكين وقل الشاكرين، وهذا يا ساده يا نواب لم يِأتي من فراغ، فمنكم من أعطى الثقة لحكومة سمير الرفاعي (111)، ولم تفعل الحكومة ما يؤهلها لهذه الثقة الغير معقولة، والغير مقبولة، وقد جاءت حكومة البخيت، وكانت الثقة عبارة عن مسرحية لتبادل الأدوار، ومن ثم جاءت قضية الكازينو، وكانت نقطة سوداء في سجل مجلس النواب، وجميع هذه القضايا كان فيها نقاشات من هو مع، ومن هو ضد، إلى أن جاءت التعديلات الدستورية من الحكومة، وكانت بالأصل عرجاء، وكان الأمل بمجلس النواب أن يصحح النواقص في التعديلات الدستورية، ولكن هيهات، لأن بعض النواب -وليس كلهم- عنده قناعة راسخة، بأنه إذا تم تعديل الدستور بالشكل الصحيح فإنه (أي نائب) لن يعود إلى المجلس قطعيا، لأن القسم الأكبر من النواب جاء بطريقة غير شرعية، أي بطريقة ملتوية، إلى أن جاءت المادة (24) من الدستور، والداعية إلى قرار رحيل مجلس النواب من قبل الحكومة، وهنا الوقفة والتأمل في موقف بعض النواب الذين وافقوا على هذه المادة، فكيف بالله عليكم أنتم ممثلي الشعب، تسمحون بأن تكونوا مسلوبي الإرادة، وفي أي تشريع للقوانين لم تنصاعوا لأوامر السلطة التنفيذية، يتم حل مجلسكم، وهل يوجد مثل هذا التشريع بالعالم الحر والديمقراطي؟؟ وهل ينطبق عليكم المثل القائل (فاقد الشيء لا يعطيه)، أيها النواب المحترمين، أما بالنسبة للمادة (23) وهي المادة التي تنص على تقييد الصحافة، وخاصة المواقع الإلكترونية، والسؤال من يلاحق الفاسدين والحرامية وسارقي ثروات الوطن سوى الإعلام!؟! كيف تقبلون بتقييد هذه المنابر الإعلامية؟!؟ وللذين صوتوا على هذه القيود فهنيئا لكم، إنكم أصبحتم تدافعون عن الفاسدين، بل وتحمونهم، أما الذين لم يصوتوا لتقييد الصحافة، فشكرا لكم لأنكم ضمير الأمة، وبالتالي فالسؤال الأكبر، كيف ستتعامل هذه الفئة من النواب مع قانون الانتخابات القادم؟؟ وهي التي تقف في وجه الإصلاح وتحاربه، وهل هؤلاء النواب مؤتمنين ومؤهلين ليضعوا قانون انتخاب ديمقراطي يلبي حاجات المواطنين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مع الاحترام والتقدير للنواب الذين هم دائما يحملون هموم الوطن والمواطن، وليس مع مصالحهم الشخصية، وهنا يأتي القول بأن قسم من النواب والأعيان والسلطة التنفيذية، هي بالمطلق ضد الإصلاح، وضد ما يطمح إليه سيد البلاد من الإصلاحات، فوالله لو السلطة التنفيذية والتشريعية تطبق ما يقوله الملك، لكان الأردن بمصاف الدول الديمقراطية العريقة، وبذلك يكون الفساد بأصغر حجمه، وتسود العدالة والمساواة بين المواطنين، وهذا هو طموح القائد والشعب، ولذلك أتوجه بنداء باسم المواطنين الأحرار، إلى سيد البلاد، وأقول ((بتحب الله يا مولاي خلصنا من الحكومة والنواب))، لينفرج هَم الشارع، ونواصل تحت قيادتك الهاشمية مسيرة العطاء والبناء والحرية المسؤوله، إن شاء الله.