كهرمان كهرباء إربد
أجود عتمة
إنها الزيارة الأولى لي الخميس الفائت عندما رافقت صديقي لمراجعة شركة كهرباء الشمال في مدينة اربد ، وتمكنا بصعوبة تجاوز أزمة السير والمشاة في الأزقة المؤدية إلى شارع حـَكـَـما في الحي الشمالي ، حيث يقع احد فروع الشركة الذي يستقبل جمهور المراجعين من محافظات الشمال في القضايا والمشكلات الفنية وغيرها المتعلقة باشتراكاتهم . وفي المبنى التراثي الذي قدر بناؤه في ستينيات القرن الماضي حيث مكاتب الموظفين ، دلفنا نحو المكتب المعني باستقبال القضايا الفنية المشابهة لحالة صاحبنا .
استقبلتنا بأدب واحترام كبيرين سيدة محتشمة في مقتبل شبابها ورحبت بحضورنا من مدينة جرش لإنهاء القضية التي جئنا من اجلها . جلستُ في مقعد جانبي أتابع وأنصت إلى مشهد الحوار بين المهندسة كهرمان الخمايسة ورفيقي حول موضوع المراجعة ، ولم تشدني كثرا التفاصيل الفنية والمالية التي كانت محور الحوار بقدر ما جذب انتباهي وشدني شخصية ( أم زيد ) السيدة الأردنية القروية التي تحمل ماجستير في الهندسة الكهربائية وأسلوب تعاطيها مع المراجعين وتفاصيل قضاياهم مبتعدة عن (الكشرة ) أو أية إثارة أو تثوير رغبة منها في تحصيل حقوق المؤسسة دون المساس بحقوق الآخرين بل ومساعدتهم بما يتوفر لديها من طاقة في حدود صلاحياتها ، وقد حضر في الأثناء العديد من المراجعين وكلً لديه قضية تحتاج إلى إجابة علمية وقانونية تختلف عن الأخرى .
أتاحت لي هذه الزيارة غير المخطط لها فرصة أخرى لإضافة صورة نموذجية متقدمة في البوم معرفتي لشخصية المرأة الأردنية وهي تتقدم وقورة متحفزة الخـُطى ، تتسلح بعلم ومعرفة وتقنية تمتلئ نشاطا وحيوية تضيف بعزيمة ألوانا أكثر جاذبية للمتابع في جدارية المشهد النسوي الأردني ، تأخذ دور القائد الواثق وتـُـقدِم على اتخاذ القرار وهي مكتزة الثقة فيما تقول وتقرر ، فضلا عن ميزتها في إدارة الحوار مع الآخر بأريحية متناهية في مجتمع يوصف بذكوريته .