ليست البيروقراطية فقط!
أخبار البلد - لیس ُ مھماً كثیراً «قِراءة» لُغة َ الجسد التي ظھر علیھا الرئیس
الأمیركي ترمب, أثناء إلقاء كلمتھ امام الجمعیة العامة للامم المتحدة
ف عند ُ المصطلحات
قبل یومین، ولیس ِ باعثاً على الراحة التوقُّ
الإستعلائیة التي استخدَمھا في الدفاع عن ُ «صورة» أمیركا
ومكانَتھا الراھنة في العالم, حیث لا یستطیع ھو ولا غیره, منع أو
الحؤول دون استمرار حال الإنحدار ُ والتراجع, التي باتت علیھا
الولایات المتحدة, بعد فقدنھا الكثیر من ِ القیَم الأخلاقیة والأدوار
, وبخاصة تلك رطانة ُ مسانَدة
الحیویة التي َ زعمت إمتلاكھا حصریاً
ِھا في تقریر مصائرھا
للدیمقراطیة ِ ودعم حریة الشعوب وحقّ
واحترام القانون الدولي, وغیرھا مما دأب الأمیركیون ترویجھا بوسائلھم غیر ا ُ لمقنعة لمعظم شعوب
المعمورة, والتي بدَّدَھا سیاسة القوة وعسكرة العلاقات الدولیة والحروب التي شنتھا واشنطن على دول
ِ قارف «إثماً» سوى معارضتِھا «بعض» سیاسات العم سام, ِ ورفضھا ھمروجة «الإستثنائیة»
عدیدة لم تُ
التي َ احتكرتھا لنفسھا دون وجھ حق, بل فقط لانھا تحوز ترسانة عسكریة َ مھولة, وتُمسك بالنظام المالي
والنقدي الدولي, عبر عملتھا الخضراء (الدولار), الذي بات ُ م ِ سیطراً كـ«عملة َم ِرجعیة» بعد اعلان
الرئیس الامیركي نیكسون وقف العمل بنظام النقد الدولي (نظام الصرف بالذھب) الذي ّ كر َستھ اتفاقیة
.بریتون وودز في العام 1944
عبر ھیمنة الدولار وارتھان الأسواق الدولیة ِ المالیة ِ والنقدیة والتبادلات التجاریة, استطاعت واشنطن
ّھز الكثیر من اقتصادات دول عدیدة, ونجحت في فرض العقوبات على دول تراھا ُ م ِّ تمردة خلعَت علیھا
صفة دعم الارھاب, وغیرھا من المصطلحات التي ّ یعج بھا القاموس السیاسي والقانوني الامیركي,
ِّكرس نظرة الرجل الأبیض لباقي شعوب المعمورة
.الذي یُ
11:05 -25-09-2019 - الأربعاء: النشر تاریخ
200
طباعة مع التعلیقات طباعة
محمد خروب
ما تزال الإدارات الامیركیة ُ المتعاقِبة تتفنّن في شراء المزید من الوقت لمنع انھیار عالم القطب الواحد,
الذي ظنّت ان بمقدورھا الإبقاء علیھ, رغم الإختلالات الملحوظة ُ والم ِ تسارعة في موازین القوى.
وبخاصة بعد صعود العدید من الدول ذات الكثافة ُ السكانیة والقاعدة الانتاجیة الصناعیة والتكنولوجیة
یائسة كھذه, لن تنجح في َ منع ِ ولادة عالم
والعسكریة بالتالي.. الى صدارة المشھد الدولي. لكن َ مساعٍ
جدید ُ متعدّد الأقطاب, تكون لواشنطن فیھ مكانة ُ الم ِ تساوي مع ُ م ِ تساوین، ولیس دور «القائد» الذي یدور
ِلكھ
.الجمیع في فَ
خلاصة القول.. خطاب الرئیس الامیركي الذي َ حِفل بكثیر من ّ التبجح والغرور والاستعلاء,
والمحاولات التي لا تتوقّف لشیّ َطنة دول وأنظمة وشعوب, وإضفاء ِ القداسة على إسرائیل, والتلویح
بجبروت ترسانتِھ العسكریة الأقوى في العالم التي ُ صِر َف علیھا تریلیون ونصف التریلیون دولار،
ُ نقصھا الدلالات, یجدُر بمن یعنیھم الأمر وبخاصة في المنطقة العربیة, ان
انطوى على عبارة لا تَ
:یأخذوھا في الاعتبار عندما قال
ِّ وضح لأصدقائنا أن علیھم ُّ تحمل أعباء الدفاع عن أَمنِھم», ونحسب وإن كانت ُ م َ ختصرة, إلاّ أنھا ..»
نُ
ُ تفیض صراحة ِ وتستبطن خطوات َ محمولَة على ابتزاز ُ ومساومات. ما یستدعي الإقتناع أن ُ «الم ّ تغطي
ِدركھ ِ الح َكمة ھذه, َ قبل أن یُطاح, ویغدو
بالأمیركان.. َ عریان», وفق مأثور ُ حسني مبارك, الذي لم تُ
َمن یَعتبِر
ِ ل
لیِ ِ ھ» الذین سقطوا.. ع َبرةً
. ُ و«مجایِ
kharroub@jpf.com.jo