تحديات الموسم الدراسي الحالي 2011 / 2012م
الكاتب : فيصل تايه
مع مطلع العام الدراسي الجديد مذ بدأ يوم الرابع من أيلول 2011م تطلعنا فيه إلى تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي مفعم بالأمل والحيوية .. إذ وجب علينا أن ندرك حجم المسؤوليات والتحديات الذي تواجهها وزارتنا العتيدة – وزارة التربية والتعليم -
إننا ونحن نتحدث عن هذا الموضوع لندرك تماما أن أصعب التحديات وأعظمها يكمن في أن الوزارة ما زالت بحاجة إلى اختيار القيادات التربوية القادرة على التماس حاجات الميدان التربوي بكل همة ومسؤولية .. لتقوم بواجبها التربوي ألإثماري بكل عزم وإصرار وبقدرة تامة على قيادة العملية التربوية في المرحلة المقبلة بهمة الرجال .. فالمسؤولية كبيرة .. والتحديات جسام ولعلنا نقول ( كان الله في عون الجميع ) بما فيهم كل القيادات والكوادر والطواقم الميدانية إضافة إلى السائرين في ركب السياسات التقليدية.. وأصحاب القرارات الجامدة والتي وجب إخضاعها لدورات إنعاش وتأهيل تحديثي لإرساء السياسات المنهجية القادرة على مواكبة روح العصر واستخدام التقنية الحديثة بشتى الوسائل إضافة إلى القدرة على استخدام السلطة الرسمية للقادة التربويين .. وكذلك القدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي لما لذلك من قيمة مثيرة وقوة تلاحميه تقاربيه في الاتصال .. بحيث تكون قياداتنا التربوية قادرة على اتخاذ قراراتها بكل جرأة وموضوعية مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من التنمية التربوية الجديدة والشاملة ما يمكن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي ...
إن الإصلاح التربوي وتحديث النمطية المتبعة جزء من المهمة التربوية والوطنية التي ستلقى على عاتق القيادات التربوية .. فضرورة التفاعل مع أركان المجتمع التربوي الأردني الكامن في الميدان بكل أطيافه يحتاج إلى درجة عالية من التواصل والاستمرارية .. مع وضع أسس للمرجعيات التعليمية المتطورة التي يحتاجها واقعنا التربوي مع التذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير على صياغة السياسات التربوية وتأثير العولمة وتعزيز مفهوم الاقتصاد المعرفي للسعي إلى النهوض المتطور كي نحقق الأهداف التي نسعى من أجلها في سياسة التغيير المنشود .
ولنكن أكثر صراحة خاصة عند تتبع الواقع اليومي ومن يعيشون في رحم المعاناة في الميدان .. فقد توسم الجميع خيرا في عام دراسي جديد وبسياسة تقليم إثماري مجدية كان بإمكان الوزارة انتهاجها لتلقي بظلالها على الرؤوس التي أينعت وحان قطافها ممثله ببعض القيادات التربوية الهزيلة التي تتخذ القرارات العشوائية في خطوة تحديثية جادة لاستبدالها بقيادات تربوية جديدة آن لها أن تأخذ دورها الطليعي في العملية التعليمية التعلمية .
لقد بدأنا نوقن أن هنالك قوى عكسية الشد تخالف الرؤى الملكية السامية التي تسعى إلى تحديث النمطية التقليدية وإرساء دعائم العمل المنظم الذي يعيد تشكيل البيت التربوي الأردني وفق رؤى تطويرية بشكل يمكننا من تجاوز كل الصعاب .. وبالرغم من أن ثقتنا عالية بمعالي الدكتور تيسير النعيمي وزير التربية والتعليم الذي أكن له كل التقدير والاحترام فهو رجل تربوي ومفكر وابن هذا النسيج التربوي الواحد .. ولكن دعونا نتساءل : لمصلحة من يبقى القدم على قدمه ولمصلحة من يتم اتخاذ القرارات غير المدروسة من بعض القيادات التربوية المأزومة والتي تناست أننا في زمن اسمه الميدان التربوي يريد !! .. لذلك لابد من إعادة حساباتنا مع أنفسنا في خطوة هامة وجادة من شأنها ترميم منظومتنا التربوية واسترجاع ثقة المجتمع الأردني بها خاصة مدارسنا في مبادرة إصلاحية جادة تُمثل خطوة ايجابية وهامة لإصلاحات تربوية فاعلة من شأنها النهوض بمؤسساتنا التربوية نحو أداء فاعل .
ومع بداية العام الدراسي الجديد أيضاً دعونا نؤكد وقوفنا عند أركان العملية التربوية .. ومحاولة جادة من الجميع نحو ضرورة التأكيد على دور المدرسة في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته فالمدرسة اليوم فضاء واسع للتعليم وليست منعزلة عن المجتمع.. بل طموحنا أن تكون مدرسة للتعلم ومرتعاً الأمان.. يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء.
نريد من مدارسنا أن تجسد روح المواطنة والإبداع والمشاركة والتنشيط والتفاعل البناء والإيجابي بين كل المعنيين في الحياة المدرسية.. من معلمين وإداريين ومشرفين تربويين الذين بات دورهم محدود !! وكل فعاليات المجتمع المدني.
إننا نحلم في مساهمات حقيقية تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا .. ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم.. مبدعين ومبتكرين وخلاقين يهتموا بمؤسستهم التربوية ويساهموا في تغيير محيطهم الاجتماعي بما يخدم مصلحة الأردن العليا .
نريد ما يشبه الميثاق الوطني لكل مدرسة .. ذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وفي مقدمتهم الطلبة الذين يتربون على نبذ العنف والتطرف والانعزالية.. ويتبنون مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة مع باقي المشاركين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها في فضاء المحبة والصداقة.. وإقصاءٍ للتغريب والتهميش.
نريد جودة في التعليم الذي أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر المتطور ، من خلال تطبيق مفهوم إدارة الجودة... ذلك ما يعني الحديث عن تقديم الخدمة المميزة ... و الأنشطة والبرامج التعليمية من خلال استخدام بعض المقاييس المرجعية التي ترقى إلى أسلوب حديث .
كل الشكر والتقدير للعاملين في وزارة التربية والتعليم والماضون قدما وبعزم وحس بالمسؤولية في إرساء قواعد جديدة للعام الدراسي الجديد لإحداث تغيير منشود يلقي بظلاله على الميدان التربوي .. فما لمسناه من الجميع حالة من التأهب القصوى وعلى رأسهم معالي الوزير والسادة أصحاب العطوفة الأمناء العامين على حد سواء وبالتنسيق مع كافة مديريات التربية والتعليم للتغلب عل مختلف النواحي الفنية ..
وبلا شك أن تضافر جهود كل الأطراف سيخلق بيئة تعليمية مفعمة بالحياة.. نشيطة ومتطورة.. نحن في أمس الحاجة إليها.
وأخيراً.. وان أطلت عليكم .. فنحن بحاجة هيئات إدارية وتدريسية نشيطة.. في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل.. حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
وفقنا الله وحمى أبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من أي مكروه
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه