إن أي مسيرة ديمقراطية تتعرض في مسيرة تجذّرها وحتى تصل اللى حالة متقدمة تتتعرض الى الكثير من المخاضات والمعيقات والمخاوف والأرهاصات وأحيانا الى الأستغلال من قبل فئات مجتمعية وشخصيات نافذة وأصحاب مصالح, فتستثمر الحالة بإسم الديمقراطية والحرية وصولا الى غايات بعيدة عن نبل المسار الديمقراطي.
هذا المشهد المختلط الموزع بين الأرادة الصادقة لبناء مجتمع ديمقراطي على يد القوى الحيّة في المجتمع وبين أفراد وقوى لا تؤمن بالديمقراطية كمنهج حياة يفتح الباب واسعا للأجتهاد والتحليل إقداما وتشكيك ما يؤثر على مجمل المسيرة الديمقراطية بحيث تتقدم بخطى ثابتة تارة وتتعطل بعض مرتكزاتها أوتتأخر تارة أخرى.
إن الديمقراطية المستندة الى ثقافة مستنيرة وفهم معمق لإستحقاقاتها وأبعادها ألمحصنة بالقوانين من قبل أفراد المجتمع ونخبه السياسية هي التي سترتقي بالمجتمع وتفرض قوانين حياة جديدة عمادها الحرية والكرامة ومشاركة الجميع في البناء وتعزز بناءات الوطن السياسية والإقتصادية والإجتماعية ما يضمن خلق مستقبل آمن ومستقر للجماعات والأفراد ضمن إطار مجتمع القانون والمؤسسات يقبل بكل مفاصله الجميع قولا وعمل.
الديمقراطية في الأردن مسيرة واعدة انطلقت بإرادة وتصميم قيادته الهاشمية وتبناها شعب خلاّق التف منذ البداية حول قيادته فبنوا معا وطنا ولا أجمل..رغم كل الظروف الصعبة التي رافقت سنين البناء الأولى..
ان ديمقراطيتنا تنضج كل يوم وتتبلور فيها قوى وأفكار من شأنها تعزيز مسيرة الأردن التنموية الشاملة...كما تبرز فيها ذات الوقت قوى وعناصر لا تروق لها تلك المسيرة ومضامينها لقناعتها بأن مصالحها متضررة من تلك المسيرة التي ستفرض العدالة والمساواة وتكافوء الفرص بين الجميع.
كما تركب الموجه قوى أخرى تحمل أجندات غير وطنية تسعى لتحقيقها بإستغلالها لأجواء الحرية فتبث فكرا مسموما يخدم استراتيجياتها التي حلمت بتحقيقها طويلا..؟
في ظل هذا المخاض الطبيعي الذي يرافق مسيرة تجسيد الديمقراطية تظهر في الحلقة الوسطى منها بعض من لا يستوعب المرحلة برمتها وبكل أبعادها فتساهم هذه الفئة بشيء من تعطيل عجلة التقدم المنشود لترسيخ المثل النبيلة لحياة آمنه ومستقرة وكريمة للجميع.
الديمقراطية الأردنية تنضج كل يوم ديدنها إنسجام كامل بين القيادة والشعب في تحقيق حياة كريمة ومرتكزها الأساس المصلحة العليا للأردن وسيادته وأمنه واستقراره.
نعم...إن ديمقراطيتنا تنضج كل يوم...