في يوم ما ووري الجسد الخامد ميتا ً للمرحوم خالد بن جمال عبدالناصر الأكبر، الذي كان ميتا ً وهو حي لا ذكر له ولا حراك حينما كان على قيد الحياة، هل كان مقيد فعلا ً بتهديدات مباركيه أم الجبن طغى عليه ، والخوف عشش في قلبه ، الذي يختلف عن قلب والده جمال عبد الناصر الذي أشغل العالم الرسمي والشعبي بمواقفه الفقاقيعية . وخطاباته الثورية التي تحرك الذي لا يتحرك أيام زمانها فاتت وحقبة بهرائها ماتت.
ذكرني به نيكولاي ساركوزي الزعيم الفرنسي ، في ثوب عربي وعقل قومي عربي ، بديل عبد الناصر في خطاباته أيام الغباء العروبي ، الذي ضحك به على ذقوننا فترة حكمه الذي لم يطول كما طالت أحكام المورثين من رؤساء عرب أستغبوا مواطنيهم .
كما ضحك علينا باقي الزعماء العرب في أمور كثيرة ومنها التخويف المستمر من الأجهزة الأمنية ، والتدخل في السياسة والسلوك في طرق التياسة وأتباع سياسة أكل شرب نام .
ولا تدخل في ما لا يعنيك أحسن تقع في غياهب السجون وتلاقي ما لا يرضيك ، في الحرب على لقمة العيش المقدرة لك من الله ، والذي يتدخل فيها ، أولياء الأمر وزبانيتهم الظلمة قاطعي الأرزاق وموزعي الغنائم المنهوبة من الشعب على مقربيهم .
بشكل إختلاسات ورشاوي وعطايا وهدايا وفساد مالي وإداري وها هم يدفعوا ثمن ما إقترفوا من ظلم فرضوه على عباد الله هذه الأيام التي نفست بها أمريكا على الشعوب المقهورة والمظلومة . وبعوض الله على الفات الذي ذهب لغير رجعة ، بعد ما جرى من فزعة من قبل قوات حلف الناتو الذي ساهمت في التسريع بجبر ألقذافي الاختباء في مجاري الجرذان ، والهروب من وكر الخلان من باب العزيزة وترك القصور و الدور المشيدة والخيام المعدة للضيافة القذافية التمثيلية بفراشها العاجي ومفروشاتها الحريرية والأريكات الوثيرة والبهرجة الكبيرة .
ليتخيل ملك ملوك الجرذان بأنه يعيش عز أيام قارون وهامان الذين كانوا ملوك الأرض في فائت الزمان ، والذي حاز على ثروة لا تعد ولا تحصي كاستحقاق له .
وفاق قارون في جمع طائل الأموال من بيع الثروات النفطية التي تحولت بدء من الأمس ، للخزائن البريطانية والفرنسية وأصبحت ملكا ً للدولتين الاستعماريتين ، اللتين تقاسمتا الطرطة الليبية الضخمة أمس مناصفة ً .
بين الصديقين اليهودي رئيس وزراء بريطانيا داوود كاميرون واليهودي نيقولا ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا في أكبر مدينتين في ليبيا العاصمة السياسية طرابلس التي تفتح فيها السفارة البريطانية لتقود البلاد منها في الأمور السياسية والعسكرية. وبنغازي تفتح فيها القنصلية الفرنسية وهي العاصمة الاقتصادية التابعة لموظفي الثورة الليبية .
الذين باركهم ساركوزي في خطبته الثورية والتحريرية وبحضور صبيتها الحفاة المسلحين بقوة الناتو وبمجاميع الشعب وقوة الكعب البريطاني الثابت على العهد والوعد بإسعاد الشعب الليبي الذي حرم شم الهواء أربعون عاما ً ويزيد بضعة أيام وشهور.
الذي شاهد خليفة عبدا لناصر الخطابي المميز، الذي يجيد التمثيل نيقولا ساركوزي بطل أبطال الثوار الذي حل أبا ً لليبيا وثروتها وكقائد لثورتها ،مع بن جلدته داوود كاميرون زعيم السياسة الليبية وعسكرها.
الذي حضر ليقوم بإنشاء القوات الدر كية لليبيا الحركية بعدما طيب البيدر، وقضى على ا لحيدر سيف الإسلام وأزلامه وعائشة العسكري وأتباعها ، من فلول القوات المختفية كجرذان الصحراء في البيداء الليبية .
التي دثرت مونت غمري وجيشه الذي جاء منتقما ً له ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي حضر الخطاب الثوري والناري إلي ألقاه القائد العربي الجديد الساركوزي صاحب الحماسة الناصرية والكياسة القاسمية التي أوصلت العرب الى ماهم يجنوه اليوم.
من تغيرات وحراكات وثورات مصطنعة كوسيلة جديدة تسير الاستعمار الحديث الذي يمثل الوجه المشرق لأمريكا المدارة من قبل يهود الصهاينة المتسيدين على عالم رؤسائه بشاكلة ملك الجرذان وتفكيره لم يكن تفكير انسان .
يريد أن يستفيد من خبرات من سبقوه وعلى المذبح وضعوه ترك الثروات وهرب بدون طائرات وسيارات وتقطعت به واسرته السبل وهو من أتباع هبل الصنم الجاهلي والتقدم البابلي .
ساركوزي خطيب مفوه أعجب الشعب الليبي وأغاظ الشعوب العربية وخاصة الواعيين منهم الذين يقدرون ما يجري ويعرفون ما يسري لأمة العرب الذين فقدوا الثقة بمن كانوا بالأمس قادة واليوم أصبحوا حملان على غير عادة .
وما الذي غير الحال لا نعرف هل هو للصالح العام أم لتوهان الشعوب بذل ودون احترام للأيام القادمات ،التي فيها سيكون الندم على كل الذي فات ولكن فاز المخططون وفرح المنفذون وهلك العاتبون ودمر الأغبياء الجاهلون وساد الناهبون الجدد ولكن لن تطول لهم الفرحة .
والله لهم بالمرصاد وقدرته اكبر من قوتهم وكيده يفوق كيدهم وهو الذي يقدر ويقدر يدبر الأمر فيكون ما أراد ، سبحانه في عليائه.