حكومة البخيت
المطلوب صراحة مع الواطن
في نقاش مع مجموعة من النواب حول الحكومة وقدرتها على احداث الاصلاح السياسي والاجتماعي ومحاربة الفساد وخلق بيئة جديدة يريدها المواطن الاردني ويدعو لها الكثير من الاعتصامات والاحتجاجات التي حدثت في الماضي.
بعض النواب قال ان حكومة البخيت مرت من تحت مجلس النواب بصعوبة فائقة حتى قال احد النواب واعترف ان الحكومة كادت ان تفقد نصابها القانوني في الحصول على الثقة لولا صفقة تمت من تحت الطاولة ما بين رئاسة المجلس والبخيت نفسه.
وحسب هذا النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه على الملأ فان البخيت قد استعان بهم بطريقة عجيبة غريبة فبعض النواب تنبه الى انهم اخطأو في الحكومة السابقة باعطائها الثقة بشكل مطلق وهذا اثر عليهم في قواعدهم الشعبية وخاصة اولئك النواب الذين خاضوا التجربة لاول مرة واصبحوا ما بين ليلة وضحاها نوابا بعد ان كان البعض منهم خياطا مثلا او بائع حلويات على باص.
هذا الضعف في قيادة النواب جعل المخضرمين ينبهون الجدد منهم الى اصول النائب المحترم انه مشرع ومراقب ومحاسب هذا الامر جعلهم يتفقون الى ان ما حصل مع حكومة سمير الرفاعي واعطائها هذا الكم من الاصوات الموافقة (فضيحة) ويجب تداركها مع هذه الحكومة.
ويضيف النائب ولاجل ذلك فقد تم تقسيم الكتل، ومعرفة من يعطي الرئيس الموافقة والحجب والامتناع.
وان الرئيس البخيت وعدهم بخلق ٢٠ الف فرصة عمل لاجل الفوز بالثقة والا فأنها لن تكون.
وبالعودة الى دور الحكومة الحالية في قدرتها على حل المشكلات التي تواجه المواطن الاردني فان ذلك ينطبق على مدى قدرتها على حل المعضلات المالية ومدى موائمتها وتحسين وتخفيف (الغلاء المصروفي) والقدرة الشرائية مع تعديل ميزان المدفوعات والمديونية بحيث يكون هناك عدالة في توزيع المكتسبات ما بين المحافظات.
ويشير سياسي مخضرم بان الحكومة الحالية لا تواجه هذه الطروحات بجدية وصراحة مع المواطن الذي لا يهمه كم تبلغ مديونيتنا الخارجية بقدر اهتمامه بما يبقى في جيبه من راتبه اخر الشهر.
ويضيف بان ذلك قد يقف عائقا امام مخاطبة المواطن بمصداقية فالحكومة تعرف سلفا الاجوبة وتعرف ان ذلك لن يكون في صالح شعبيتها ولهذا لا مانع لديها من اخفاء الكثير من الحقائق عن المواطن وترحيل المشكلات قدر المستطاع لان حكوماتنا في الغالب لا تدوم لاكثر من سنة او سنتين.
وحسب رئيس وزراء سابق فان الحكومات بشكل عام لا تصارح مواطنيها بالاعباء الاقتصادية الموجودة لديها فذلك يقلل من شعبيتها ويجعلها تبدو وكأنها عاجزة عن حل المشكلات.
واضاف بانه عندما كان رئيسا للوزراء لم يرضى ان يقوم وزير ماليته بشرح وجهة نظر الحكومة في مسألة رفع الاسعار انذاك لان ذلك حسب قوله يقلل من هيبة الحكومة فالحكومة تفعل ما تريد وعلى الشعب ان ينفذ، وحسب محلل صحفي فان الحكومات وعلى مدى سنوات طويله لم يكن لديها مانع في فعل كل ما تريد وبدون الرجوع الى المواطن، الذي هو الحلقة الاضعف.
واستطرد الصحفي بان حكومة البخيت اذا صمدت ولم يحصل عليها تغير مع نهاية العام فانها لن تستطيع ان تواجه الازمة المالية الحالية والاعباء الاقتصادية وهذا سيجعلها تبدوا وكانها تعيش في واد والمواطن في واد او بالعربي الفصيح تفقد مصداقيتها وهذا يتطلب منها ان تكون صادقة مع نفسها ومواطنها وتخبره وتطلعه على الحقيقة التي ربما تكون مرة ولكنها الحقيقة التي لا بد منها.