بعد هزيمه تركيا بالحرب العالميه الثانيه وقيام الدول المنتصره بتقسم اراضي الدوله العثمانيه فيما بينها بشكل استعماري مباشر زادت حاله الجهل والتخلف والظلم والاستبداد التي كانت سائده ايام العثمانيين مما دفع السكان للثوره على الدول الاستعماريه بدول المشرق العربي ومغربه وبدت مرحله التحرر وبرزت الدوله القطريه التي عملت على تكريس و تقطيع اوصال العرب وعملت دول الاستعمار على تسهيل وصول الدكتاتوريين (الحكم العسكري) وفتره الانقلابات العسكريه بالخصوص دول المشرق العربي وشيوخ القبائل العربيه للحكم وقامت بتامين الحمايه لهم من شعوبهم ودعمهم بالاموال وما يحتاجون لضمان استمرار بقائهم الذي يعمل على استمرار بقاء هذه الشعوب بحاله ضعف و تخلف بجميع مناحي الحياه ومع تفجر النفط بهذه المنطقه والذي يعتبر المصدر الرئيسي للطاقه وارتفاع عائداته على شيوخ هذه القبائل التي عملت على توظيفه بما يظمن استمرارها وابقاء الشعوب بحاله تخلف وفقر وتاسيس ثقافه الانهزاميه بنفوسهم على مدار الستين عاما الماضيه وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وحدوث التحول الرئيسي بالاستراتيجيه الامريكيه نتيجه ادراكها بخطاء سياستها التي انتهجتها خلال الستين سنه الماضيه حسب تصريحات الخارجيه الامريكيه من تغييب للحريات العامه وسياده الجوع والمرض والفقر بهذه الدول الامر الذي دفع بابنائها للهجره عبر البحار بطرق غير شرعيه مما ولد ازمه كبيره وحاله ارباك اجتماعي بدول الاتحاد الاؤروبي و الوصول للولايات المتحده والحاق الضرر بها احتجاجا على دعمها لهذه الانظمه الاستبداديه وسياستها الخارجيه الداعمه لاسرائيل وبعد فشل امريكا بتطبيق برنامج المحافظين الجدد بخلق شرق اوسط جديد تكون فيه لاسرائيل الرياده عبر احتلال العراق والعدوان على لبنان عام 2006 وكذلك العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه من خلال فرض تطبيق برنامج الفوضى البنائه(الخلاقه) حسب تصريح رايس وزيره الخارجيه الامريكيه تقوم الولايات المتحده بتوظيف المناخ العام السائد بالشرق الاؤسط بما يخدم مشروعها القديم الجديد عبر ذراع اعلاميه تعمل على صياغه الوعي بصناعه اعداء جدد وخلق حاله من الفوضى الاجتماعيه والسياسيه والتشكيك بالوطنيين و دمجهم مع الفاسدين لانتاج حاله ضياع وفقدان بوصله الاتجاه تسريبات (ويكلكس) التي اصبحت مرجعيه لاعطاء صكوك البراءه والادانه وعلى الخصوص من الناحيه الاعلاميه التي يجري اختطافها بالدولار .
وبعد حدوث ثوره تونس واليمن ومصر وليبيا وحاليا سوريا وتحركات البحرين والاردن والكويت وبروز ما يسمى بالربيع العربي ازداد نشاط هذه الانظمه الدكتاتوريه لتقوم بشراء المؤسسات الوطنيه والتي لها علاقه مباشره بتوجيه وصياغه الراي العام بهذه الدول وعلى راسها المؤسسات الاعلاميه ومؤسسات المجتمع المدني مستغله الاوضاع البائسه التي خلفتها الانظمه البائده والفقر وحاجه الناس وضعف الارتباط الوطني لدى البعض الذي تم انتاجه وصناعته الفكريه والثقافيه زمن الدكتاتوريات ولا زال بموقع المسؤليه ولم يتم ازالته وما يتم بجمهوريه مصر العربيه وتونس وليبيا يؤكد هذا بالاضافه لااعاقه الشعب اليمني عن تخلصه من الدكتاتوريه التي تحكمه ولا يقف الامر عند هذه الحدود بل يتعداها للدول الاخرى كالاردن والمغرب ولم يمظي طويلا من الوقت عندما كان يعامل المواطن العربي بمسمى (اجنبي) وتعطى الاولويه للاجنبي ليتمتع بالحقوق والحمايه وانتهجت كسياسه رسميه لدى هذه الانظمه .
جربت هذه الانظمه استدعاء الحمايه الاجنبيه لها من الخارج ابان احتلال العراق لكنها اكتشفت تجريدها من سلطاتها وعلى ارضها لهذا تسعى الى استدراج الاردن والاستفاده من امكانياته لمنع وصول رياح التغيير اليها مستغله ضعف هذه الدوله وقله مواردها بالاضافه لفساد نخبها وضعف ارتباطهم الوطني وتشكيل حزام امني يمنع اي تحرك يعمل على تهديد وجودها .
ان بيع المؤسسات الوطنيه والاعلاميه او تاجيرها او توضيفها لخدمه الدكتاتوريات المترنحه و المرتجفه من الخوف يوازي بيعها للاجنبي ويعد بمثابه الخيانه العظمى للوطن والاجيال القادمه.